بقدر ما يمثله هذا السؤال من غرابة إلا أنه لابد أن نتفهم الوجهة الأخرى المقابلة. لقد انقسم الشارع الحضرمي –إن صح التوصيف-في جزئية واحدة مما يحدث الان وتحديدا إمداد جبهات القتال في جنوب غرب حضرموت؛عدن ولحج والضالع وغيرها بالمقاتلين, إثر محاولات الحوثيين وأنصار المخلوع المتكررة من اجتياح الجنوب , هل يعنينا هذا أم لا..؟ هكذا بدأ لي المشهد وربما يقول غيريأن الانقسام المذكور غير موجود إطلاقا وأن من يقول هذا القول – لا علاقة لنا بكل ما يجري- هم قلة قليلة لا تمثل رأي الشارع الحضرمي, وهذا الرأي له نصيبه بل نصيب الأسد من الصحة, وهذا ما يلمسه كل من يرصد الرأي الحضرمي عبر الوسائل الإعلامية المختلفة. وعلى هذا فأقول أننا كحضارمبات من المؤكد أننا ننشد كيانا مستقلا عن الجنوب والشمال وهذا بالنسبة لي أمر لا رجعة عنه إطلاقا فلا يمكن أن تعاد العجلة للوراء أبدا, لا إلى 67 ولا إلى 90, فهما مرحلتنا قد أخذتا من أعمارنا وحياتنا بما فيه الكفاية ولم يبق إلا حياة أولادنا الذين نريدهم أن يعيشوا بعيدين كل البعد عن صنعاءوعدن, هذه مسلمة عندي لا رجعة فيها. لكن نحن الان بصدد نازلة وواقعة تكاد لا ينجوا منها أحد وقد عمت كل المنطقة ووصلت شظاياها للكل, نحن جميعا أمام عدو غاشم ظالم معتدي, ليست له أي نوايا حسنة ولا خيرة, وهو ينظر للكل على أنهم فريسة ولابد من التهامها, هذا الواقع حشرنا جميعا في دائرة واحدة وجعلنا أمام خيار واحد لا ثاني له أبدا, وهو الاجتماع على مقاومته وصده. نحن الان نقف في خندق واحد سواء أكان بإرادتنا أم لم يكن بإرادتنا, وأصبحت المنطقة كلها مترابطة متراصة متحدة لصده ودحره, خاصة أننا نلقى دعما عربيا وخليجيا ومساندة كبيرة جدا من الأشقاء العرب بقيادة المملكة في عاصفة الحزم, فليس من الكياسة والحصافة أن نعلن تفرقنا وتخلينا عن بعضنا البعض ونكف أيدينا ونلزم ديارنا, ونقول: لا علاقة لحضرموت بما يجري, فهذا موقف المتخاذل المقصر السلبي وليس الحياد أو السلامة, وكلنا على يقين أن سقوط جبهة عدن والضالع سيجر معه سقوط كل المنطقة كما هو الحال في حرب 94. وياليتنا تعلمنا من تدخل التحالف ومساندته لنا وعملنا عقولنا في هذه الدعم العربي, ما الذي دفع بهم لتحمل قرار كبير وتحفه المخاطر من كل مكان ؟ لماذا لم تكتف الشقيقة السعودية بتأمين حدودها فقط؟ لأن المصالح في الوقت الحاضر باتت متشابكة جدا, والمخاطر أيضا باتت تتعدى الحدود فإذا كان تقدم الحوثيين سيضر بالخليج كله, أليس من المعقول أن تقدمهم نحو عدن ولحج والضالع سيضر بحضرموت التي تبعد خمسمائة كيلو أو أقل, هكذا يقول العقل والرأي السياسي في العصر الراهن والشرعي أيضا, ولابد من التصدي لأي خطر وإيقافه قبل أن يصل إليك, ولهذا تلجأ الدول اليوم للتحالفات والاتفاقيات حتى تدفع الخطر عن أرضها وشعبها. لا أقول أن من يقول هذا الكلام ومن يردده في مواقع التواصل أنه جبان أو لا يحمل أي حمية إسلامية, بل أقول أن من يقول مالنا ولما يجري في عدن وغيرها أقول له, اليوم؛ نحن عدن وعدن نحن, كما قالت المملكة: نحن اليمن واليمن نحن, إن لم تُعن جارك وتذود عن حوضه وتدفع البغي والعدوان عنه, سيأتيك غدا ما أتاه, وسيداهم بيتك ما داهم بيته بالأمس, ولهذا لابد من ضرورة الاتحاد والاجتماع في المرحلة الراهنة لصد هذا العدوان عنا جميعا, فإذا زال الخطر عنا جميعا نجلس بعد ذلك على طاولة الحوار وليضع كل طرف رؤيته ومطالبه لنخرج بقرار يرضي الجميع ويحفظ للمنطقة أمنها واستقرارها.