خلال اليومين القادمين تطل علينا الذكرى السادسة والأربعين لتأسيس الصرح الإعلامي الشامخ(إذاعة المكلا)الذي بدأ أول بثه للمستمعين في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1967م تحت مسمى (صوت الجبهة القومية من المكلا) وأول من تحمل مسؤولية هذه الإذاعة الأستاذ فيصل سالم بن كوير الذي كان حينها عضواً في الجبهة القومية. تألقت وقامت الإذاعة بواجبها خلال هذه السنوات الطويلة من عمرها المديد حيث أنها من أقدم الإذاعات المحلية على مستوى الوطن ولم تسبقها سوى إذاعة تعز. لعبت هذه الإذاعة دوراً لايستهان به ولا يمكن تجاهله أو نسيانه في تعريف الرأي العام المحلي بالعديد من القضايا التي تتعلق بالسياسة العامة للدولة والتوجيهات العامة مع التركيز على القضايا الاجتماعية والثقافية والتعليمية والرياضية وغيرها وكان لها الصدى الايجابي في التأثير على المتابعين لها من مختلف شرائح المجتمع وبالأخص الفئات التي لم تؤت حظاً من التعليم وكذا شريحة النساء وفي ظل عدم وجود وسائط إعلامية أخرى كالصحافة التي كان دورها محدود ووجود صحيفة واحدة ويتيمة وهي (الشرارة) وعدم وصول البث التلفزيوني إلى المحافظة إلا في منتصف الثمانينات من القرن الماضي. ولذا ونحن قاب قوسين أو أدنى من الاحتفاء بهذه المناسبة نتعشم من قيادة الإذاعة أن تشمر عن ساعديها بحيث أن لاتمر هذه المناسبة مرور الكرام وأن تعد برنامجاً احتفالياً بما يليق بهذه الذكرى لاسيما وأنها تتزامن وتتواكب مع مناسبات وطنية هامة يحتفل بها شعبنا،الذكرى ال(51) لانتصار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة،والذكرى الخمسين لانطلاقة ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة(اليوبيل الذهبي)لانطلاقتها والذكرى السادسة والأربعين للاستقلال الوطني المجيد،لذا فإن رفع التصورات للجهات المسؤولة بشأن تقديم الاعتمادات والمخصصات المالية أصبح من الأهمية بمكان لاسيما وأن رأس السلطة المحلية بالمحافظة الأستاذ خالد سعيد الديني محافظ المحافظة هو رئيس اللجنة الفرعية للاحتفالات ومعني بدعم أية فعاليات تصب في هذا الاتجاه وكذا رفع تصور الاحتفالات إلى الجهات المركزية المعنية وبالأخص الأستاذ علي أحمد العمراني وزير الإعلام،والأستاذ أسكندر الأصبحي المدير العام للمؤسسة اليمنية للإذاعة والتلفزيون فهما معنيان بتقديم الدعم في مثل هكذا مناسبات، ولا ضير أن تتواصل قيادة الإذاعة مع بعض الشركات،ورجال المال والأعمال في المحافظة بشأن مساهمتهم في تمويل بعض الفعاليات في إطار برنامج شراكة بين الإذاعة وهؤلاء الداعمين تحققها المصالح المشتركة،وهو اتجاه بدأت ثماره تبرز على الواقع لدى العديد من المؤسسات والوزارات. وفي تصوري أتقدم بعدد من الرؤى والأفكار لأبرز الفعاليات التي سيتضمنها برنامج الاحتفال بهذه المناسبة منها أن يتم إصدار عدد جديد من مجلة(هنا المكلا) وهي بالمناسبة كانت نافذة ثقافية للإذاعة في السنين الخوالي وتوقفت عن الصدور،وهناك توجّه جاد من قبل مدير الإذاعة الزميل علي صالح باقي بشأن إعادة إصدارها في ثوب قشيب خلال الفترة القادمة نأمل أن تعاود الصدور مع ذكرى تأسيس الإذاعة وتصدر مؤقتاً نصف سنوية. إقامة وتنظيم ندوة تتحدث عن عطاء إذاعة المكلا خلال (46) عاماً من عمرها المديد بعنوان (الإذاعة بين الماضي والحاضر وآفاق المستقبل)وأن تقام في مقر اتحاد الأدباء بالمكلا وبإشراك عدد من الاتحادات الإبداعية ومجموعة من الرعيل الأول وبعض ممن تعاقبوا على قيادة الإذاعة خاصة خلال السنين العشر الأولى من التأسيس،إقامة احتفالية فنية وخطابية وتكريمية لنخبة وكوكبة من المديرين العامين الذين تعاقبوا على قيادة الإذاعة،وروادها الأوائل من معدي البرامج والمذيعين والفنيين والإداريين والتركيز في هذا الجانب على المساهمين والمتطوعين من جهات أخرى الذين حفروا في الصخر وعملوا في ظروف أقل مايقال عنها أنها صعبة وقاسية وحققوا إبداعاً وتألقاً لازال محل فخر واعتزاز لمن أتى من بعدهم. أن تخصص بعض الساعات من إرسال الإذاعة ولو لفترة أسبوع بالتذكير والتعريف بدور هؤلاء الرواد وعمل اللقاءات وأحاديث الذكريات مع من لازالوا أحياء يعيشون بين ظهرانينا مع التذكير بجهود وإبداعات من توفاهم الله إلى رحمته وهو حق وواجب علينا نحوهم وتكريم أسرهم مااستطعنا إلى ذلك سبيلا. هذه بعض الرؤى والأفكار ارتأيت أن انثرها عبر هذه النافذة الأسبوعية وفاء وعرفاناً لإذاعة المكلا الحبيبة إلى نفسي،وفي يقيني أن في جعبة القائمين على الإذاعة العديد من الأفكار والتصورات للاحتفاء بهذه المناسبة ونقول لإذاعة المكلا والعاملين بها كافة ألف مبارك لاحتفال الإذاعة بإطفاء الشمعة السادسة والأربعين من عمرها المديد وعقبال مائة سنة.