أكد الشيخ صالح محمد باكرمان عضو مجلس علماء أهل السنة والجماعة بحضرموت أن إنشاء المجلس الأهلي الحضرمي جاء بعد تحركات قام بها ثلة من العلماء من مجلس أهل السنة بحضرموت ومن غيرهم ومعهم طائفة من الأعيان ورؤوس القبائل لاسيما قبائل نوح وسيبان وتواصلوا مع أبناء حضرموت الذين في القصر الجمهوري بالمكلا انطلاقا من قول الله تعالى : (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) سعيا لتجنيب البلاد أن تقع تحت طائلة الضربات الجوية ورغبة في تطبيع الحياة في المدينة . جاء ذلك في خطبة الجمعة أمس بجامع آل ياسر بمدينة المكلا حيث قال أن المفاوضات كانت من أجل تسليم إدارة البلاد لمجلس أهلي وهو ماتم الاتفاق عليه فسعى العلماء سعيا حثيثا مع الأعيان ورؤوس بعض القبائل على تأسيس المجلس الأهلي من كل الطوائف والقبائل وتشكيل هيكله ولجانه ، وكان ذلك بفضل الله تعالى ومنته . ووجه الشيخ باكرمان في خطبته مجموعة توجيهات لجميع أبناء محافظة حضرموت كان أولها أخلصوا العمل لله عز وجل ، وتحركوا ابتغاء مرضاة الله ، واحذروا الرياء والعجب والأنا وابتغاء الحياة الدنيا مستدلا بقوله تعالى : {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114]. و عن أبي أمامة قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه آله وسلم فقال : أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ، ما له ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:: «لا شيء له » فأعادها ثلاث مرار ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « لا شيء له» ثم قال : )) إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي وجهه (( رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد . والتوجيه الثاني للشيخ باكرمان كان بالحث على جمع الكلمة وتوحيد الصف والابتعاد ع مايعرك الصفو ، قال الله عز وجل : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا َ) و قال تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) فإقامة الدين وترك التفرق في الدين من أعظم ما أوصى الله أولي العزم من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، محذرا من التعصب المقيت والولاء الضيق للحزب أو الجماعة أو الفئة أو القبيلة . وأما ثالث التوجيهات في خطبة عضو مجلس علماء أهل السنة والجماعة فهو بالحذر من الدنيا و النظر إلى حطامها الزائف الفاني فإن ذلك من أعظم أسباب الفشل في الدنيا والآخرة . وأما رابع التوجيهات فكان بالدعوة للاشتغال بالعمل وترك الجدل ، قال الله عز وجل :{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} . و التوجيه الخامس كان بالنصيحة لبعضنا البعض وسلوك طرقها المشروعة والحذر من الطرق المضادة لها فعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، قَالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» رواه مسلم. والنصيحة سبيلها الإسرار, وحسن القول , وقصد التسديد ، وأما أضدادها فسوء الظن والتجسس والهمز واللمز والغيبة قصد الإفساد . واختتم الشيخ صالح باكرمان خطبته بالتوجيه السادس حيث أكد فيه على الحذر من الفتنة فيما بيننا ، فإنها الحالقة وهي التي تسلط العدو الخارجي علينا فعَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا – أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا – حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضا» رواه مسلم.