لاشك أنه وفي حال إعلان شركة باجرش لتوليد الكهرباء عن إيقافها لكل الطاقة بعد أربعة أيام في حال عدم استلامها حقوقها المتأخرة ، لاشك أن براكين من الغضب الشعبي ستتفجر ، وزلازل من الاحتجاجات العارمة وطوفان من السخط والفوضى ستعم كافة مديريات ساحل حضرموت وخاصة حاضرتها المكلا ، بعد أن تكرر سيناريو العام الماضي من قبل القوم في صنعاء المستخفّين بحضرموت التي يسعى محافظها الديني للحصول على مستحقات كان يجب أن تصل على البنك المركزي في المكلا بمكالمة هاتفية دون عناء ومرمطة دهاليز رئاسة الوزراء ووزارتي المالية والكهرباء . وتتسارع الأيام فلم يتبق من مهلة باجرش إلا أربعة ايام ولاتبدو حتى اللحظة بوادر أمل بحل معضلة كل عام ، وتصحيح أوضاع مهرجان طفي لصي السنوي ، لكن الغضب الشعبي المنتظر في حال صدقت شركة باجرش في تنفيذ وعدها بقطع الطاقة لن يكون كسابقه في العام الماضي بل سيتجاوزه بلاشك إلى غضب لن يستطيع أحد السيطرة عليه حسب رأيي ، فتكرار سيناريو العام الماضي ، ومماطلة وزارتي المالية والكهرباء واستخفافها بأبناء حضرموت يوضح بمالايدع مجالاً للشك أن ثمة عقاباً جماعياً من علية القوم في صنعاء ضد مواطني حضرموت بسبب بقاء الديني خالد محافظاً لحضرموت كل هذه الفترة رغم أنه بحسب قولهم من بقايا نظام صالح ، لذلك فالمحافظ المغلوب على أمره مضطر ليعيد سيناريو متابعات العام الماضي في صنعاء ، لشحاتة ماتجود به وزارة المالية على حضرموت للحصول على طاقة لمواجهة صيف حار أعلن عن قدومه في حضرموت منذ منتصف أبريل الجاري بعد أن ارتفعت درجات الحرارة إلى نسب عالية. وكم هو مؤلم أن يذهب محافظ حضرموت إلى صنعاء كل هذه الفترة ولايفلح في انتزاع مبالغ شركة باجرش المتأخرة لأكثر من 9 أشهر ، وكم هو مؤلم أن لاتجد حضرموت لها موطأ قدم في سخاء حكومة الوفاق التي تمارس الحزبية على أعلى مستوى في منح محافظات لاتقدم للدولة ماتقدمه حضرموت ، وكم هو مؤلم أن لانجد في حضرموت من (الشلة لي بغت لها قوش) من يعلن عن موقف رجولي ، ولو كان مثل الموقف الذي سجله المسلسل المكسيكي العام الماضي بإعلان المجلس المحلي بحضرموت عن أن كل الخيارات مفتوحة في حال لم ينعدل حال الكهرباء. وعلى الرغم من الدعوات والرسائل التي وجهها موقع هنا حضرموت منذ شهر ديسمبر العام 2012م بضرورة العمل على استقرار وضع الكهرباء في حضرموت قبل أن تندلع براكين صيف حار قادم على الأبواب ، إلا أن الآذان كانت بها صمم والمسئولين في حضرموت كانوا في سبات شتوي أمام تلك الدعوات حتى وقع الفأس على الرأس ، وعادت حليمة لعادتها القديمة. لقد سئم الناس ترديد اسطوانات مشروخة صيف كل عام ، والقول بأن البلاد في أزمة ، والترديد بأن محافظات أخرى تعيش نفس الواقع ، فلحضرموت خصوصية التزام أهلها في دفع الفواتير وقبلها رفد الدولة بميزانية تسيّر البلاد في هذا الوضع الأغبر ، فلا أقل من كهرباء تهدئ النفوس ، وترضيةٌ تخفف حجم السخط الشعبي ضد كل ممارسات حكومة وفاق لم تجد منها حضرموت أي التفاتة في أي مجال من المجالات المهترئة في قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية والتي تئن تحت وطأة المتابعات في صنعاء هي الأخرى. لست من دعاة الفوضى والتخريب لكن الصمت عن حجم الألم الذي سيتعرض له الآلاف من المرضى والعجزة والأطفال والنساء صيف هذا العام بإيقاف شركة باجرش لكل الطاقة لايجب أن يستمر ، ولاخيار أمام الناس من الاصطفاف لاحتجاجات شعبية واسعة وعارمة ترغم الحكومة في صنعاء وسلطتها في حضرموت على إيجاد حل سريع لمعالجة مشاكل الانطفاءات ، وإيقاف مهرجان طفي لصي السنوي المقلق ، ولعله من الواجب على الحضارم أن يفهموا أن القوم في صنعاء لايفهمون إلا لغة اللطم والجزمة ورفع الصوت لانتزاع حقوق حضرموت التي تحلب براً وبحراً كل يوم ، ولاتجد من يسمن جوع مصائبها في الكهرباء والصحة والتعليم ووووو !!!! على حكومة الوفاق -لاوفقها الله- أن تضع هذا التحذير الشعبي في حضرموت أمام ناظريها ، وإلا فإن طوفاناً من الغضب ، وأمواجاً عارمة من الفوضى ستعم حضرموت لأن الناس ملت ولم تعد تهتم لحياة أو موت ، ومن الأكيد أنه لم ولن يصبح أمامها أي خيار !!!