قرأت بأحد إصحاحات إنجيل يوحنَّا ما معناه أن يسوع قال لأتباعه مرّة : (( أنتم تؤمنون بي ليس لأنكم رأيتم الآيات ، بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم اعملوا لا للطعام البائد ! … )) . أكتب الآن وبيني وبين أصابعي تقف فراغات من حشود تملأ الساحات اليمنية هنا وهناك خوارا واحدا ولكن لعجول عديدة صنعها سامريٌّ واحد . الناظر للساحة اليمنية بشكل عام يجدها وجها لعملات عديدة تتغالى في سوق بوار وكساد .. فخذ حضرموت مثالا : 1) العصبة الحضرمية وهم عصبة آمنوا ب ( … ) يدعون إلى استقلال حضرموت كدولة ذات سيادة . 2) الحراك الجنوبي بفصائله المتنازعة على زعامة لا تزال نطفة ترتع في عالم الغيب عند مليك مقتدر يدعون إلى تحرير الجنوب . 3) دعاة الفيدرالية وتدعو إلى تقسيم اليمن إلى أقاليم . 4) دعاة الوحدة الاندماجية تدعو إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه مع نبذ دعاة الفتنة ودعاة الانفصال والتشطير . وكلُّهم يحشدون ! . الحشود تهتف لأنها لم تأكل الخبز كما كان يأكل أتباع المسيح ولكنها تأكل ما لا تأكلون ! تباع الذمم وتشترى لصالح هذا أو ذاك . هذا هو السيد البيض يوافينا بأضحوكة الزمن الحاضر: ( الرئيس الشرعي ) ! هذه البدعة الحسنة التي دندن بها آكلو خبز (البِيض) وآخرون ممن عضّهم الصوم علّهم يفطرون . وهو اليوم يخرج إلى الدنيا بميثاقه العاصم من الغرق ! أفلا تعقلون؟! العصبة بسلطانها (الكثيري) تهكع ذات اليمين وذات الشمال لتهطل على عصبة العصبة شآبيب رحمته تعالى / (الريال السعودي) . يا قوم حين لا نريد أن نلدغ من الجحر ( ب ) الذي لدغنا منه مرة واحدة فقط ، يجب أن لا نحتمي بالجحر ( أ ) الذي لدغنا منه مرات ومرات . هل يعلم أحبابنا من يتزعمون الجماعات فرحين بما آتاهم ( … ) من عنده أنَّ يسوع وهو المؤيد بروح القدس قال لأتباعه مرة : ( أنتم تؤمنون بي ليس لأنكم رأيتم الآيات بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم ،اعملوا لا للطعام البائد ! ) فاعملوا لا للطعام البائد …