عن تعز ومحاولة تفجير المشروع الوطني    تقرير أممي: تصعيد الانتقالي في حضرموت أجبر آلاف الأسر على الفرار والنزوح    المتحدث الرسمي للقوات الجنوبية : ثلاثي الإرهاب يرد على خسائره باستهداف قواتنا بطائرات مسيّرة    أبناء أبين يؤدون صلاة "جمعة الثبات والتمكين" في ساحة الاعتصام بزنجبار    حين يرفع الانتقالي علم الدولة وتمسك السعودية ختم الدولة... رحلة الاعتراف الدولي للجنوب    قيادة السلطة المحلية بالبيضاء تنعي حاتم الخولاني مدير مديرية الصومعة    شرطة المرور تعلن إعفاء أكثر من ثلاثة ملايين مخالفة مرورية    الرئيس المشاط: خروج الجماهير اليمنية رسالة رفض للإساءات بحق المقدسات    قراءة تحليلية لنص "نور اللحجية" ل"أحمد سيف حاشد"    مهرجان ثقافي في الجزائر يبرز غنى الموسيقى الجنوبية    أمطار شتوية غزيرة على الحديدة    بوتين يؤكد استعداد موسكو للحوار ويشيد بتقدم قواته في أوكرانيا    معارك ليست ضرورية الآن    الموسيقى الحية تخفف توتر حديثي الولادة داخل العناية المركزة    تشييع رسمي وشعبي بمأرب لشهداء الواجب بالمنطقة العسكرية الأولى    الأرصاد تتوقع أمطارًا متفرقة على المرتفعات والهضاب والسواحل، وطقسًا باردًا إلى بارد نسبيًا    "المحرّمي" يُعزِّي في وفاة السفير محمد عبدالرحمن العبادي    بالتزامن مع زيادة الضحايا.. مليشيا الحوثي تخفي لقاحات "داء الكلب" من مخازن الصحة بإب    الأوبئة تتفشى في غزة مع منع دخول الأدوية والشتاء القارس    "أسطوانة الغاز" مهمة شاقة تضاعف معاناة المواطنين في عدن    قوة أمنية وعسكرية تمنع المعتصمين من أداء صلاة الجمعة في ساحة العدالة بتعز    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    أمين عام الأمم المتحدة تؤكد: قضية شعب الجنوب مفتاح السلام المستدام في اليمن    الإصلاح يصفي أبناء تعز: استقالات تتحول إلى حكم إعدام بسبب رغبتهم الانضمام لطارق صالح    الحبيب الجفري يحذّر من تسييس الدين: الشرع ليس غطاءً لصراعات السياسة    أزمة خانقة في مخابز عدن.. المواطن يعاني والانتقالي يبيع الأوهام    خبير دولي: على الانتقالي التركيز على الإعلام الخارجي بالإنجليزية لبناء التفهم الدولي لقضية الجنوب    الذهب يسجّل أعلى مستوى له في التاريخ    كأس ملك اسبانيا: تأهل اتلتيك بلباو وبيتيس لدور ال16    انعقاد الاجتماع الفني لبطولة مديريات محافظة تعز - 2026 برعاية بنك الكريمي    صحيفة أمريكية: خطاب ترامب الأخير .. الأمور ليست على ما يرام!    الحرية للأستاذ أحمد النونو..    السبت .. انطلاق سباق الدراجات الهوائية لمسافة 62 كم بصنعاء    المغرب يتوج بطلاً لكأس العرب بانتصاره المثير على منتخب الاردن    القرفة في الشتاء: فوائد صحية متعددة وتعزيز المناعة    الرئيس الزُبيدي يؤكد أهمية البيانات الإحصائية في بناء الدولة وصناعة القرار    تجار تعز يشكون ربط ضريبة المبيعات بفوارق أسعار الصرف والغرفة التجارية تدعو لتطبيق القانون    إقامة ثلاثة مخيمات طبية خيرية مجانية في الحديدة    انفجار حزام ناسف لأحد المجاهدين لحظة خروجه من مقر الإصلاح في تعز    صنعاء.. البنك المركزي يعيد التعامل مع شبكة تحويلات مالية    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    نادية الكوكباني تفوز بجائزة نجيب محفوظ لأفضل رواية عربية للعام 2025    سان جيرمان يتوج بكأس القارات للأندية لأول مرة في تاريخه    طائرة شحن إماراتية محمّلة بالسلاح تصل مطار الريان بحضرموت    أرقام فلكية.. الفيفا يعلن عن الجوائز المالية لكأس العالم 2026    بين الاعتزاز والانسلاخ: نداءُ الهوية في زمن التيه    شرطة أمانة العاصمة تكشف هوية الجناة والمجني عليهما في حادثة القتل بشارع خولان    من بينها اليمن.. واشنطن توسع حظر السفر على مواطني دول إفريقية وآسيوية    اتحاد كرة القدم يعلن استكمال تحضيراته لانطلاق دوري الدرجة الثانية    روائية يمنية تفوز بجائزة أدبية في مصر    صباح عدني ثقيل    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    صباح المسيح الدجال:    مأرب.. السلطة المحلية تكرم فريق نادي السد لكرة القدم بمناسبة الصعود لدوري الدرجة الثانية    تأكيداً على عظمة ومكانة المرأة المسلمة.. مسيرات نسائية كبرى إحياء لذكرى ميلاد فاطمة الزهراء    جوهرة الكون وسيدة الفطرة    بدعم سعودي.. مشروع الاستجابة العاجلة لمكافحة الكوليرا يقدم خدماته ل 7,815 شخصا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العقل المدبّر لتفجير الأمن القومي في دمشق: هكذا اصطدنا كبار رموز نظام الأسد الإجرامي
نشر في أخبار الساعة يوم 23 - 07 - 2012

كشف العقل المدبر لعملية التفجير التي استهدفت مقر الأمن الوطني السوري في قلب العاصمة دمشق، وأودت بحياة وزيري الدفاع والداخلية، ونائب رئيس الأركان آصف شوكت، إضافة لرئيس خلية إدارة الأزمة اللواء حسن تركماني، عن بعض تفاصيل التجهيز للضربة التي أفقدت نظام بشار عقله وكبار معاونيه.
وأشار مسؤول العمليات العسكرية للجيش السوري الحرّ، في دمشق وريفها، إلى أنه تم التخطيط للعملية قبل أسبوع تقريباً، بانتظار ساعة الصفر، التي تحددت عند ورود معلومات باجتماع عاجل لما يعرف ب»خلية إدارة الأزمة»، التي تضم قيادات رفيعة في النظام، صباح الأربعاء، ليتم على الفور اتخاذ قرار التنفيذ الفوري بمعاونة عناصر مزروعة للمقاومة، داخل الدائرة الضيقة في مقر جهاز الأمن الوطني.
يوم الأربعاء الماضي، حاولت عبر قنوات ما، الاتصال، بالمسؤول الأول عن العملية، لكن لم تفلح، نظراً للاحتياطات الأمنية الكبيرة سواء على مستوى النظام الذي جن جنونه، أو على مستوى الجيش الحر الذي يتحسب لأي رد فعل انتقامي، تركت له رسالة خاصة بأنني أريد التفاصيل الكاملة للعملية، علمت بعدها بساعات إن هناك فضائية شهيرة دخلت على الخط، وحاولت أن تشتري حقوق بث التفاصيل بصوت الرجل، وتدفع ما يريدون .. ما يعني تفويت الفرصة في نشر معلومات الرجل الذي يعتبر الأهم على مستوى عمليات دمشق وريفها.
صديق كبير في القيادة العسكرية المشتركة، وهو العميد الركن زياد إسماعيل، طمأنني، بأنه سيؤمن الأمر، وهذا ما حدث فعلاً في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، اتصل بي الرائد (جواد........) وكان هذا الحوار:
معلومات وتخطيط
* أولا وفي البداية.. متى رتبتم للعملية؟ وكيف؟
رتبنا للعملية قبل أقل من أسبوع، وكانت خطتنا تعتمد على مباغتة النظام بهذه الضربة الموجعة، وكان على عناصرنا عدم الظهور في الصورة تماماً، والاعتماد على عناصر أخرى، مدنية ربما، لضمان النجاح التام.
واعتمدت معلوماتنا الأولية، على تحديد الأشخاص المستهدفين، وكنا حريصين للغاية، على إيقاع أكبر خسارة بهم وحدهم.
جاءتنا معلومات وثيقة بأن قادة كبارا للغاية عسكريين وأمنيين، فيما يعرف بخلية إدارة الأزمة، سيجتمعون، ورتبنا أنفسنا على هذا الأساس. بالطبع كان الصيد مغرياً.. تخيل أن لديك خمس أو ست رؤوس كبيرة، ستجتمع في مكان واحد، منهم وزيرا الدفاع والداخلية، إضافة إلى المجرم الأكبر آصف شوكت، واللواء حسن تركماني وهشام باختيار وغيرهم.. ألا يعتبر هذا مغرياً للقيام بأي عملية لهز النظام؟. وكنا ننتظر فقط ساعة الصفر.
* أتفق معك، ولكن عفواً.. معلومات من أين؟ هل لكم جهاز استخباراتي تابع لكم؟ أم لكم عيونكم وأنصاركم من داخل النظام؟
الاثنان معاً.. إضافة إلى جهات أخرى لا أستطيع الإفصاح عنها في المرحلة الحالية.
مشاركة مدنيين
* سيادة الرائد.. وكيف استطعتم التنفيذ؟ من ساعدكم؟
بشكل أكثر تفصيلاً، أقول إننا استطعنا تجنيد اثنين من المدنيين العاملين في نفس المبنى، وهم شباب «قبضايات» كما نقول نحن بالشام، وكانوا يريدون عملاً معيناً ولم يكن هناك من يستثمر القدرات الموجودة، وفي نفس الوقت كان هناك خوف.. بمعنى أدق، كانوا يريدون الانشقاق وخدمة الثورة، ولا يعرفون مع من «بدّهم يتواصلوا».. وعندما بنينا جدار الثقة معهما كما تقولون في مصر «طوبة طوبة» تم ترتيب الأمر على ماذا يستطيعان تنفيذه لخدمة الثورة السورية.
* عفواً.. معلوماتي تقول إنك أنت شخصياً القائد المخطط لهذه العملية.
ليس صحيحاً تماماً، إنما للأمانة والثقة، شاركني فيها ضابط آخر برتبة عقيد في سلاح القوات الجوية السورية، ولا أحب أن أنسب الفضل فيما حدث لنفسي وحدي.
إعداد وترتيب
* ..ثم ماذا؟
وصلتنا المعلومات المسربة عن أن اجتماعات خلية إدارة الأزمة ستنتقل عندنا يقصد مبنى الأمن القومي وهي معلومة جديدة لأن اجتماعات هؤلاء المجرمين طبعاً، لم تكن تتم في هذه البناية ولكن كانت تتم في أماكن أخرى، مثل مبنى القيادة القومية نفسه الذي هو بالقرب من ساحة الأمويين بدمشق، وأحياناً كانت تتم الاجتماعات داخل إحدى إدارت الأمن، كشعبة الأمن العسكري أو إدارة المخابرات المركزية، وعندما تسرب إلينا الخبر، على الفور تم الترتيب للعملية.
حسابات معينة
* .. كيف؟
اجتمعنا بالشخصين، وتم مناقشة العملية بوجود فريق عمل من الشباب الرائع، بحيث تم استعراض المبنى بالكامل، ومن ثم الطابق الذي سيحصل فيه الاجتماع، بل تم عمل رسم كروكي للقاعة ذاتها، وتصور أماكن جلوس هذه العصابة، وكذلك حساب القدرة التدميرية التي نريدها.
كان تخوفنا الأساسي، هو من إمكانية وقوع إصابات بين المدنيين الأبرياء، وكنا حريصين جداً على أن تكون العملية نوعية في مجرياتها ومستهدفاتها بالضبط، دون أن يكون هناك أي مجال للخطأ.
كان بإمكاننا تفجير البناية بأكملها، ولكن الهدف العام هم هؤلاء فقط وليس أي شخص آخر، وأعتقد أننا نجحنا، لدرجة أنك لو تلاحظ عبر الفيديو الذي أرسلناه لك ورأيته على الإنترنت، أن التفجير كان في القاعة ذاتها، والدخان من جهتها هي فقط، عملنا حسابا للمنازل المجاورة، وكنا لا نريد أن يتأذى مواطن عادي في الشارع أو في بيته المجاور.
كان حرصنا على أن تستهدف هذه العبوات قاعة الاجتماعات تلك بحجمها الحقيقي، بدون زيادة أو نقصان، لأنه في نفس البناية، هناك موظفون مدنيون، وحرس، وسكرتارية، وسكان مدنيون حول البناية.. ولم نرد أن نؤذي أحداً من هؤلاء المدنيين.
ولقد سئلنا من قبل البعض، عن لماذا لم نضع عبوات لهدم البناية كاملة.. أولا البيت كله ثلاث طوابق، واسمه مكتب الأمن القومي، فقلنا لو دمرنا المبنى كله سيؤثر ذلك على البيوت المجاورة وبها مدنيون، ولذا تم ترتيب الأمر على استهداف الطابق الموجودين فيه فقط، حتى ليس الطابق، إنما القاعة التي يجتمعون فيها؟
من الداخل
* وهل هذه القاعة كبيرة؟
إلى حد ما.. مساحتها لا تزيد عن 70 متراً مربعاً
* وكيف استطعتم إدخال المتفجرات داخلها؟
(يضحك قبل أن يجيب) هناك نقطة أود إيضاحها، وهي أن المنفذين في فريق العمل، كانوا من نفس العاملين بالبناية، وبالتالي يكون دخولهم وخروجهم سهلاً وبدون تفتيش، لذا تم تصميم العبوات التفجيرية بما يتناسب مع طبيعة عملهم، وبما لا يجلب الشكوك حولهم.. ودعني لا أفصح عن ذلك الآن.
(ملحوظة: أفصح عنها وطلب عدم نشرها حرصاً على سرية إمكانية تكرار العملية مرة أخرى)
عملية محكمة
* ثم ماذا.. هل أدخلتم العبوات في يوم واحد؟
بالطبع لا.. استغرق الأمر تسريبها على مدار عدة أيام متتالية وبهدوء شديد، ووزعت على القاعة حسب الخطة التي وضعتها أنا وسيادة العقيد، بحيث نضمن إيقاع أكبر عدد من القتلى بين الموجودين بها، وعندما تم الانتهاء من توزيع العبوات الناسفة وتركيبها حسب الأماكن المفترضة لجلوس العصابة، ظللنا بانتظار ساعة الصفر.
ودعني أقول إن تركيب العبوات تم بشكل فني رائع جداً جداً، لم تستطع كل أجهزة الاستخبارات اكتشافها أو الشك في أي شيء من موجودات القاعة.
* مثل ماذا؟
(يضحك مرة أخرى) هذه أسرار ليست للنشر في وسائل الإعلام، وعليك أن تتخيل ما الذي يمكن وجوده بشكل طبيعي في قاعة اجتماعات، أو بأحد البيوت أو مكتب ما، وتم استغلاله بدون ذرة خطأ ولله الحمد.
بيان وتصوير
* وهل كنت أنت شخصياً أو شريكك في التخطيط موجوداً ساعة التنفيذ؟
بالطبع لا.. لم يكن بإمكاننا الوصول إلى هذه المنطقة مسلحين، كان الموجود فقط بعض شباب الإعلاميين، وفي مكان قريب جداً، استطاعوا منه تصوير البناية لحظة التفجير، ولو لاحظت على الفيديو، أنه كان يرافق التصوير بيان مكتوب مرفق ومقتضب جداً، غير عفوي بالطبع، ولو تلاحظ أن المقطع لم يظهر فيه سوى غبار التفجير، وهذا صحيح، لأنه لو أردت أن أعمل كارثة لفعلت، ولكن لو حدث ذلك كم مدنياً يمر بالشارع يمكن أن يتأذى؟
* أفهم من ذلك، أنه لا صحة لما قيل عن وجود انتحاري قام بتنفيذ العملية؟
نعم نعم.. أبداً، والحمد لله، أن الشباب الذين قاموا بالعمل، موجودون وبخير تماماً وأمورهم ممتازة جداً.
غير صحيح
* سيادة الرائد.. ما صحة ما روجت له مواقع سورية على الإنترنت، من أن نائب الرئيس المصري السابق عمر سليمان الذي توفي الخميس بالولايات المتحدة، كان حاضراً للاجتماع ولما أصيب فيه، نقل لأمريكا للعلاج حيث مات؟
لا أتوقع ذلك.. منفذو العملية لم يذكروا اسمه ضمن الموجودين، ولو فرضنا جدلاً وجوده، كنا سنعرف أن هناك شخصاً لا يعرفونه ضمن الحاضرين، هذا كلام غير دقيق أو بمعنى أدق غير صحيح بالمرة.
جيش حر فقط
* بالنسبة لخطتكم .. هل كنتم تعلمون بدقة بموعد الاجتماع لذا نفذتموها؟
العملية بصراحة كانت مقررة بشكل أساسي، بغض النظر عن الحضور، وبالتالي تم زرع العبوات وتم التحكم فيها عن بعد، عند التأكد من اكتمال كل شيء.. الشباب الذين قاموا بجلب وزراعة العبوات لم يعلموا بموعد التنفيذ، وعندما تأكدنا من موعد الاجتماع ولحظة الصفر، أرسلنا من يتحكم في التنفيذ ليكون الأمر كما حدث.
*..ماذا عن أقوال عقب العملية، بتبني جهات أخرى غير الجيش الحر للعملية؟ هل اشتركت معكم تيارات إسلامية في التخطيط أو التنفيذ؟
لا صحة لاشتراك أي جهة أخرى معنا، نحن كجيش حر فقط من خططنا ونفذنا، نحن تحديداً في القيادة العسكرية لدمشق وريفها من قمنا بالعمل.
لدينا مخابراتنا
* ما صحة أن لديكم جهات استخبارية تابعة لكم من داخل النظام؟
بالطبع نعم.. لدينا أصدقاء ومتعاطفون من داخل النظام ولا يزالون على رأس الخدمة، وقبل أن أتحدث معك بدقائق، كنت أحكي مع اثنين من الشباب الضباط على رأس العمل، وهما طلبا أكثر من مرة كغيرهم أن يعلنوا انشقاقهم، ونحن نرفض، ونقول لهم، إنكم تقدمون لنا ومن مواقعكم هذه أكبر خدمة، نحن نحتاج أن يكونوا في عملهم لأنه سيفيدوننا أكثر من أن يكونوا خارجه، يقدمون لنا معلومات ويسربون لنا أشياء نحن في امس الحاجة لها في الوقت الراهن، مثل تحركات عسكرية وتعليمات وما شابه ذلك.
إصابة باختيار
* هناك معلومات قالت إن بشاراً كان من ضمن المصابين، وما ظهوره على التليفزيون السوري سوى محاولة لإخفاء ذلك؟
لا أعتقد، لأنه لم يكن موجوداً بالاجتماع أصلاً.
* هل لديك معلومات عن قتلى آخرين غير وزير الدفاع داوود راجحة، ووزير الداخلية محمد الشعار، ونائب رئيس الأركان وصهر الأسد، آصف شوكت، إضافة لمساعد نائب الأسد للشئون العسكرية ورئيس خلية الأزمة حسين تركماني؟
معلوماتنا تقول إن هشام باختيار رئيس مكتب الأمن القومي، مصاب إصابة خطيرة، ولن يخرج معافى، أما بقية الموجودين مثل اللواء جميل حسن مدير إدارة المخابرات الجوية، واللواء عبد الفتاح قدسية رئيس شعبة الأمن العسكري، أتصور إن إصاباتهما طفيفة.
اقول للوزير
* بماذا ترد على تهديدات وزير الدفاع الجديد العماد فهد جاسم الفريج، عقب تعيينه خلفاً للقتيل؟
هذا الشخص، الملقّب ب»أبو فادي» وللأسف «سني» من عشائر دير الزور، لا يفقه من العسكرية إلا الرتبة التي يحملها على كتفيه، وأتعجب من اختياره لهذا المنصب.. وهناك شكوك مثيرة حول استحقاقه أصلاً لأن يكون رئيس الأركان أو وزير دفاع.
وأقول له بإيجاز، نحن الآن الجيش العربي السوري، وأنتم العصابات الإرهابية، أنتم وكل من اتبعكم، نحن الجيش العربي السوري الحق، الذي أخذ على نفسه وعاهد الله، على أن يحمي الشعب، لا أن يقتله، وإن شاء الله مصيرهم مثل مصير قادتهم الذين قتلوا قبل يومين، وأكرر ما قلته لك سابقاً.. أقول للجميع نفس ما قلته لبشار: «لا ترحل.. لا ترحل.. نحن سنأتي إليكم وفي عقر داركم».
* سيادة الرائد، يقال إن لديكم أشياءً ولا تودون الإعلان عنها؟
ذكرت لك منذ قليل، أننا على مدار أكثر من يوم، استطعنا إدخال العبوات، ويوجد لدينا تصوير لكل مراحل إدخال المتفجرات، وزراعتها، وأماكنها، وأشكالها، كل شيء لدينا موثق بالصوت والصورة، حتى صور الأشخاص وهم يقومون بعملهم البطولي والرائع.. ربما تعلن يوماً.
..سامحني يا صديقي
* ألا يمكن أن تزودنا ببعض الصور للعملية؟
أقول لك، وأعلنها للجميع، هذه لن تكون العملية الأخيرة، ولذا نتحفظ على نشرها، لأننا لا نريد كشف الترتيب الذي حدث، ولا أن نكشف من قاموا بالعملية.. سامحني يا صديقي.
أيام معدودة
* كيف ترى وضع القيادة السورية الآن عقب العملية؟
الحمد لله، تذكر أنني قلت لك منذ أربعة أيام، أن بشار الأسد ليس رئيس جمهورية، إنما هو رئيس بلدية حي المالكي الذي يسكنه، الوضع كذلك، سرايانا بحمد الله، منتشره في كل دمشق، بالميدان، بالتضامن، بالقابون، في برزة، وبشارع بغداد، بالعباسيين، هو الآن محاصر، حتى أن هناك بعض التسريبات تؤكد إنه غادر دمشق، وربما يكون في اللاذقية، ولسنا متأكدين من هذه المعلومة، كلها تسريبات من أشخاص موثوقين.
الوضع حالياً على الأرض.. مطمئن.. الأرض لنا، وهم لا يملكون إلا سلاح الحرب البعيدة، وأؤكد لك أننا عندما نملك السلاح النوعي فلم يستمر حكم بشار أكثر من شهر.
غزوة بدر
* هناك حديث عن تحضير لعملية كبيرة من قبل الجيش الحر، يوم 16 رمضان.. لماذا هذا اليوم تحديدا؟
هناك حديث عن مثل هذا الموعد، ولكن بتصوري الشخصي أنه تيمنا بذكرى غزوة بدر، ولكن عن نفسي كعسكري لي ضوابط وقواعد محددة، أتمنى أن يكون هذا التوقيت مناسباً، ولكن «بدي تخطيط، وتنظيم وتسليح» وإذا لم أحصل على الأركان الثلاثة اللازمة لأي عمل عسكري، فلن أقدم على عمل اعرف مقدماً أنه خاسر.
تحالف شيطاني
* ما تعليقك على الفيتو الروسي الصيني اليوم؟
هذا يدل على تحالف قوى الشيطان في روسيا والصين وإيران ضدنا.. واعتبر هذا الفيتو رخصة للقتل وحماية للقاتل المجرم، وعبارة عن صفعة لحقوق الإنسان، وللأمم المتحدة، وللديموقراطية، وللعالم ككل، ليس عندي كلمة تكون مؤهلة لهكذا وصف.
فقط أقول/ إن غداً لناظره قريب، وعندما يسقط النظام، وقتها نعرف كيف نتصرف مع هؤلاء المجرمين جميعاً.
غير موثوقة
* هل لديك معلومات عن هروب عائلة الأسد للخارج؟
ليس لدي معلومات مؤكدة، هي أنباء مسربة ولكن من مصدر موثوق.
نجاة الأسد
* وما صحة ما قبل قبل يومين، عن نجاة الأسد من محاولة اغتيال خلال تعرض ثوار لموكبه، وأن التسرع فقط هو من أفسد المحاولة؟
ربما يكون عبر فصيل آخر، لا أعلم، ولكن لم نقم بهكذا عمل.. لأننا لا نملك الأرض مائة بالمائة، وهناك ثوار آخرون، ولكن ما يتعلق بنا نحن في القيادة العسكرية لدمشق وريفها سأكشف لك عن سر، أرجو ألا ينزعج الشباب من البوح به.
يوم الجلسة الأولى لمجلس الشعب «التصفيق» الجديد، كنا نجهز لعمل أتصور أنه سينهي حياة بشار، ولكنه لم يأت للاجتماع.
لأول مرة في تاريخ الجمهورية العربية السورية، لا يحضر رئيس الجمهورية اجتماع مجلس الشعب الجديد، إذ أن العرف أن يحضر ويلقي كلمة، وهكذا.. أتصور أن العملية تسربت لأجهزة الأمن، يومها وصل لنادي الضباط، الواقع على بعد 300 متر فقط من مقر مجلس الشعب، حتى عاد أدراجه مرة أخرى، لأنهم لم يستطيعوا تأمين وصوله، وللعلم فإن الجلسة التي بثت على التلفزة السورية على أنها بث مباشر، لم تكن في الحقيقة سوى تسجيل لما حدث ليلاً، حيث استدعوا أعضاء المجلس الجديد، أمام بشار وألقى الكلمة، بهذا التوقيت، كنا قد حضرنا عملية لاغتياله، لكن «الله كتب له عمرا جديدا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.