نتألم كثيراً عندما نشاهد ونسمع عن الدمار الذي يحصد الأرواح في حضرموت ، وتهتز كياناتنا مثلكم تماماً يا أهلنا في حضرموت ، ولا نعلم متى تنعم البلاد بالأمن والأمان وتنال حظها ونصيبها من خيراتها العظام . ولعل الكل يعلم أن مايحدث في حضرموت ليس من الرجولة ولا من الحكمة ولا من الإتزان ، كون حضرموت الطيبة ملأت أصقاع الدنيا بخيرها وسمعتها وتفردها بإنجاب الرجال الكبار الذين يشار إليهم بالبنان في النجاح والكفاح والرقي . قد يحدث أن يتضايق البعض حتى من الحضارم بهذا الهوس والعشق الفطري الأزلي الذي يجري في دماء الحضرمي خصوصا المغترب والمهاجر عن حضرموت طوعاً أو كرهاً ، لكنها الحقيقة التي لاجدال فيها ولا غبار عليها . حضرموت التي نعشقها لاتقبل إلا الطيبين ولا تنجب إلا النجباء ولا تفخر سوى بغير أبنائها ومن يعيش على أرضها بهدوء وسلام ومحبة واحترام ، ولهذا تجدها بين فترة وأخرى تثور على من يتمادى في الظلم والطغيان بإسمها يكن من كان ، مهما علا شانه وتكاثر أقرانه . في حضرموت وحدها ينطلق الشباب بنية التضحية والكفاح الصادق بحثاً عن الحرية والأمان والعيش الكريم ، يستندون في ذلك على الإرث النضالي والرصيد الحضاري الذي صنعوه بإيديهم وسواعد أبائهم وأجدادهم ، ولا يختلف الحال عن حضارمة المهجر والإغتراب ، الذين يكابدون ليل نهار في بقاع كثيرة من العالم على أمل أن يجتمع شملهم بحضرموت الأرض والإنسان في ظروف أحسن مما هي عليه الآن . والمهم قوله في هذا المقام توارد الأسئلة الحضرمية على الحضرمي ذاته بعبارات صريحة مفادها : متى تستقر حضرموت ، ومتى ينعم الحضارم في حضرموت بخيرات حضرموت ، ولماذا كل هذا الجدل على حضرموت في حضرموت وخارج حضرموت ، ومن المسئول في المقام الأول عن تحسين الأوضاع فيها ، وماذا لو أقدم الحضارمة على أن يرفعوا أصواتهم عالياً بمطلب جماعي واحد ينص على أن تكون حضرموت للحضارم ، بغض النظر عمَّا إن أوقعها القدر في أحضان وحدة مشوهة أو كونفدرالية مبتورة أو كيان مستقل مأمول ..!! ومثلما أن كل شيء مسموح فإن كل شيء وارد ، وما على الحضارم سوى الإتحاد والتألف ونبذ مختلف مظاهر الضعف والهوان التي تطال حضرموت والحضارم على أرضهم وفي محيطهم . ولحضارمة اليوم والمتصارعين من المتحضرمين نقول : دعونا نفخر بكم مثلما نفخر وتفخرون بالمجد والعهد الحضرمي السالف الذي كان الحضارمة فيه كتلة واحدة تتفتت على صخرتها كل الأطماع والأحقاد والضغائن ، حتى لو اتهمونا بالعنصرية ، فهذا أفضل بكثير من إلصاق تهمة العدائية وأشرف من الغوغائية العابثة التي يمارسونها على أرض حضرموت وحضرموت والحضارم منهم براء . وهذه دعوة من القلب للم الشمل والإعتناء بوحدة الصف وعدم الإقتراب من مربعات العبث السياسي الذي أوصل حضرموت إلى هذه الحال البائسة التى يندى لها الجبين وتتوه في ردهاتها مسافات التقارب والإلتقاء الذي نراه قريبا ويرونه بعيداً وما ذلك على الله بعزيز ..!! فاصلة : يقول الدكتور سعيد الجريري " إن حضرموت اليوم هي السؤال الذي تؤكد إجابته الموضوعية أصالة حضرموت الأمس، وسواها أي الإجابة الذاتية (غير الموضوعية) تقذف بحضرموت فراسخ ضوئية في متاهات التلاشي ."