اختتام دورة بهيئة المواصفات حول متطلبات كفاءة مختبرات الفحص والمعايرة    هيئة مكافحة الفساد تنعي رئيس حكومة التغيير والبناء وعدد من رفاقه الوزراء    ارتفاع ضحايا لقمة العيش في غزة إلى 2,306 شهيداً و16,929 جريحاً    نادي الصمود الرياضي ينظم ماراثون ل 100 معاق من منتسبي القوات المسلحة    اليمن يشارك في دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب    من الاجتياح إلى التحرير.. قصة جيش الجنوب الذي لم يُكسر    بن سلمان دمّر السلفية التكفيرية ودفنها ونشرها اليمنيون للسيطرة على الجنوب    انتقالات الدوري الإنجليزي.. أرقام قياسية في اللحظات الأخيرة    حقيقة واضحة: لا يمكن للفاسد أن يحارب الفساد.    محافظ العاصمه عدن بزياره خاصة الى منزل الموسيقار احمد بن غودل    تواصل حملة رفع مخلفات المنخفض الجوي في التواهي بعدن    مسيرة ضوئية بذماراحتفالا بالمولد النبوي    ذمار .. استكمال كافة التجهيزات الخاصة بالفعالية المركزية للاحتفاء بالمولد النبوي    ابتكار ياباني يستعيد نمو الأسنان    غرق شابين في إحدى برك المياه بتريم    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يتفقد مستشفى زنجبار ومركز معالجة الإسهالات    القطيبي ربح 10 مليون دولار في يوم الاحتيال والباقي للحوثي وتجار القات والخضار    كسر الهدنة.. الطريق إلى صنعاء والجنوب معًا    البنك المركزي اليمني والمؤامرة على أموال المواطنين    «فلاشينج ميدوز».. إيجا الأصغر في ربع النهائي    64 دقيقة تقود نعومي إلى ربع النهائي    العمليات البحرية اليمنية تثير دهشة وقلق الغرب    بن حبريش... يُحوِّل القبيلة من حامية إلى أداة صراع    القائم بأعمال رئيس الهيئة وعدد من أعضائها يزورون اسرة الشهيد القاضي مجاهد احمد عبدالله    مستشار المجلس السياسي الترب: لا مجال للحسابات السياسية بعد اغتيال رئيس الحكومة ورفاقه    حرب غزة تؤثر على نفوذ إسرائيل في الكونغرس الأميركي    بلجيكا: سنعترف بفلسطين ونعاقب إسرائيل    عدن... انقطاعات الكهرباء تجبر النيابة العامة على دفن عشرات الجثث مجهولة الهوية    الصلاحي: اليمن بحاجة إلى خارطة طريق تنفذها تنقذها من ضلال النخب والوعي الزائف    المبعوث الأممي: اليمن لا يمكن أن يصبح ساحة لصراع جيوسياسي أوسع نطاقاً    من أئمة الزيدية إلى وريثهم الحوثي.. الفوضى واستدعاء الحروب شرط البقاء    تقرير اممي: مسارات متباينة لأسعار الصرف والوقود والغذاء في اليمن    الحكومة تحذر من خطورة نهب الحوثيين لبيانات اليمنيين وتسليمها لطهران    المنتخب الأولمبي ينهي معسكره الخارجي ويغادر للمشاركة في التصفيات الآسيوية    الجاوي: هل يتكرر نموذج لبنان في اليمن..؟    إب .. مسلحون يعتدون على موظفة في منتجع سياحي    محافظة شبوة تُحيي ذكرى المولد النبوي الشريف    رسالة عاجلة إلى الحكومة.. مهندس الاقتصاد .. نسخة لا تتكرر    احتجاجات في عدن ولحج تنديدا بتلاعب شركات الصرافة بأسعار العملة    وفاة الأمين العام للاتحاد اليمني لألعاب القوى عبيد عبود عليان    من يقف خلف اضطراب سوق الصرافة في عدن؟! ومن المستفيد مما حصل؟!    بعد شهر من البحث.. الأمن يضبط الشابة المفقودة في ليلة زفافها بذمار    على هامش الذكرى.. إشهار كتاب "ثوار في رحاب الله" وزارة الثقافة وهيئة الكتاب تُحييان الذكرى ال26 لرحيل الشاعر الكبير عبدالله البردوني    الحليب كامل الدسم.. متى يشكل خطرا على الكبد؟    رئيس جامعة ذمار ل»26سبتمبر»:استعدادات مكثفة لانطلاق الفعالية المركزية للمولد النبوي الشريف    بشرى النبوة    مرض الفشل الكلوي (19)    آن الأوان أن نقرأ البردوني كاملاً، لا أن نختزله في الشعر وحده    اشهار كتاب ثوار فى رحاب الله للبردوني    الرئيس الأمريكي كارتر يزور الصحفي بن سميط في منزلة بشبام    بعد 1500 عام.. حل لغز أول جائحة في التاريخ من مقبرة جماعية في الأردن    يا سر الوجود.. لولاك ما كان قدرٌ ولا إسراءٌ ولا دنيا    ترييف المدينة    إغلاق 10 منشآت طبية وصيدليات مخالفة في مأرب    عظمة الرسالة المحمدية وأهمية الاحتفال بالذكرى العطرة لمولده الشريف    مشروع الطاقة الشمسية.. كيف نحافظ عليه؟    معاذ السمعي الشاعر المنسي في جغرافية النص    إغلاق 18 منشأة صحية وصيدلية مخالفة للتراخيص والأسعار بشبام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المجتمع ميدان لمعركة الوعي
نشر في الصحوة نت يوم 15 - 07 - 2025

في عصر أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي مسرحًا ضخمًا للاستعراض الثقافي، بات سهلا أن يعتلي خشبتها كل من يملك القدرة على صناعة محتوى سريع ، أو يضع مقطع فيديو على حالته في السوشال ميديا يستهلكه الجمهور بلهفة ، في حالته لم يعد شرطا أن تحمل المعرفة جذورا عميقة أو تستند إلى رؤية نقدية منهجية، بل يكفي أن تتزين بعناوين براقة وكلمات مستعارة من هنا وهناك كي يلتف حولها الآلاف. هكذا نشأت ظاهرة مدّعي الثقافة ومتسلقي الشهرة الذين يكتفون بتجميع الشذرات وتقديمها في قالب يزعم الأصالة. لكن وراء هذا المشهد يلوح خطرٌ فكري لا يقل عنفًا عن أي أزمة حضارية، خطرٌ سماه المفكر مالك بن نبي ب"إنسان النصف".
مفهوم "إنسان النصف" عند مالك بن نبي لا يصف مجرد حالة فردية عابرة، بل يعرّي نمطا من الشخصيات التي تعيش في فراغ معرفي وتفكك ثقافي واضح. إنه الإنسان الذي يفتقر إلى منهجية فكرية واضحة أو تصور حضاري متماسك، فلا يستطيع أن يكون جزءا من مشروع إبداعي أو تغيير مؤثر ، بل هو أقرب ما يكون شخص مستخدم لدى مشاريع الأخرين ، خاصة السلطات القمعية ، فيظهر فجأة الى السطح ، ملابس أنيقة ، ملامح طرية ، كلمات منتقاه بعناية ، عناوين جذابة ، فيديو بجودة عالية ، وفي عمقة تجده حبيس السطحية، يلتقط فتات الأفكار ونتف الاقتباسات ويجمعها في شكل ظاهري يخلو من التحليل النقدي والربط بالسياق الأعمق، فيغدو مجرد وسيط لاستهلاك ثقافي لا يترك أثرا ولا يبني وعيا.
هذا النمط من "إنسان النصف" وجد في فضاء السوشيال ميديا تربة خصبة للنمو والتكاثر. كثير من مشاهير المنصات الرقمية يقدمون أنفسهم بوصفهم روادا للتجديد والحداثة، يتجاوزون المفكرين الكبار ، لان الجمهور السطحي يبحث عن نتف سطحية ، لا علاقة لها بالفكر ، والثقافة ، يبحث عن النسخ الهشة من أفكار مسبقة، يتم تدويرها وإعادة تغليفها دون فحص جاد أو تمحيص نقدي. تزداد الخطورة حين تستخدم شعارات رنانة ك"الإلحاد"، "التحرر"، "الأسلمة"، و"التنوير" كعلامات تسويقية هدفها اجتذاب الانتباه واصطياد الإعجابات، بينما يختفي وراء هذه الواجهات خواء معرفي وفقر فكري مدقع.
إن معركة "تشييء الإنسان"، تحويل الإنسان الى شيء ، كما يصفها بن نبي، تجد هنا تجلّيا صارخا : تحويل المعرفة إلى سلعة استهلاكية سريعة الزوال، قابل للتدوير ، والعد لاستخدامة في معركة الحرية الاستبداد ، والوعي ضد التدجين ، ليتحويل الإنسان من منتج للمعرفة ومساهم في بناء حضارة إلى كائن متلق يقتات على القص واللصق. في هذا المناخ، تغيب الرؤية النقدية، ويتكرّس نموذج الإنسان المنفصل عن السياق الحضاري والوعي التاريخي، ليصبح أسير الشهرة الوقتية ونجومية اللحظة.
لتجاوز هذا الانحدار، يطرح بن نبي مشروع "الإنسان الكامل"، القادر على تخطي حالة التجزئة والسطحية نحو وعي أصيل يتأسس على الدراسة العميقة والمنهجية الرصينة وربط الأفكار بسياقها الحضاري. إن هذا الوعي ليس ترفًا، بل ضرورة لكل من يطمح لصناعة أثر حقيقي، وللمبدعين ومشاهير المنصات الذين يتصدّرون المشهد الثقافي أن يتحلّوا بشجاعة النقد الذاتي ويعيدوا النظر في منهجياتهم، حتى لا يكونوا مجرد أدوات لتكرار التفاهة وتمديد الفراغ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.