نمى الى مسامعنا عن قيام مجموعه من شباب مدينة الحامي تعتزم اقامة معرض للصور لدولة الكويت تحت مسمى ( الحامي مدينه كويتية على اراضي يمنيه ) وسوف تستعرض من خلاله العلاقة التاريخية التي تربط مدينتهم بدولة الكويت من خلال سرد المراحل والتعريف عن الحالة الخاصة المميزة التي نشأت بين مدينه ساحليه تقع في محافظة حضرموت مع دوله خليجيه خصت ابناء الحامي بشكل خاص وميزتهم بإطلاق وصف " جالية ابناء الحامي في الكويت " اسوة بالجاليات التي تتبع الدول الاخرى المقيمة على اراضيها بما فيها الجالية اليمنية …. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوه ما الذي جعل تلك الخصوصية والتميز بين ابناء هذه المنطقة الحامي مع دولة الكويت ؟ ومن ذلك التساؤل اشار لنا العديد من رجال الرعيل الاول الذين عاشوا لفترات طويله من الزمن مغتربين في دولة الكويت عن سر هذه العلاقة بين ابناء الحامي بالكويت والتي تميزت بعدة مراحل لتبلغ ذروتها في الفترة التي سبقت دخول الكويت من العراقيين من العام 1990 وهي المرحلة التي شهدت مانسبته 60 % من ابناء جالية اليمن الجنوبي المغتربون في الكويت من ابناء مدينة الحامي حيث تشير جميع الاحصائيات حينها انه لا يخلوا بيت في الحامي في تلك الفترة الا وتجد به مغترب في الكويت وهناك من حدثنا عن علاقه تعود ماقبل ظهور النفط في الكويت حيث السفن الشراعية التي تجوب موانئ شرق افريقيا والهند والخليج العربي وهي تعتبر من المراحل الاولى لتلك العلاقة التي من خلالها اقام نواخيذ هذه السفن علاقات تجارية خاصة بين نواخيذ الحامي والكويت حيث كانت السفن الشراعية التي تتبع الحامي تقوم بنقل البضائع من تمور وغيرها من البصرة الى الكويت وكذلك استعانة السفن الكويتية ببحاره من ابناء الحامي نظرا لمعرفتهم بمهارتهم وخبرتهم العريقة في حياة الغوص والبحر … ومن تلك المراحل الخالدة في ذاكرة ابناء الحامي ما شهدته المرحلة من منتصف السبعينيات الى بداية الثمانينيات من انخراط بعض ابناء المدينة في مكونات المجتمع المدني الكويتي وعلى جميع الأصعدة حيث شهدت هذه المرحلة مشاركة احد ابناء الحامي وهو الوالد عمر بانجار مع عدد من افراد الجيش الكويتي ضمن كتيبه تتبع قوات الردع العربي حينها حيث أقرت الجامعة العربية في العام 1975 اقامة قوات ردع عربيه لتساهم في احلال السلام في عدد من الدول المضطربة حينها مثل لبنان والسودان … وشهدت ايضا هذه المرحلة احتراف اول لاعب يمني جنوبي في اعرق الأندية الكويتية وهو نادي الكويت الرياضي وهو اللاعب سعيد بقرف ( الويلو ) من ابناء الحامي وكان حينها لاعبا اساسيا ضمن الفريق الاول لنادي الكويت … وشهدت ايضا ظهور الفنان رحمة الله عليه عوض محسون مشاركا في عدة مسرحيات مع الفنان الكويتي القدير عبدالحسين عبدالرضا في قمة ازدهار المسرح الكويتي ، وعلى الصعيد الفني تألق عدد من الفنانين من ابناء المدينة ولمعت اسمائهم وكانت الكثير من العائلات الكويتية تستعين بهم لإحياء حفلات الاعراس والمناسبات الخاصة بهم ومنهم الفنان عبدالكريم مرعي والفنان عمر شميس والفنان المرحوم محمد الكسادي وكان ايضا من اشهر عازفي الايقاع في دولة الكويت الاستاذ مبارك الدقيل حيث شارك مع جميع المطربين الكويتين دون استثناء ويأتي بمقدمتهم الفنان عبدالله الرويشد والفنان خالد الملا وعلى نفس الصعيد يبرز لنا اسم سعيد واكد ( التوله ) والذي دائما مانراه يقدم الرقصات الفلكلورية وايضا مشاركته في العديد من المسلسلات الكويتية حتى يومنا هذا … وهناك من ابناء مدينة الحامي من يحتفظ بأرشيف شخصي به جميع مشاركات ابناء اليمن الجنوبي في الكويت منذ السبعينيات موثقا به جميع الفعاليات التي كانت تقام في الكويت وهو حسن بن طالب والذي يعمل الان في شركة النفط الوطنية الكويتية بل ويحدثنا عن مخاطبات تمت بينه وبين عدد من المحطات الفضائية للاستعانة ببعض المرئيات من احتفالات سابقه كانت كاميرته الحصرية من وثقتها … لقد شكل ابناء الحامي المقيمين في دولة الكويت في العام 1975 اول فرقه تمثل اليمن بشكل عام وتشارك في جميع المناسبات تحت اسم فرقة اليمن للفنون الشعبية وقد ذاع صيتها كثيرا نظرا لما تقدمه من وصلات ذات طابع تراثي وبحري ومن ذلك يتضح سر الخصوصية والتآلف الذي تم بين ابناء مدينة الحامي ودولة الكويت فالعلاقة كما تم سردها ليست وليدة اليوم بل تعود لسنوات ما قبل النفط في الكويت وبعده ومشاركة المغتربين من ابناء المدينة في جميع الفعاليات والمناسبات سواء الخاصة بالكويت او ما يخص اليمن من الاعياد الوطنية وبدورنا نقدم الشكر والعرفان لهؤلاء الشباب المتحمس بالتعريف عن سر هذه العلاقة من خلال فعاليات المعرض والذي يجري الاستعداد له على قدم وساق كما علمنا .