قالت صحيفة الخليج الاماراتية يوم السبت نقلا عن مصادر موثوقة، أن السلطات اليمنية تراجعت عن موافقتها بالسماح لطائرات عسكرية أمريكية بلا طيار بتكرار القيام بطلعات جوية فوق سماء العاصمة صنعاء بهدف إجراء عمليات مسح جوي تندرج ضمن خطة أمنية وقائية لمنع متسللين من عناصر تنظيم القاعدة من تنفيذ هجمات محتملة تستهدف منشآت أمنية وعسكرية ومقار لممثليات دبلوماسية غربية . وأكدت المصادر أن قيام طائرة عسكرية بلا طيار بالتحليق قبل أيام في سماء العاصمة صنعاء في سابقة أثارت ولا تزال حالة متصاعدة من السخط والغضب الشعبي تم بموافقة الحكومة اليمنية وبناء على اتفاق مسبق مع الولاياتالمتحدة، بهدف الاستفادة من تقنية الرصد والمسح الجوي الاستخباراتي الأمريكية في الكشف عن مواقع التمركز المحتملة لعناصر من تنظيم القاعدة تسللوا إلى داخل العاصمة لتنفيذ هجمات وشيكة تستهدف منشآت أمنية وعسكرية ومقار لممثليات دبلوماسية غربية . وطبقا للصحيفة فقد أشارت المصادر إلى أن التراجع اليمني عن السماح بتحليق طائرات عسكرية أمريكية بلا طيار في أجواء العاصمة صنعاء جاء عقب تصاعد موجة الاستياء والتوجسات الشعبية والاتهامات التي وجهت للحكومة باستمراء التفريط في السيادة اليمنية عبر السماح لطائرات عسكرية أجنبية بالتحليق في أجواء العاصمة بعد أن كانت مهام مثل هذه الطائرات منحصرة في القيام بعمليات مسح جوي لمناطق حدودية تنشط فيها تحركات مسلحي تنظيم القاعدة . وذكرت ذات المصادر إلى أن ثمة طائرات عسكرية تابعة لسلاح الجو اليمني تشارك بشكل فاعل في تنفيذ الضربات الجوية الموجهة لمواقع تمركز تنظيم القاعدة في المناطق الحدودية كشبوة ومأرب . الى ذلك واصلت الطائرات الأمريكية بدون طيار شن غاراتها على ما تراها أهدافا مفترضة لمسلحي تنظيم القاعدة في اليمن ، حيث قصفت طائرة أمريكية مساء يوم السبت ، سيارة من نوع "صالون" في محافظة لحج جنوبي البلاد ، فيما يعد أول غارة من نوعها بالمحافظة ، وعاشر غارة تشنها بلا طيار بعديد من محافظات اليمن في أقل من أسبوعين منذ استئناف نشاطها غير المسبوق بمعدل يومي وبمباركة السلطات اليمنية وسط سخط مجتمعي متنامي من بيع السيادة اليمنية واغتصابها. وأفادت مصادر محلية في لحج أن قصف أمريكي عبر طائرة بدون طيار استهدف سيارة صالون بمنطقة بين العسكرية وردفان، فدمرتها وتناثرت جثث من بداخلها . وكثفت الطائرات الأمريكية عملياتها خلال الأسبوعين الماضيين ضد عناصر تقول أنهم ينتمون للقاعدة في كل من محافظات حضرموت ، وأبين ، ومأرب ، وشبوة، كما كثفت الطائرات التجسسية وبدون طيار تحليقها في الأجواء اليمنية ، حتى في سماء العاصمة صنعاء. ولم تترشح معلومات وافية حتى اللحظة حول عدد القتلى في الهجوم الصاروخي الجديد. وتعد هذه الغارة هي العاشرة في أقل من أسبوعين منذ أن استأنفت الطائرات الأمريكية غارتها عبر طائرات بدون طيار وبشكل مكثف ضد عناصر تقول سلطات البلدين أنهم ينتمون للقاعدة. وكانت بدون طيار نفذت يوم الخميس والجمعة أربع غارات في حضرموت ، وشبوة ، ومأرب ، وشنت ضربة في منطقة الديسة بمديرية غيل باوزير ما أدى إلى مقتل ثلاثة مشتبهين من تنظيم القاعدة، كما شنت غارة في منطقة لعيون بحضرموت وأسفرت عن مقتل عنصرين ، سبقتها غارة استهدفت في محافظة مأرب سيارة لمشتبهين من التنظيم وأسفرت عن مقتل ستة منهم. وفي وقت سابق يوم السبت أعلنت السلطات الأمريكية، أن سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في الشرق الأوسط آسيا سيتم إعادة فتحها غدا الأحد ، بأستثناء سفاراتها في اليمن، وذلك بعد إغلاقها جميعا لدواع أمنية مطلع الأسبوع الجاري. وبينت وزارة الخارجية الأمريكية أن 18 سفارة وبعثة دبلوماسية سيتم فتحها من أصل 19، حيث ستبقى البعثة الدبلوماسية في اليمن مغلقة. ولم تنوه الخارجية الأمريكية إلى موعد فتح السفارة باليمن في الوقت الراهن. وكانت واشنطن أعلنت قبل اكثر من اسبوع رصد مخطط تهديدات لتنظيم القاعدة فرع اليمن لشن هجمات لم يكشف عن أهدافها ،كما اعلنت اغلاق سفاراتها في عدد من الدول بينها اليمن،الأمر الذي استدعى الحكومات الغربية لإغلاق سفاراتها، وتطور الأمر إلى ترحيل دبلوماسييها من البلاد ، وهي خطوة رأى اليمن أنها "تخدم مصالح المتطرفين والإرهابيين". ولا تزال حالة التوتر في اليمن قائمة بسبب ما أسمته الولاياتالمتحدة هجمات محتملة لتنظيم القاعدة على مصالح أميركية وغربية في البلاد والمنطقة، حيث واصلت أجهزة الأمن إجراءاتها المشددة في مختلف المدن، لاسيما مع إقرار صنعاء بمخطط الهجمات خلال أيام العيد والإعلان عن قائمة ب 26 من التنظيم بينهم سعوديين ، ومعه رصد مكافئة لمن يدلي بمعلومات تقود إلى أي منهم