بمشاركة أكثر من 62 دولة عربية وافريقية تنطلق بدولة الكويت غداً الثلاثاء أعمال القمة العربية الأفريقية الثالثة تحت شعار (شركاء فى التنمية والاستثمار) بحضور 34 رئيس دولة عربية وافريقية في واحدة من اكبر التجمعات الدولية التي تشهد المنطقة . وتحظى قمة الكويت بأهمية خاصة بسبب التطورات التي تشهدها المنطقة العربية والأفريقية والتحولات السياسية التي طالت بعض البلدان والآثار الاقتصادية التي ترتبت عليها وما نتج عنها من تحديات امام هذه الدول في مواجهة البطالة وتحقيق الأمن الغذائي ووضع خطط للتنمية المستدامة. وتاتي قمة الكويت بمبادرة من امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بضرورة اقامة القمة العربية الأفريقية واستضافة الكويت لها ، انطلاقا من الدور الإنساني الذي حملته الكويت على عاتقها من أجل تحسين الأحوال المعيشية لشعوب العالم ، باعتبار ذلك التزاما ًأخلاقياً ، استمدته من تعاليم الدين الإسلامي ، والقيم والمبادئ التي نشأ عليها أهل الكويت . كما أن هذه المبادرة تأتي استكمالا للمبادرات التي قام بها أمير الكويت منذ تسلمه سدة الحكم في الكويت عام 2006 م ، إحساسا من سموه بمعاناة شعوب العالم ، خاصة بعد الأزمة المالية التي شهدها العالم عام 2008 والتي كان لها تداعيات وانعكاسات سلبية كبيرة على زيادة معاناة شعوب العالم لاسيما الفقيرة منها . وهو ما استوجب دعوة الكويت الى التضافر الدولي من أجل تخفيف آثار الأزمة المالية الطاحنة على الشعوب ومقاومة انعكاساتها ، والوقاية من تكرارها ، كما أدركت الكويت أن المساعدات التي تقدمها بعض الدول ومن بينها دولة الكويت، لا يمكن أن تشكل حلا ناجعا و دائما لهذه الأزمة التي فاقت قوتها قوة الدول الفقيرة . ويتضمن جدول أعمال القمة العربية الافريقية الثالثة بحث تقرير الأنشطة المشتركة لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى والأمين العام للجامعة العربية من أكتوبر 2010 وحتى أكتوبر 2013 تقدمة مفوضية الاتحاد الإفريقى، وبحث تقرير المجلس المشترك لوزراء الخارجية وكذا مناقشة جدول الأعمال بجلسة لاعتماد مشروع القرارات ومشروع إعلان الكويت وما يتضمنه إنشاء لجنة فنية إفريقية عربية للتنسيق والاستراتيجيات الأخرى ودعمها لتعزيز التعاون وتسهيله حول مسائل الهجرة، وإنشاء آلية تمويل إفريقية عربية مشتركة لتمويل البرامج والمشاريع، ودعوة الحكومات وأصحاب المصلحة المعنيين إلى إيجاد تسويات سليمة للأزمات السياسية فى الإقليمين. كما سيتضمن جدول الأعمال دعم التقدم المحرز فى بناء السلام وإعادة الإعمار والتنمية فى فترة مابعد النزاعات فى المنطقتين العربية والافريقية ، والتشديد على إعادة تأكيد الالتزام القوى بالإصلاح الشامل لنظام الاممالمتحدة بما فى ذلك مجلس الأمن، وتعزيز التعاون الزراعى والاستثمار والقضاء على التمييز ضد المرأة، إلى جانب التشديد اتخاذ موقف حازم ضد الإرهاب بجميع أشكاله والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والاتجار بالمخدرات والقرصنة والاتجار غير المشروع بالأسلحة. هذا وقد شهدت دولة الكويت خلال الايام الماضية اعمال حثيثة لانجاح مؤتمر القمة العربية الافريقية الثالثة من خلال تسخيرها لطاقاتها الأمنية والإعلامية والخدمية والطبية من خلال تشكيل عدد من الفرق والجان التي تعمل كخلية نحل على مدار الساعة وقد حظيت قمة الكويت بإشادة أممية ودولية كبيرة حيث أكدت منظمة الأممالمتحدة أن استضافة الكويت مؤتمر القمة العربية الأفريقية تبرز مكانتها باعتبارها "شريكا دوليا مهما جدا" في الأممالمتحدة والمجتمع الدولي وكذلك دورها الدولي كعضو فاعل في الأممالمتحدة وفي مجالات التعاون الإقليمي والدولي. فيما ثمنت السنغال مبادرة أمير الكويت باستضافة القمة العربية الافريقية التي تنبع من حكمة سموه ورؤيته الثاقبة في تقريب العالم العربي والقارة الافريقية ، وقالت السنغال بأن استضافة القمة تعكس رغبة سمو أمير الكويت في مساعدة الشعوب الافريقية على تعزيز التعاون في المجال الاقتصادي والاستثماري والثقافي والاجتماعي مؤكدة حرصها على تقاسم الثقافات والقيم والتعاون المتبادل مع الدول العربية. كما أشادت الغابون بالتزام وتعاون الكويت مع الدول الافريقية مؤكدا الرغبة في تنمية وتعزيز الشراكات الديناميكية التي تصب في صالح الطرفين العربي والأفريقي لاسيما في مجالات الزراعة والمياه والتجارة والصناعة. وشاطرها الرأي في ذلك مفوضية الاتحاد الافريقي حيث أكدت أهمية القمة العربية الافريقية الثالثة ودورها في خلق أرضية لدفع النمو الاقتصادي بين المنطقتين. اما جامعة الدولة العربية فقد أكدت حرصها ومفوضية الاتحاد الأفريقي على اتباع سياسة متناسقة لمصلحة العديد من القضايا المشتركة مضيفة أن موقف العالم العربي وأفريقيا من العديد من البنود المطروحة على الأجندة الدولية بات متناغما ويجب العمل على زيادة تقاربه كي يحقق المصالح المشتركة. وخليجيا اعتبرت سلطنة عمان اعلان الكويت المطروح على القمة العربية الافريقية الثالثة بمنزلة خارطة طريق المستقبل للمنطقتين العربية والافريقية للتعاون في مجالات عدة منها الامن الغذائي والزراعة.
