للأسف مع مرور الوقت يبدأ صوت حضرموت يخفت ويضعف, وترتفع أصوات أخرى ( انفصال .. فيدرالية…), أما صوت الوحدة فقد انقطع نهائيا, يظهر أننا لازلنا لم نرتق بعد لمستوى الحدث, ولم نتعلم من تعاقب السنين والأعوام, فعلا نحن أكثر طيبة من الطيبة نفسها, ونحب العيش تحت الأكناف. عرفوا كيف يضحكوا علينا ويمرروا لعبتهم وخبثهم ومكرهم, عرفوا من أين تؤكل كتف الحضرمي, أوهمونا بأن الجنوب يحتاج لحضرموت حاليا, وأنهم – الحضارم – هم من يستطيع أن يخلص الجنوب ويقود دولته ( …… ) -التي لا نعرف اسمها إلى الآن- في المرحلة الراهنة, لأنهم الأقدر ولهم قبول لدي جميع الأطراف. أكذوبة مرت علينا وصدقناها, مثل آلاف الأكاذيب والحيل, واعتقدنا أنهم صادقون مخلصون موفون بعهودهم, وأضعنا على أنفسنا الفرص التي توالت أمامنا والتي كان من الممكن أن نحقق لحضرموت الحلم الذي تمناه الجميع. نعم ضحكوا علينا فصدقناهم واتبعناهم حتى بدأ حلم حضرموت يتلاشى تدريجيا. ويعود لسابق عهده. أسفي على أولئك المثقفين الحضارم, الذين مالت بوصلتهم لأقصى الجنوب, وظنوا أنهم يحسنون صنعا, أسفي على رجال العلم الذين لم يرتق دورهم لمستوى الحدث, أسفي على شباب حضرموت الواعي الذي انجر خلف الشياطين الاشتراكيين, أسفي على تجار حضرموت الذين كانوا في حالة غيبوبة تامة, أسفي على حضرموت التي لم تصنع حراكها بنفسها, أسفي عليهم جميعا, سلموا القط مفتاح الكرار: يالك من قنبرة بمعمر………………………..خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري………………………..قد رحل الصياد عنك فابشري إننا في مرحلة التهيؤ للارتماء في الحضن الجديد القديم, والذي إلى الآن لا يحمل عنوانا ولا مسمّى -مجهول الاسم – ولا ندري أهو في كيس البيض وسيأتي به قادما من جهة إيران وجنوب لبنان, أم في كيس ناصر, أم حيدر, أم محمد علي. إلى الآن لا أدري أين مسمى بلادي, ولمن ستكون. إنني استعد من الآن لتغيير جوازي الذي سيصبح قديما والذي لازال يعمل, وأجهل ما سيكتب عليه, صادر من: محافظة / إقليم / عاصمة/ ناحية/ ولاية/5/ ساحل/ وادي, لا أدري تحديدا بالاسم, كيف سيكون لونه: أزرق .. أحمر .. أسود, وهل سيحتضن نجمة حمراء, أم نخلة, أم قلعة صيرة, كلها إلى الآن مجاهيل في مجاهيل , أسئلة مفقودة إجابتها داخل حضرموت, وهي إما في درج البيض أو ناصر. يظهر أننا سنعود للجرجرة من جديد, والمؤيدون للحراك متفائلون كثيرا, وحق لهم أن يتفاءلوا فقد قاربوا على الوصول, ولكن الحقيقة أن كل فصائل الحراك خطواتها آنية ولحظية, بمعنى استثمار الحدث الحالي, ولكن المصيبة الكبرى أنهم صامتون عما بعد الانفصال, وهو مربط الفرس, حيث سيجتمع خصماء الأمس على رقعة الجنوب, ولا ننسى أيضا, رعايا الوحدة -التيار الجنوبي الاشتراكي الوحدوي- , كل هذه الرؤوس تمثل كتلا من الشر والدمار, براكين ثائرة قَرُبَ انفجارها, سيعودون وكل واحد في رأسه مشروعان (السلطة- والتصفية) السلطة الحالية وتصفية الحسابات القديمة, وسيلتقي خصما يناير (ناصر – البيض ) وهذان الشيطانان لم تشفِ مجزرة يناير غليلهما, وثالثهما العطاس الحرباء المتلونة التي تتلون بلون المكان والزمان, ورابعهم العفريت محمد علي أحمد جزار 86, وتحت هؤلاء غوغائيون سينقسمون تبعا لهذه الرؤوس, وسيشهد الجنوب مرحلة صراع داخلية جديدة, إلا إذا تم تكبيلهم بقيود والتزامات قوية وشديدة وصارمة من المجتمع الدولي ورسم لهم نوع الدولة وقسم الحصص بينهم. وهيهات؟؟ أكثر ما يحز في نفسي هي هذه الطلائع التواقة للحرية حيث يتم اقتيادها لتكون وقود التصفية بين خصماء يناير 86, ومظاهر التسليح بين بعض فصائل الحراك يوحي بذلك. فإذا كان شياطين يناير لم يتفقوا بعد, وهم لازالوا خارج السلطة, ووسط المعركة مع حكومة صنعاء, ولمّا يتذوقوا حلاوة غنيمة السلطة بعد, فكيف سيكون حالهم حينما تقول لهم السلطة (هيت لكم ). لن يستطع أي حراكي مهما كبر حجمه أو صغر أن يسمي لي دولتهم المتفقون عليها جميعا, ورئيسها الانتقالي, وكيف ستوزع الحصص بين الشياطين, كل الذين قابلتهم من الحراكيين يرحلون القضية إلى ما بعد الانفصال, ويتعلقون بآمال عريضة فارغة, ويبسطون القضية لأبعد الحدود, وكأن البيض وناصر قطط مربوطة تحت بيوتهم يوجهنا كيفما شاءوا, يمنون أنفسهم أن البيض سيتركها لناصر, وقد أنفق الملايين, أو أن ناصر سيتركها للبيض كما تركها مرغما في يناير, يظنون أن مَن خلفهم الذين يدفعون بهم ألان ويقدمون الملايين من الدولارات لهم, سيقبلون بغير حليفهم وعميلهم, أي عقول هذه التي تظن أن اللعبة السياسية فيها احتساب وتطوع وبخاطرك, البيض وناصر والعطاس ومن معهم كلهم يمثلون مشاريع إقليميه متصارعة على المنطقة ولن تتخلى هذه ( الإقليمية ) لبعضها البعض. يا معشر الحراك, طالما أن الأمور غائمة, والشياطين لازالت متخاصمة, ومشروعكم الموعود لا تعلمون هو مع من الآن ( الراعي), وما هو اسمه؟, ومن رئيسه؟, وما هي عاصمته؟, وهل سيكون إيراني أم سعودي؟, وكيف ستوزع حصصه؟, طالما أنكم تجهلون الإجابة, فهلا نراجع أنفسنا ونستدرك ما فات. تعزية: عظم الله أجرنا في دولة حضرموت, وأهلا بدولة (…. ) -سيحدد الاسم لاحقا-, وأعانك الله يا ولدي يوم أجبرتني على أن أكتب ( عذرا سيدي الرئيس ابني يريدك أن ترحل ) لأنك كنتَ على أمل أن ترى حضرموت شامخة, وأن تعيش في ظل دولتك الحضرمية, ولكن الواقع يقول يابني ستذوق ما ذاق والدك, وسيظل مسمى محافظة / إقليم / عاصمة/ ناحية/ ولاية/5 /ساحل/وادي حضرموت, يلاحقك, وربما تهاجر وتكتب مثل والدك من أرض الغربة عن دولة حضرموت الأمل والحلم. * لم نذكر النشيد الوطني, لاحتمال أن تتصدق به علينا كوبا أو كوريا الشمالية.