جمعية البنوك تؤكد على أهمية دعم قرارات البنك وتحذر من حملات التحريض    مجازر جديدة للاحتلال الإسرائيلي وارتفاع عدد ضحايا التجويع بقطاع غزة    مجلس الوزراء السعودي يجدد التزام المملكة بتحقيق سلام عادل وآمن وشامل في الشرق الأوسط    مساء الغد.. المنتخب الوطني تحت 23 عاما يواجه سنغافورة في التصفيات الآسيوية    الداخلية تصدر 12 توصية والتزام لفعاليات المولد النبوي    عدن: تناقض السلطات في مواجهة البعوض والأمطار وشبهات باجندات خفية    إب.. الإفراج عن 282 سجينًا بمناسبة المولد النبوي    في مشهد مناقض للقيم.. عناصر حوثية تعتدي بعنف على موظفة في منتجع سياحي بإب    الحزام الأمني يمنع وحداته من التدخل بشؤون الصرافات إلا بأمر نيابة    مركزي عدن يثمن دعم مجلس التعاون الخليجي لتعزيز الاستقرار الاقتصادي    اليمن يشارك في دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب    هيئة مكافحة الفساد تنعي رئيس حكومة التغيير والبناء وعدد من رفاقه الوزراء    اختتام دورة بهيئة المواصفات حول متطلبات كفاءة مختبرات الفحص والمعايرة    نادي الصمود الرياضي ينظم ماراثون ل 100 معاق من منتسبي القوات المسلحة    انتقالات الدوري الإنجليزي.. أرقام قياسية في اللحظات الأخيرة    من الاجتياح إلى التحرير.. قصة جيش الجنوب الذي لم يُكسر    حقيقة واضحة: لا يمكن للفاسد أن يحارب الفساد.    تواصل حملة رفع مخلفات المنخفض الجوي في التواهي بعدن    محافظ العاصمه عدن بزياره خاصة الى منزل الموسيقار احمد بن غودل    ذمار .. استكمال كافة التجهيزات الخاصة بالفعالية المركزية للاحتفاء بالمولد النبوي    مسيرة ضوئية بذماراحتفالا بالمولد النبوي    ابتكار ياباني يستعيد نمو الأسنان    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يتفقد مستشفى زنجبار ومركز معالجة الإسهالات    غرق شابين في إحدى برك المياه بتريم    البنك المركزي اليمني والمؤامرة على أموال المواطنين    القطيبي ربح 10 مليون دولار في يوم الاحتيال والباقي للحوثي وتجار القات والخضار    بن حبريش... يُحوِّل القبيلة من حامية إلى أداة صراع    القائم بأعمال رئيس الهيئة وعدد من أعضائها يزورون اسرة الشهيد القاضي مجاهد احمد عبدالله    حرب غزة تؤثر على نفوذ إسرائيل في الكونغرس الأميركي    العمليات البحرية اليمنية تثير دهشة وقلق الغرب    بلجيكا: سنعترف بفلسطين ونعاقب إسرائيل    «فلاشينج ميدوز».. إيجا الأصغر في ربع النهائي    64 دقيقة تقود نعومي إلى ربع النهائي    مستشار المجلس السياسي الترب: لا مجال للحسابات السياسية بعد اغتيال رئيس الحكومة ورفاقه    الصلاحي: اليمن بحاجة إلى خارطة طريق تنفذها تنقذها من ضلال النخب والوعي الزائف    عدن... انقطاعات الكهرباء تجبر النيابة العامة على دفن عشرات الجثث مجهولة الهوية    المبعوث الأممي: اليمن لا يمكن أن يصبح ساحة لصراع جيوسياسي أوسع نطاقاً    من أئمة الزيدية إلى وريثهم الحوثي.. الفوضى واستدعاء الحروب شرط البقاء    الحكومة تحذر من خطورة نهب الحوثيين لبيانات اليمنيين وتسليمها لطهران    الجاوي: هل يتكرر نموذج لبنان في اليمن..؟    محافظة شبوة تُحيي ذكرى المولد النبوي الشريف    رسالة عاجلة إلى الحكومة.. مهندس الاقتصاد .. نسخة لا تتكرر    تحذير يمني لاتحاد ملاك السفن من خطورة التعامل مع الموانئ الإسرائيلية    وفاة الأمين العام للاتحاد اليمني لألعاب القوى عبيد عبود عليان    على هامش الذكرى.. إشهار كتاب "ثوار في رحاب الله" وزارة الثقافة وهيئة الكتاب تُحييان الذكرى ال26 لرحيل الشاعر الكبير عبدالله البردوني    الحليب كامل الدسم.. متى يشكل خطرا على الكبد؟    مرض الفشل الكلوي (19)    بشرى النبوة    آن الأوان أن نقرأ البردوني كاملاً، لا أن نختزله في الشعر وحده    اشهار كتاب ثوار فى رحاب الله للبردوني    الرئيس الأمريكي كارتر يزور الصحفي بن سميط في منزلة بشبام    بعد 1500 عام.. حل لغز أول جائحة في التاريخ من مقبرة جماعية في الأردن    يا سر الوجود.. لولاك ما كان قدرٌ ولا إسراءٌ ولا دنيا    ترييف المدينة    إغلاق 10 منشآت طبية وصيدليات مخالفة في مأرب    عظمة الرسالة المحمدية وأهمية الاحتفال بالذكرى العطرة لمولده الشريف    مشروع الطاقة الشمسية.. كيف نحافظ عليه؟    معاذ السمعي الشاعر المنسي في جغرافية النص    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حضرموت بين قلق السيادة ومزالق الخصومة: نحو عقدٍ جنوبيّ جديد يعيد التوازن والريادة
نشر في شبوه برس يوم 15 - 07 - 2025

في زحمة المسارات المتداخلة، والمشاريع المتنافسة على جغرافيا الجنوب العربي، تجد حضرموت نفسها اليوم في مفترقٍ حادّ بين مشروعٍ جنوبي مأزوم، وحلولٍ جزئية تحمل في ظاهرها السيادة، وفي باطنها عزلةً قد تُستثمر لاحقًا لتفكيك النسيج الجنوبي كله.

وقد جاءتني مؤخرًا ملاحظات صديق عزيز وأستاذ كبير كالأستاذ سعيد الحضرمي Pilot Aden، يُعبر فيها عن مواقف كثير من النخب الحضرمية التي تحوّلت ولو مؤقتًا عن مساندة مشروع الجنوب العربي، متجهةً نحو خيار "الحكم الذاتي" كملاذ من خذلانٍ سياسي ومنظورٍ مركزي لا يزال يُعيد إنتاج نفسه بأدوات جنوبية.

ولا شك أن هذه المخاوف الحضرمية محقة في جوهرها. فالأداء السياسي للقيادة الحالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وانخراطها في شراكات هشّة مع مراكز القوى اليمنية، وغياب مشروع واضح لبناء دولة، كل ذلك خلق فراغًا مقلقًا، دفع بالكثيرين إلى البحث عن بدائل تحفظ لحضرموت خصوصيتها وثقلها وحقّها في السيادة.

لكن السؤال الأهم: هل جاءت هذه البدائل في الاتجاه الصحيح؟ أم أنها وقعت في مزالق الخصومة لا مسارات الحل؟

لقد تحوّلت بعض الأطروحات التي بدأت كمطالب مشروعة إلى ردود فعل حادة، تخلّت عن المنطق، وراحت تُصوّر كل ما هو جنوبي بأنه وصاية جديدة أو محاولة ضمّ، وذهبت إلى حدّ تقديم حضرموت بوصفها مشروعًا منفصلًا عن الجنوب العربي، في تجاهلٍ للتاريخ والجغرافيا، وللترابط السياسي والمصيري الذي لا يمكن القفز عليه أو محوه.

أما الاتهام الذي وُجّه لي بأنني أنظر إلى الجنوب بعقلية اليمن الديمقراطي الشمولي، فهو مجافٍ للحقيقة ومجانب للمنطق.
لقد كنت وما زلت من أوائل من دعوا إلى صياغة مشروع جنوبي اتحادي أو فيدرالي حديث، يُعيد توزيع السلطة والثروة وفق مصالح وتطلعات المجتمعات السكنيه بما يكفل حقها في القرار والسيادة والثوره والتمثيل ، ويمنح لحضرموت دورها القيادي والريادي الطبيعي، لا التابع ولا المستلحق.
ولطالما أكدت أن الريادة في هذا المشروع يجب أن تعود لحضرموت، ويُسندها شركاء طبيعيون كيافع، ممن تربطهم بها وشائج التاريخ السياسي وارث بناء الدوله منذ قرون، قبل أن تعبث بريطانيا بالخريطة، وقبل أن يختطف الرفاق بعد 67م مشروع الدولة الجنوبية ويُغرقوه في الشمولية والديكتاتورية والغوغائيه.

وبقدر ما أتفق مع الأستاذ سعيد الحضرمي في أن قيادة الانتقالي وهيكلة بصيغته الحالية لا يملك أدوات بناء وطن ولا سيادة، إلا أنني أحذّر في الوقت ذاته من أن يتحوّل مشروع "الحكم الذاتي" إلى منصة استفراد، أو حصان طروادة تمهيدًا لعزل حضرموت واستفرادها إقليميًا، في ظل صمت جنوبي، ثم يقال لاحقًا:
"أُكلنا حين أُكل الثور الأبيض."

إن ما نحتاجه اليوم ليس مزيدًا من التمزق، بل صياغة عقد اجتماعي جديد للجنوب العربي، يتجاوز مركزية عدن وصنعاء معًا، ويُكرّس التعدد والندية، ويضع حضرموت في موقع القيادة لا الاستثناء، ضمن مشروع جامع يستند إلى حقائق التاريخ وليس توتر اللحظة.

ما من مشروع كامل... لكن ما من بديل عن الحوار والاعتراف المتبادل.
وما من مستقبل لحضرموت إن هي قفزت من وصاية إلى عزلة، ومن تهميش إلى عزف منفرد خارج السياق.

حضرموت كانت قلب الجنوب العربي... ولا تزال.
لكن القلب لا يستقل عن الجسد، ولا يتبع غير نبضه.

أما الطارئون على حكم الجنوب العربي منذ ما بعد 67، ومساراتهم المتهالكة التي قادتنا مرارًا إلى اليمنية وبعدها باب اليمن، فهم إلى زوال.
وحضرموت ويافع، بما يحملانه من ارث تاريخي وقوة ومسؤولية ببناء دولة ، قادران على إعادة رسم خارطة هذه البقعة الثمينة من أرض العرب، وإيصالها إلى برّ الأمان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.