صدر كتاب جديد هو الثاني من تأليف الدكتور أحمد هادي باحارثة حمل عنوان ( باسودان شاعر الرمزية وناقدها في حضرموت )، يحكي عن رائد التيار الرمزي في الأدب الحديث في حضرموت، وهو الشاعر والناقد عبد الله علي باسودان أحد الحضارم المغتربين في الحجاز منذ منتصف ستينيات القرن المنصرم . بذل المؤلف باحارثة جهدًا بحثيًا في جمع مادة كتابه من صحافة حضرموت في تلك الفترة المذكورة، ولاسيما صحيفتي الرائد والطليعة الصادرتين بمدينة المكلا، وساهمتا في نشر وعي ثقافي متقدم آنذاك ومن بينها التيارات الأدبية الحديثة، وأبرزها الوجدانية والرمزية والواقعية، عبر كتابات ثلة من الأدباء والكتاب الحضرميين . صدر الكتاب عن دار حضرموت للدراسات والنشر، وطبع في مطابع وحدين بالمكلا، وكان قد صدر عنهما الكتاب الأول لباحارثة الذي حمل عنوان ( حضارمة في المهجر المصري ) . يشمل الكتاب إنتاج الرجل شعرًا ونقدًا، ضمنه المؤلف ما سجله عن نقده في رسالته للدكتوراة مع دراسته للخصومة النقدية مع بامطرف في رسالته للماجستير، مع بعض الإضافات في كلا الدراستين الجامعيتين، ثم عرج على دراسة شعره بعد جمعه، واختتم بعرض النصوص النقدية الكاملة لباسودان، ومعها مقالات بامطرف التي ناقشها وانتقدها، ولم ينسى قبل ذلك كله من التعريف بالرجل، حول أسرته وحياته وتكوينه الثقافي . ومن ثم أتى الكتاب على أربعة مباحث، تناول في المبحث الأول أسرة آل باسودان وبعض أعلامها ولاسيما عبد الله بن أحمد باسودان ونجله محمد وقد عاشا في القرن الثالث عشر الهجري، ثم حياة عبد الله علي باسودان ومكوناته الثقافية، وفي المبحث الثاني رؤاه الفكرية في مجال التيار الرمزي، ومعالجاته النقدية التطبيقية لبعض نصوص الشعر الرمزي، وفي المبحث الثالث عرض الخصومة النقدية التي دارت رحاها بين باسودان ومحمد عبد القادر بامطرف والتي كانت ساحتها صحيفة الرائد في مطلع الستينيات، ثم جاء المبحث الرابع والأخير لشعره الذي كان مبثوثًا في صحيفتي الطليعة والرائد، فعرض المؤلف د, باحارثة ما جمعه من أشعاره ووثقها، ثم درسها دراسة نقدية من ثلاثة جوانب هي تجربته الشعرية ثم موسيقى شعره ثم استعماله لتقنية الرمز والأسطورة في شعره بوصفه شاعرًا رمزيًا .