في الممارسة السياسية.. الجوازية هي السمة الطاغية على كل شيء.. إذ لاحدود ولا مواقف ولا أعراف ولاقوانين ..ولا حتى دين يتوقف أو يوقف عندها تفكيرأو تنفيذ أي عمل سياسي فهي بالمطلق فن الممكن لتحقيق غاياتها بأي وسيلة كانت..الأخلاق هنا تنأى بنفسها عن الفعل السياسي والأصح هو العكس ..!! والمتأمل اليوم لكل مايحدث في عموم الجغرافيا الملتهبة بكل إشتعالاتها وإشتغالاتها تفتح له بؤرة عدسة التأمل هذه صورة مكبرة لإعتمالات الواقع ومفضياته المركبة والمتشابكة بأبعادها الثلاثية واضحة الألوان وترى فيها وتقرأ من عناوينها كل تفاصيل اللعبة السياسية التي أراد لها الراسمون أن تكون بذات المعالم والسيناريوهات الغارقة في وحل الإرتهان الخارجي النزق ..!! الحقيبة دخلت السياسة من أوسع باب لها وحملت معها الدمار وتفجر الوطن بكل معانيه.. ورسمت في الذاكرة صورة قاسية لفعل سياسي قل مايوصف بالمعتوه وجرت على ذلك نواميس الحسابات الخاطئة المرتبطة بالتصفيات الجسدية تجاوزا منها للشخصي والإنتقال الى حالة سياسية أخرى..!! حضرموت اليوم ليست بمنأى عن هذه المشاريع السياسية الحاضنة لهذا الفكر المحمول على مثل هذه الحقائب الملغومة الآتية من هنا وهناك تتجسد في منظومة صراع تكاملي أعد له بعناية إستخباراتية فائقة ودقيقة في الحساب والمقاييس وله من المريدين والموظفين والحاملين والمروجين ماله… وعمال بلديات السياسة ماأكثرهم في الشوارع يكنسون الأخبار ويوزعون أكياس النفايات في أزقتها لكي يمر عليها القاصي والداني ويجعل له نصيبه من هذا الفعل السياسي الملغوم كي لايراهن على مستقبل يصنعه بنفسه وبمنأى عن ما ترسمه هذه وتلك الدوائر بكل ما أرادت لنا لا ماأردنا نحن..!! عندما تقرأ ماتضخه القنوات( الفضائحية) وماتلفظه الشبكات العنكبوتية من برامج وموضوعات ومايتم عليه من تعليقات بكل ماتحمله وما تضخه ناهيك عن( الصخافة ) المستهلكة اليوم أيما إستهلاك تجد ماينبأك عن هذا الخبر اليقين لما تحمله هذه الحقائب السياسية من مشاريع ملغومة ومسمومة قابلة للانفجار بمواصفات مادة ( الدي إن تي) التي أعدت بعناية فائقة وبمقايس خاصة لكل منطقة وبلد وموطن ..!! تحدد فيها كل مايحملها على قراءة الخصوصيات لكل فترة ونوعية الأفراد الذين يقومون بها..!! والأمر لا يحتاج منا الى شيء من التدقيق الحصيف لما يقذف من حقائب وماتحمله هذه الأيادي الملطخة بمثل هذه المشاريع اللاوطنية الوافدة من أقصي الدنيا أو من محيطنا الإقليمي أو المحلي ..كلها تنشد الخراب على قاعدة إبتغاء مصالحها وأحيانا على قاعدة خراب مصالحنا ليس إلا…!! نحن في حضرموت أشد المناطق إستهدافا وأكثرها نصيبا من هذه الحقائب على إعتبارات عدة أولها أهمية حضرموت إستراتيجيا في التشكيل السياسي الجغرافي للمنطقة وإمكانياتها ومؤهلاتها الجيوليستية كمشروع دولة قابلة للإنفصال وهو بإعتقادي بيت القصيد لأغلب المشتغلين على طريقة الحقائب الملغومة تلك سياسيا.. وهومبعث إزدراء للقاريء الجيد لعقلية الحضرمي التي تحمل جينات عولمتها في ذاتها والناكرة للذات في عدم الإنصياع لمشاريعهاالذاتية في كل مراحلها حتى عندما فكرت في بناء مشروع خاص بها وفق مقاييسها الحضرمية كانت فكرة التوحدوالتوسع بهذا المشروع هاجسهاالوطني العريض ..!!الذي وئد في وطنها للأسف بأيادي خارجية.. وهو مانفذته على ذات الشاكلة في كثير من البلدان التي حظيت العقلية والرأسمال الحضرمي بالسيطرة عليهاولم تعطه الحق في إقامة مشروع خاص بها رغم إمتلاك مقوماته الأمر الذي أستدعى كثير من الدوائر الإستخباراتية ومراكز البحوث العالمية ومنها الإستشرقية للبحث في طرائق تفكير هذه العقلية الحضرمية في مهاجرها وهو مايجعلنا نحن الأحق بالتفكير والتطوير لطرائقنا وفهم خصوصياتنا..!! نحن اليوم في أحلك الظروف لتي تمر بها المنطقة عموما وحضرموت على وجه الخصوص ولهذا الغرض ننبه انفسنا كي لا نقع في فخاخ الحقائب الملغومة والمزروعة لنا بعناية فائقة وما نسمعه من أصوات إنفجاراتها البسيطة الآن إنما هو حالة من حالات التهيأة النفسية في قبول ماهو أسوأ وأفضع ..!! فهل نفيق على إنفجاراتهاأم نتدارك ماهو قادم بإبطال مفعولها …أيهما الأسبق في الأوليويات؟! الجواب يقع علينا جميعا ومناط بمستويات وعينا والإنتقال من مرحلة الإنتظار الى مرحلة الإستباق للحدث حتى من باب التقيةلأنفسنا ليس إلا …!!