دشّن محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، اليوم، بمنطقة السويق في مديرية التحيتا، موسم حصاد التمور للعام 1447ه – 2025م، والمشروع التجريبي لتوفير مجففات التمور والمنتجات الزراعية والسمكية (غرف تجفيف شمسية – أسِرَّة التجفيف). يأتي هذا المشروع برعاية وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية والسلطة المحلية بالمحافظة وتنفيذ صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي والإتحاد التعاوني الزراعي والجهات الشريكة، ضمن جهود دعم سلاسل القيمة الزراعية وتحسين جودة المنتجات المحلية. وفي التدشين بحضور الأمين العام للاتحاد التعاوني الزراعي المهندس محمد مطهر القحوم، أكد محافظ الحديدة، أن المشروع يشكّل خطوة مهمة في دعم الأمن الغذائي، وتنمية قطاع التمور كأحد أبرز المحاصيل الزراعية في تهامة، مبينا أن مديرية التحيتا كانت ولا تزال نموذجا في الصمود والثبات، وتستحق اهتماما خاصا في الجوانب التنموية والخدمية التي تنهض بمستوى معيشة المواطنين. ونوه عطيفي، بدور الصندوق والجهات المنفذة في إنجاح المشروع، مؤكدًا أن ثمرة هذا التعاون ستنعكس على تحسين دخل المزارعين وتعزيز الاكتفاء الذاتي من المحاصيل المحلية. من جانبه، أشاد وكيل أول المحافظة أحمد البشري بالمشروع وأهدافه التنموية، مشيرا إلى أهميته في تحسين سلسلة ما بعد الحصاد، ورفع جودة المنتج التهامي في السوق المحلي والخارجي. ودعا البشري المزارعين إلى الاهتمام بطرق الفرز والتجفيف الحديثة والابتعاد عن الطرق التقليدية، لما لذلك من أثر في تعزيز فرص التصدير وتحقيق عوائد مجزية، مؤكدا أن قيادة المحافظة تولي المشاريع الزراعية النوعية اهتماما بالغا، وتدعم بقوة أي مبادرة تسهم في خدمة المواطن وتحقيق تنمية مستدامة. بدوره أوضح وكيل وزارة الزراعة لقطاع الإنتاج النباتي، الدكتور سمير الحناني أن المشروع يستهدف توفير وسائل تجفيف شمسية آمنة وصديقة للبيئة، تساعد على تقليل الفاقد وتحسين الجودة، مبينا أن هذا التدخل يأتي في إطار خطة شاملة لدعم سلاسل القيمة المضافة، خاصة في المحاصيل ذات العائد الاقتصادي المرتفع كمحصول التمر. وأكد أهمية تبني تقنيات التجفيف المطوّرة لما لها من أثر مباشر على تحسين مستوى الدخل الريفي وتنمية الاقتصاد الزراعي المحلي، لافتا إلى أن نخيل التمر يُعد من السلع الزراعية الاستراتيجية التي تمثل أمنًا غذائيًا لليمن، ويشكل إحدى سلاسل القيمة البالغ عددها نحو 26 سلسلة على مستوى الحديدة، ضمن توجه وطني للتوسع في زراعته والارتقاء بجودته. فيما نوه رئيس هيئة تطوير تهامة، علي هزاع، بأهمية المشروع في خدمة المزارعين، وتطوير منظومة التجفيف بما يواكب التوسع في زراعة التمور بمناطق تهامة، لافتا إلى أن نجاح هذا المشروع سيكون مقدمة لمبادرات أوسع في تحسين طرق الحصاد والتجفيف والتسويق، بما يسهم في تقليص الفاقد ورفع القيمة السوقية للمحصول. وأشاد بتكامل الأدوار بين الجهات الحكومية والتعاونية والمجتمع المحلي، مما يشكل قاعدة صلبة لإنجاح أي مشروع تنموي زراعي بالمحافظة، مؤكدا حرص الهيئة على تقديم خدمات الإرشاد الزراعي والفني لمزارعي النخيل، بما يعزز من قدراتهم الإنتاجية ويدعم استدامة هذا المحصول الاستراتيجي في سهل تهامة. بدوره أوضح المدير التنفيذي لصندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي، المهندس عبدالوهاب الأشول، أن الصندوق يعمل على تنفيذ تدخلات عملية تسهم في تحسين جودة التمور وتعزيز مردودها الاقتصادي، مبينا أن مشروع المجففات الشمسية يمثل باكورة لسلسلة مشاريع مستدامة تسعى إلى ترسيخ مفهوم المعالجة ما بعد الحصاد بطرق حديثة ومدروسة. واستعرض أهمية مشروع التجفيف في الحفاظ على جودة التمور، ومنع تعرضها للتلف أثناء عملية النقل والتخزين، ما يعزز من قدرتها التنافسية في الأسواق، مشيرا إلى أن المشروع التجريبي سيتم تقييمه تمهيدا لتوسيعه وتعميمه على عدد من مديريات الساحل، وفقًا لخطط مرحلية شاملة ومدروسة. من جانبه أشار رئيس دائرة التسويق بالاتحاد التعاوني الزراعي، بكيل طاهر، إلى أن المؤشرات الأولية تدل على وفرة إنتاجية هذا الموسم من محصول التمور في مديريات تهامة، مبينا أن التقديرات تشير إلى أن حجم المحصول سيتراوح ما بين 500 إلى 600 طن، وهو ما يعكس تحسن العمليات الزراعية ونجاح الجهود المبذولة خلال مراحل الزراعة والرعاية. وأكد أهمية تعزيز قدرات التسويق والتخزين والتجفيف لضمان استفادة المزارعين من وفرة المحصول، وتحقيق عائد اقتصادي مجزٍ يعزز الأمن الغذائي المحلي. الى ذلك أوضح نائب مدير وحدة الزراعة التعاقدية إبراهيم وهاس، أن المشروع يأتي استجابة لتوجيهات السيد القائد، وتماشياً مع توجهات القيادة السياسية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات المحلية. وأشار إلى أن الجهود تتركز على التوسع الرأسي والأفقي في إنتاج التمور، مع تحسين الجودة وتقليل التكاليف، حيث تم تسويق 350 طناً العام الماضي بمحافظة الحديدة بقيمة 140 مليون ريال. وأفاد بأنه تم هذا العام توقيع 23 عقدا بين تجار مستوردين وثلاث جمعيات زراعية بكميات تعاقدية بلغت ألف و850 طناً، مؤكدا أهمية الالتزام بمعاملات ما بعد الحصاد الصحيحة، ودور المجففات في تحسين الجودة وتقليل الفاقد، وصولاً إلى توحيد الجهود والارتقاء بالمنتج المحلي. في حين أكد مدير مديرية التحيتا عادل اهيف، بأن المديرية تُعد من أبرز المناطق المنتجة للتمور، لما تمتاز به من ظروف مناخية ملائمة وتربة خصبة، منوها إلى أن مشاريع التجفيف والتسويق الحديثة تمثّل حاجة ملحة لمزارعي التحيتا، في ظل التوسع الكبير في إنتاج التمور خلال السنوات الأخيرة، وأكد على أهمية دعم المديرية بمشاريع خدمية وزراعية تواكب تطورها الزراعي المتسارع، وتلبي تطلعات المواطنين. يذكر أن الاتحاد التعاوني الزراعي دشن اليوم تركيب ستة مجففات تمور شمسية في ثلاث جمعيات(البلدة الطيبة بيت الفقيه، الدريهمي )بهدف تحسين جودة منتج الجمعيات التعاونية من التمور المحلية. حضر التدشين مديرا هيئة شؤون القبائل إبراهيم شراعي، ومديرية الدريهمي محمد الموساي، وضابط سلاسل محصول التمور عبدالرحمن هزاع والمدير التنفيذي لجمعية البلدة الطيبة متعددة الأغراض أحمد القادري.