تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    "سيتم اقتلاعهم من جذورهم": اكاديمي سعودي يُؤكّد اقتراب نهاية المليشيا الحوثية في اليمن والعثور على بديل لهم لحكم صنعاء    وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني يطلع نظيره الباكستاني على آخر مستجدات جهود إنهاء حرب اليمن    أخيرًا... فتيات عدن ينعمن بالأمان بعد سقوط "ملك الظلام" الإلكتروني    حوثيون يرقصون على جثث الأحياء: قمع دموي لمطالبة الموظفين اليمنيين برواتبهم!    شعب حضرموت يتوج بطلاً وتضامن حضرموت للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الإرياني: استهداف ممنهج وغير مسبوق للصحافة من قبل مليشيا الحوثي    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    د. صدام عبدالله: إعلان عدن التاريخي شعلة أمل انارت دورب شعب الجنوب    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    الكشف عن كارثة وشيكة في اليمن    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    خادمة صاحب الزمان.. زفاف يثير عاصفة من الجدل (الحوثيون يُحيون عنصرية أجدادهم)    الرئيس الزبيدي يعود إلى عدن بعد رحلة عمل خارجية    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    ميلاد تكتل جديد في عدن ما اشبه الليله بالبارحة    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    كارثة وشيكة ستجتاح اليمن خلال شهرين.. تحذيرات عاجلة لمنظمة أممية    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    وفاة امرأة عقب تعرضها لطعنات قاتلة على يد زوجها شمالي اليمن    انتحار نجل قيادي بارز في حزب المؤتمر نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة (صورة)    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    الخميني والتصوف    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير خاص حول استخدام السلاح الكيماوي في محافظة ريف دمشق - الغوطة الشرقية -
نشر في أخبار الساعة يوم 24 - 08 - 2013


لتحميل هذا التقرير كملف PDF
مقدمة:
في أولى ساعات يوم الأربعاء 21 آب 2013، ارتكب النظام السوري جريمة مروعة أخرى بحقّ المدنيين، أدت إلى سقوط مئات الضحايا والمصابين، في منطقة تشهد أصلاً جرائم قصف عشوائي يومية من قبل النظام، وحصار مديد منذ ما يزيد على أشهر طويلة، جعل من الصعب معه تأمين أبسط مستلزمات الحياة لمئات الآلاف من السكان.
فقد قام جيش النظام بقصف عدة قرى وبلدات في غوطتي ريف دمشق الشرقية والغربية بعشرات الصواريخ المحملة بالمواد الكيماوية، وكان هذا الهجوم هو الأضخم، منذ أن بدأ النظام باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المناطق الثائرة، والمفارقة في الأمر أن هذا الهجوم الأضخم من نوعه جاء في الوقت الذي تتواجد فيه لجنة الخبراء الخاصة بالكشف عن استعمال المواد الكيماوية في مدينة دمشق بعد وصولهم الى الأراضي السورية بتاريخ 18-08-2013، علماً أن ولاية اللجنة المذكورة محصورة في مناطق متفق عليها، مع نفس النظام الذي يقوم بالهجوم بالأسلحة الكيماوية، وهي لا ترتقي إلى مهمة اثبات الجهة المستخدمة للسلاح الكيماوي، بل فقط اذا كان هذا السلاح قد تم استخدامه أم لا.
وفي التفاصيل حدث أن تعرضت كل من زملكا وعين ترما في الغوطة الشرقية و مدينة المعضمية في الغوطة الغربية إلى قصف بعشرات الصواريخ المحملة بالمواد السامة، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن مئات المصابين. واستيقظت تلك المناطق على كارثة إنسانية لاتوصف، وخاصة في ظل الأعداد الهائلة التي توافدت إلى النقاط الطبية التي تعاني من الحصار ونقص الكوادر والافتقار إلى أبسط التجهيزات اللازمة لمواجهة حالات مماثلة.
وعلى الفور قام الفريق الميداني لمركز توثيق الإنتهاكات في سوريا والمتواجد في الغوطة الشرقية، بعد الهجمات مباشرة بعمل زيارات ميدانية عاجلة غطت نحو 80% من النقاط الطبية التي استقبلت المصابين والضحايا في الغوطة الشرقية للحصول على شهادات من المصابين والطواقم الطبية والإسعافية ، فضلاً عن زيارة لبعض المواقع التي تعرضت للقصف بالمواد الكيماوية، للوقوف على حقيقة ما جرى وتقديم معلومات واضحة ودقيقة حول طبيعة الهجوم وضحاياه.
الأماكن والمناطق التي جرى استهدافها:
مدينة زملكا وعين ترما ، الغوطة الشرقية، ريف دمشق:
أجمع جميع شهود العيان الذين التقاهم فريق الرصد الميداني في مركز توثيق الانتهاكات في سوريا على أن القصف الذي استهدف المنطقة بعد منتصف الليل كان قصفاً مختلطاً ما بين القصف بالصواريخ والقصف بقذائف الهاون حيث بلغت الأعداد أكثر من 30 صاروخاً وقذيفة.
ووفقاً لروايات شهود العيان فإن المواقع التي تعرضت لصواريخ قوات النظام في زملكا المحملة بمواد كيمياوية هي:
1- بيت حراتة.
2- جانب مردسة "أم مازن" للبنين.
3- جامع التوفيق.
4- مزرعة "مصطفى الخطيب".
5- المقبرة القديمة.
*مكان سقوط الصاروخ الكيماوي قرب مدرسة زملكا للتعليم الأساسي:
* صورة أحد الصواريخ الذي جرى ضربه محملا بالغازات السامة على زملكا:
بعد القصف بالكيماوي انهالت القذائف على جميع بلدات ومناطق الغوطة بشكل كثيف جداً واستمرت على هذه الحال حتى الصباح. وهو ما زاد في صعوبة عمليات الإخلاء والإسعاف إلى حد كبير.
· يقول أبو الخير، وهو إداري في "مشفى الفاتح" في كفربطنا:
" جرى قصف منطقة المشفى بطيران الميغ صباح اليوم، حيث شاهدنا آثار القصف على بعد نحو ثلاثين متراً من المشفى والأضرار المادية الهائلة التي حصلت نتيجة القصف وتخريب الطريق الواصل للمشفى مع حدوث اصابات طفيفة.
*صورة تظهر مبنى تعرض للقصف بالقرب من مشفى الفاتح:
- اللحظات الأولى بعد القصف بالمواد السامة:
سادت حالة من الهلع والارتباك بين السكان بعد القصف الذي استهدف مناطقهم في كل من زملكا وعين ترما، أولاً لأن معظم السكان اعتقدوا أنه قصف بالهاون أو الراجمات فقاموا بالنزول إلى الأقبية بدل الصعود للطوابق العليا، وهو ما ساهم في تفاقم الأمور قبل انجلاء الحقيقة لهم، ذلك أنّه من المعروف وفي حالة القصف بالمواد الكيماوية يطلب من جميع السكان التوجه إلى الأمكان العالية وليس العكس، وثانيا لأن العديد جدا من حالات الوفيات حصلت أثناء نوم السكان باعتبار أن توقيت الضربة كان بعد منتصف الليل وهو ما زاد من أعداد الضحايا بشكل كبير كما تجمع معظم الشهادات.
*صور لبعض الشهداء في المركز الطبي في عربين:
يقول أحد المصابين لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا خلال زيارة الفريق لإحدى النقاط الطبية:
ويضيف الشاهد نفسه واصفاً الأعراض التي حدثت له عند بدء الهجوم:
للإطلاع على المقابلة "مصورة " يرجى زيارة الرابط التالي :
http://youtu.be/noLaWAsTFRI
- بدء عمليات الإسعاف والإخلاء
بمجرد انتشار نبأ القصف بالمواد السامة توجهت إلى المناطق التي تعرضت للقصف طواقم المسعفين والمتطوعين للإخلاء والإسعاف من مختلف بلدات ومدن الغوطة الشرقية. وبدأ نقل المصابين إلى النقاط الطبية في كل من جسرين، سقبا، حمورية، حرستا، مسرابا، كفربطنا، ومدينة دوما. كما أصيب معظم المسعفون نتيجة عدم توفر الأقنعة الواقية والبزات الواقية أثناء قيامهم بعمليات الإخلاء والإسعاف.
* يقول أحد المسعفين في نقطة الخولاني الطبية في حمورية:
" أثناء قيام فريقنا بالإسعاف من المنازل، كان المسعفون يضطرون لترك الشهداء في بيوتهم ويحضرون فقط الأحياء المصابين لكثرة الحالات وللتمكن من انقاذ الناس. جميع ماصادفناه من حيوانات أثناء عمليات الإسعاف كان ميتا في الطرقات".
وأفاد أحد المسعفين من نقطة عربين الطبية أن العديد من المنازل يوجد فيها شهداء لم يتم نقلهم بعد.
ويقول أحد المصابين وهو "خالد البيك" من عين ترما، والذي أسعف إلى نقطة طبية في حمورية:
"كنا جالسين في الحي بحدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ثم سمعنا صوت سقوط خمسة صواريخ في "عين ترما " فقمنا بالذهاب إلى مكان سقوط الصواريخ الخمسة لمساعدة الناس هناك، ولكن تفاجأنا بوجود العشرات من المواطنين مرميين على الأرض وفي الشوارع، وذهبت لأبحث عن أخي واسمه علاء فوجدته مرمياً على الأرض وكانت هناك مادة بيضاء مثل "الزبد"
قد سالت من فمه. وحاولت إسعافه ثم فقدت الوعي ولا أعلم بعدها ماحدث ولا أعرف أين أخي وإن كان استشهد أم لا. كان خالد أثناء إدلائه بالشهادة يشعر بعطش شديد و بشبه تخدير "تنميل" في منطقة الوجه والقدمين، وبضيق تنفس شديد.
لمتابعة المقابلة المصورة الكاملة :
http://youtu.be/rhYK4C0SRwA
ويقول المسعف أبو صقر:
ويقول ماهر، ناشط في المكتب الإعلامي في جوبر:
"كنت متواجدا في مدينة جوبر، عند الساعة الثانية والنصف حيث علمت أنه قد تم قصف مدينة عين ترما بالصواريخ الكيماوية، فاتجهت الى عين ترما لتغطية الحدث، بدأت الأعراض بالظهور علي وأنا بطريقي الى هناك من ضيق بالتنفس وغباشة في الرؤية، عندما وصلت الى المدينة وجدت العديد من المصابين ملقون على قارعة الطريق من دون أن يسعفهم أحد، عندما وصلت الى المشفى الميداني، وجدت 1000 مصاب تقريبا. قام الاطباء بإعطائي حقنة (أتروبين) وبدأت بالتحسن بعدها. لاحظت أيضاً إنّ العديد من الأطباء والمسعفين أصيبوا بالكيماوي نتيجة عدم توافر المعدات اللازمة".
ويضيف أحد المسعفين المتطوعين في زملكا:
"... سقط صاروخين عند منطقة "المقسم" بالقرب من مبنى البلدية، ثم سمعنا العالم تنادي بوجود قصف بالمواد الكيماوية، وبعده بلحظات سقطت عدة صواريخ عند جامع التوفيق وصاروخين عند الجبهة، ولكن أكثر الاماكن التي سقطت فيها الصواريخ كانت عند جامع التوفيق، ذلك أن جميع من حملناهم في تلك المنطقة كانوا قد فقدوا حياتهم، وكأنهم لم يميزوا القصف بالكيماوي ولم يحتموا منه، وقد رأيت بأم عيني أكثر من 60 شهيداً، ثم أغمي علي وقاموا بأخذي إلى النقطة الطبية.
الأعراض كانت عبارة عن نزول "رغوة" من الفم مصاحبة مع الدم، وانتفخت أجساد الضحايا بسرعة كبيرة، وكان الدم ينزل من
الأنف والفم ولكن كانت الكمية التي تنزل من الفم اكثر، وصوت الصاروخ كان مثل صوت راجمات الصواريخ، وكانت هنالك رائحة تشبه رائحة الغاز، أو الكبريت، ولكنك لا تشعر بالرائحة كثيراً، ثم تفقد الوعي. واثناء محاولاتي لإسعاف الناس، فقدت الوعي وحملني الناس إلى النقطة الطبية".
* في النقاط الطبية:
لا دواء كافي ولا كوادر طبية كافية
الجدير بالذكر والتنويه أولاً، أن عدد المشافي المجهزة كمشافي في بلدات الغوطة الشرقية، قليل جداً، بينما جميع النقاط الطبية الأخرى استحدثت كمشاف ميدانية في بداية الأمر ثم جرى تطوير عملها وإمكانياتها لتصبح نقاط طبية للاسعاف والاستشفاء. جميع هذه النقاط تقريبا استحدثت في أماكن غير صحية، العامل الوحيد الذي أمكن مراعاته فيها هو أن تكون في منطقة آمنة نسبيا من القصف. مكانياً تكون النقاط الطبية عبارة عن أقبية أو صالات فارغة قسمت بشكل يدوي بالأغطية والستائر وفيها عدد محدود من الأسرة والتجهيزات الطبية الأساسية.
يوم أمس، كانت تلك المشافي والنقاط تكتظ بالآلاف من نساء وأطفال ورجال، امتلأت بهم أرضيات الردهات والممرات وحتى الطرقات أمام مداخل تلك المشافي والنقاط.
يقول أحد الإداريين العاملين في نقطة الخولاني الطبية في حمورية لفريق المركز:
الصورة التالية، هي صورة لعبوة الأوتروبين "الحيواني"
ووفقا لشهادة أحد الإداريين في نقطة "الإحسان" الطبية في حمورية:
"تم استحداث نقطة طبية في مدنية حمورية تابعة لنقطة الاحسان الطبية، بسبب العدد الهائل للمصابين، حيث تم استقبال 450 مصاباً، ضمنهم حوالي 200 طفل، و 100 سيدة، لم يتم علاج عدد كبير منهم بالأتروبين وذلك لعدم توافره، وتم نقل بعض المصابين الى نقاط طبية أخرى بسبب الإزدحام الشديد ونقص المواد والكوادر الطبية اللازمة لعلاجهم"
ويضيف زهير مبخر، المسؤول الاداري في قسم التوثيق في النقطة الطبية في عربين:
" جرى القصف بمنطقة ماهولة بالسكان الساعة 2 ليلاً حيث استقبلنا اصابات منذ ذلك الوقت، كنا نعاني من حصار أصلا في المدينة ويوجد نقص في الادوية وخاصة الاتروبين ولدينا نقص كبير في الاكسجين حيث يمنع ادخالهم الى المدينة المحاصرة".
أنهى فريق المركز جولته في النقاط الطبية في كفربطنا الساعة السادسة والنصف مساء، حيث كان لا يزال يتدفق مصابون على النقطة الطبية. البعض من المصابين أجاب حول سبب التأخر في توجههم لتلقي العلاج، بأنهم سبق وذهبوا الى نقاط طبية أخرى وجرى تخريجهم لكن حالتهم ساءت بعد عودتهم للمنزل، والبعض الآخر كان في حالة خوف واضطراب أو لم يجد من يسعفه أو كان ينتظر أن يتحسن من دون معالجة، لذلك تاخروا في التوافد الى النقاط الطبية.
الأعراض :
أجمعت شهادات الأطباء والمسعفين على عدد من الأعراض التي عانى منها المصابون والضحايا ويمكن تلخصيها في التالي:
الإقياء، سيلان اللعاب بشكل رغوي، هياج شديد، حدقات دبوسية، احمرار في العينين، زلة تنفسية، اختلاجات عصبية، توقف التنفس والقلب، خروج دماء من الأنف والفم، وفي بعض الحالات الهلوسة وفقدان الذاكرة.
*صورة لأحد المصابين بالغازات الكيماوية في مدينة زملكا
يقول أحد الأطباء في نقطة طبية في عربين:
* صورة لطفل مصاب باحمرار في العين نتيجة التعرض للغازات الكيماوية في مدينة زملكا:
* لكن من أغرب الحالات التي شاهدها فريق الرصد الميداني في مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، هي حالة طفلة لم تتعرف على والدتها وبقيت مصرة أنها ليست والدتها:
"تقول الأم: كنا جالسين وفجأة سمعنا صوت سقوط صاروخ، ثم سمعنا الناس تنادي أنه قصف بالمواد الكيماوية، ثم طلبوا منّا الذهاب إلى أعلى البناء، ثم ذهبنا إلى أعلى البناء وأثناء تواجدنا سقط صاروخ آخر تأثر جميع الناس على إثره، وعندها غبت عن الوعي وأضعت عائلتي جميعها من بينهم زوجي واولادي، واستقيظت وأنا موجودة في هذه النقطة الطبية، وجاء "سلفي" أخ زوجي وأخبرني بوجود ابنتي هنا، وذهب وأتى بها، وقال أنه لا يعلم مكان بقية الأولاد ....
لكن الطفلة التي تسمع الحديث تقاطع الوالدة قائلة: أن هذه ليست والدتها، وهي تحلف أنّ هذه السيدة ليست والدتها، وتقول والدتي أسمها سمر المصري، أمّا هذه السيدة فليست والدتي."ووفقا للطبيب المشرف على العلاج فإن حالة الطفلة النفسية سوف تتحسن خلال يومين.للإطلاع على المقابلة المصورة يرجى اتباع الرابط التالي
شهداء أم على قيد الحياة !؟
تواردت أخبار عن خمس حالات على الأقل لأشخاص كانوا في عداد الشهداء، ولكن تبيّن أنهم كانوا في غيبوبة، ولم يكونوا قد فارقوا الحياة بعد.
قام مركز توثيق الانتهاكات بسؤال طبيبن "كلاهما اختصاص عام" حول هذه الحالة:
أجاب الطبيب الأول باستحالة وقوع مثل هكذا حالات خاصة في حالة توقف القلب وتوقف المريض عن التنفس.
أمّا الطبيب الآخر فعزا الحالة إلى ضعف التشخيص: حيث أن هناك أشخاص يكونون في حال الصدمة وليس في حالة وفاة، ويستيقظون من هذه الصدمة لاحقاً، بعكس حالات الوفاة التي يكون قد أصيب الشخص فيها بحالة تسمم تفقده حياته على الفور.
إصابة الطواقم الطبية والإسعافية:
نستطيع القول أنّه لم يسلم أحد من الكوادر الطبية والإسعافية من الإصابة بالمواد السامة، بسبب عدم وجود أقنعة أو بزات واقية أثناء قيامهم بعمليات الإخلاء والإسعاف.
ففي حمورية على سبيل المثال، أصيب ثمانية من أفراد الطاقم الطبي والإسعافي في نقطة الخولاني الطبية. ويقول أحد الإداريين من النقطة المذكورة نفسها:
"كان الطاقم الاسعافي يصاب بالوهن ويفقد القدرة على الاستمرار بعد جولتين من الاسعاف، بسبب عدم وجود اقنعة.. اضطررنا الى استعمال كمامات عادية مصنوعة من القطن مضافا لها الخل -الذي أعطانا اياه الأهالي- في محاولة لتفادي الإصابة قدر الإمكان".
يقول المسعف (مهند أفيوني/23 عام)
" بعد القصف بالصواريخ، خرجت لإسعاف الناس وشممت غازا ذو رائحة واخزة كالكبريت و لونه يميل للأبيض الضبابي، وفجأة أصابتني رجفة وأغمي علي، قبل ان يغمى علي رأيت 17 اصابة معظمهم اختلاجات واضطرابات عصبية واقياء وهلوسات وضيق تنفس حدقة دبوسية ثم تم اسعافي الى النقطة الطبية في دوما"
النساء والأطفال:
معظم الأطفال الذين تعرضوا للمواد السامة لم تكتب لهم النجاة للأسف، فإما قتلوا في أسرتهم لحظة القصف وهم نيام، أو توفوا بعد وقت قصير من وصولهم للنقاط الطبية. فيما كانت المعاناة بالنسبة للنساء المصابات مضاعفة، نظرا لضيق الأماكن وعدم وجود ردهات خاصة تتيح خلع ثياب النساء قبل غسلهن من آثار المواد السامة.
يقول أحد المسعفين في نقطة الخولاني الطبية في حمورية:
عدد من النساء والأطفال الذين قضوا بسبب قصف قوات الجيش بالسلاح الكيماوي، للإطلاع يرجى اتباع الرابط التالية: http://youtu.be/mNMMDJCiamk
جثث الشهداء وعمليات الدفن:
بسبب نقل الشهداء والمصابين إلى مختلف النقاط الطبية في بلدات ومدن الغوطة، تعذّر على الكثير من الأهالي إيجاد أبنائهم وذويهم بالسرعة المطلوبة، خاصة أن معظم الشهداء قتلوا وهم نيام وجرى إخراجهم بثياب نومهم من غير هويات شخصية أو أي شيء يدل على شخصيتهم. ومع الحر الشديد لشهر آب وعدم وجود كهرباء وثلاجات لحفظ الجثامين كان هناك اضطرار في العديد من الحالات لدفن الشهداء المجهولين قبل تعرف ذويهم عليهم ووداعهم. صور لبعض الشهداء في مشقى السل في كفر بطنا:
أما المقابر فقد جرى فيها حفر القبور الجماعية لتتسع للعدد الأكبر الممكن من الشهداء، كما حصل في إحدى مقابر زملكا حيث يقول الشخص المسؤول عن المقبرة "أنه تمّ دفن 140 شهيداً وشهيدة هنا، كانت عائلات بأكملها؛ آباء وأمهات وأطفال موثقين جميعهم".
وحفرت القبور بشكل ملاصق لضيق المساحات حتى أن أحد القبور دفن فيها خمسة عشر سيدة مع بعضهم البعض .
للإطلاع على المقابلة المصورة يرجى اتباع الرابط التالي علما أنه تم حذف بعض المشاهد حفاظا على سرية الشهود:
http://youtu.be/jGcCOwCWPAg
*صورة المقبرة الجماعية
جثث الشهداء المجهولين في نقطة طبية في عربين بانتظار التعرف عليهم من قبل الأهالي
للإطلاع على الفيديو يرجى الضغط على الرابط التالي:
http://youtu.be/cIlePcUu_go
مقابلة مع الطفل محمد التكريتي، ثلاثة عشر سنة.
للإطلاع على المقابلة المصورة يرجى الضغط على الرابط التالي:
http://youtu.be/xa5hYtf93PA
إصابة الحيوانات
أكد جميع شهود العيان والمسعفين نفوق الحيوانات التي تعرضت للغازات السامة في المناطق التي جرى قصفها.
يقول "هيثم محمد صالح العربيني، 50 عاما، وهو من المصابين الذين تم نقلهم إلى لنقطة الطبية في مدينة دوما "الحيوانات قد ماتت جميعها ومنها القطط المتواجدة في الطرقات"
*صورة تأثر الحيوانات بالغازات الكيماوية بالقرب من مدرسة زملكا للتعليم الأساسي- حلقة أولى:
أعداد الشهداء والمصابين
يصعب حالياً حصر الأعداد النهائية للشهداء والمصابين، أولا بسبب الأعداد الكبيرة للشهداء المجهولي الهوية، وثانيا لأن العديد جدا من الأهالي قاموا بتخريج أبنائهم المصابين أو استلام جثامين أبنائهم الشهداء ودفنها من غير توثيقها.
الصورة التالية عبارة عن الإحصائية النهائية للشهداء، وهي صادرة عن المكتب الطبي الثوري الموحد في الغوطة الشرقية:
للإطلاع على أسماء شهداء المجزرة الموثقين لدينا حتى الآن يرجى الإطلاع على اللينك التالي ، علما ان عملية التوثيق وتدقيق الأسماء مستمرة على موقعنا على مدار الساعة.
http://goo.gl/o28ODM
خاتمة:
كان عدم وجود المستشفيات والمراكز الطبية المجهزّة جيداً في مدن وبلدات الغوطة الشرقية سبباً رئيسياً في ارتفاع نسبة الضحايا، حيث أنّ "النقاط الطبية" المتواجدة هناك غير مزودة بالمعدات الطبية والأدوية اللازمة والكافية للتصدي لحالات القصف بالمواد الكيماوية، كالأقنعة الواقية، أضف إلى ذلك أن تلك النقاط تفتقر حتى إلى الكوادر الطبية والإسعافية الكافية وذات الخبرة للتصدي لمثل هكذا حالات، خاصة مع وفود آلاف الحالات الاسعافية إلى تلك النقاط.
وكانت الغوطة الشرقية أصلاً تقبع تحت حصار مطبق منذ أكثر من سنة، مما أدى إلى نقص شديد بالمعدات الطبية، فالكادر الطبي لم يكن قادراً على تأمين الحماية لنفسه، ذلك أنه لا يملك أيّة أقنعة واقية، بل كان يستعيض عنها باستخدام الكمامات العادية ووسائل الحماية التقليدية.
إن اللجنة المكلفة بالتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، مطالبة بالمضي فورا إلى الأماكن التي استهدفتها قوات النظام والتي تقع على بعد أمتار من مكان تواجدها الحالي، فذلك أقل مايمكن القيام به ليتحمل المجتمع الدولي ومنظومته القانونية العاجزة، شيئاً من المسؤولية حول الجرائم التي ترتكب بحق السوريين منذ أكثر من سنتين ونصف وحتى اللحظة.
كما لا بد من العمل بشكل مكثف من أجل توفير احتياطي كبير وكاف من الأدوية والأقنعة الواقية في المناطق المحررة والعمل على فتح نقاط طبية مجهزة خصيصاً لاستقبال حالات مماثلة والتعامل مع لحظات الأزمة بشكل فعال ويحد من الأضرار المتوقعة عن ارتكاب جريمة استخدام السلاح الكيماوي.
* صور لعدد من الشهداء مجهولي الهوية:
* فريق الرصد الميداني، في الغوطة الشرقية بريف دمشق:
- المنسقة العامة: المحامية: رزان زيتونة
- مجد الديك.
- ثائر الحجازي
تصوير:
- محمد العرواني.
المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في سوريا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.