قال خطيب جامع عمر بالمكلا فضيلة الشيخ ناظم عبدالله باحباره إن الشعوب العربية والإسلامية ابتليت بزعامات وقيادات لاهمَ لها إلا إشباع بطونها وغرائزها ، وجمع الأموال واستباحة مقدرات الشعوب المغلوب على أمرها وتنفيذ أجندة أسيادهم في الغرب ، والسماح لهم باستباحة أرض المسلمين براً وبحراً وجواً. وأضاف خطيب جامع عمر إن القتل والهرج الذي نشهده كل يوم في حضرموت وفي اليمن وفي مختلف أرجاء العالم ، من علامات الساعة التي أشار إليها سيد الخلق ودعا فيها المسلمين في حال انتشارها بالتمسك برحى الإسلام حين قال : ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع القرآن ، ألا وإن القرآن والسلطان سيفترقان فكونوا مع القرآن حيثما دار ، واستعرض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي أنذر فيها بكثرة تزايد الفتن والبلاء على الناس. وأشار باحباره إلى أن البلاد أغرقت بالسلاح ، عن طريق البر والبحر ، حتى أصبح المتسبب في الكثير من أعمال القتل والإبادة ، وأصبحت موانئنا مسرحاً لشحنات من الأسلحة التي تهدد السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار ، الأمر الذي ساهم في كل هذه الفوضى في البلاد . وقال إن ماوصل إليه حال المسلمين اليوم مع كثرتهم يذكر بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام لأصحابه حين قال " يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، ورد المصطفى على تخوف الصحابة من هذا الحال حين قالوا أو من قلة نحن يارسول الله قال : لا أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل حينما يكثر فيكم الوهن : وهو حب الدنيا وكراهية الموت. وقال إن أعظم ماجرّ علينا التشرذم والتشتت والفتن ، هو الأهواء ، وإدارة الظهر للقرآن والدين ، حتى أصبح كل واحد منا ينصر هواه أياً كانت مخالفته للدين والعرف والعادات ، ودلل على ذلك بأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحذر من التمادي في الهوى واتباعه. واستغرب خطيب الجمعة الصمت الدولي إزاء مايتعرض له الشعب السوري من إبادة وقتل جماعي ، وصمت عربي وإسلامي مماثل ، مطالباً بموقف إسلامي سريع لوقف نزيف الدماء واستباحة الأعراض وبشّر الخطيب باحباره الصابرين في هذه الفتن والبلايا الثابتين على الدين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم الذي وصفهم بالقابضين على الجمر ، وقال لصحابته أن أجر الواحد من هؤلاء بأجر خمسين منهم ، فضلاً من الله لصبرهم في خضم هذه الفتن المهلكة ، وذكَر بحديث عظيم قال فيه المصطفى : إن السعيد لمن جنب الفتن ثلاثاً ، ومن ابتلي فصبر فواهاً " بمعنى فله الدرجات العظيمة والرضا من الله الكريم المنان. ودعا الخطيب وأمّن المصلون بأن يرفع الله عن أهلنا في سوريا هذه الغمة ويخلصهم من الظلم الواقع عليهم ، وأن يهدي حكامنا سبيل الهدى والرشاد.