وصلت وحدات ضاربة من قوات مكافحة الإرهاب أمس الجمعة إلى ضواحي مدينة لودر بمحافظة أبين الجنوبية، في إطار خطة حكومية لتعزيز قوات الجيش واللجان الشعبية القبلية التي تخوض مواجهات عنيفة مع المئات من مسلحي الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة لصد محاولاتها السيطرة على مدينة لودر، وإدارة حرب عصابات شبيهة بأساليب الحرب التي يشنها التنظيم المسلح على مواقع قوات الجيش، وأدت خلال الفترة الماضية إلى وقوع خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في صفوف قوات الجيش . وقال سكان إن قوات الأمن المركزي وقوات مكافحة الإرهاب التي وصلت الجمعة إلى مشارف لودر، قصفت بالمدفعية الثقيلة معاقل مسلحي “القاعدة” في منطقة الحمراء وجبل شروان . وقال سكان إن القصف طال أنحاء متفرقة من الضواحي الجنوبية للمدينة وأشاع الذعر وسط المدنيين الذين ناشدوا قوات الجيش وقف القصف بعد سقوط قذائف على منازل في المنطقة حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد . فيما قالت مصادر أخرى إن عناصر التنظيم المسلح شوهدوا يفرون باتجاه قرى الطرية والحضن . وتستعد قوات الأمن المركزي ومكافحة الإرهاب التي وصلت أمس إلى لودر مدعومة بالسلاح الثقيل للانضمام إلى قوات اللواء 111 مشاة واللجان الشعبية التي تتولى الدفاع عن المدينة لتنظيفها من جيوب القاعدة وصولاً إلى مدينتي زنجبار وجعار الخاضعتين لسيطرة مسلحي التنظيم . وجاءت هذه التطورات بعدما لجأ مسلحو القاعدة إلى التمركز في مناطق جبلية وشن هجمات مباغتة بالسلاح الثقيل والمتوسط على مواقع الجيش فضلاً عن هجمات قناصة استهدفت العديد من مقاتلي اللجان الشعبية . لكن الناطق باسم اللجان الشعبية علي عيده أكد ل”الخليج” أن مدينة لودر صارت مؤمّنة بشكل كامل بعد ان دحر مقاتلو اللجان الشعبية فلول الإرهابيين ليل الخميس فجر الجمعة مشيراً إلى أن الطريق الذي يربط بين لودر وميكراس صار مؤمّناً، كذلك بعدما كان المسلحون نصبوا فيه حواجز لحصار المدينة وقطع الإمداد عنها . وقال إن جيوبا لمسلحي القاعدة في منطقة يسوف اندحرت أيضاً بعد هجمات متواصلة لمقاتلي اللجان الشعبية وقوات الجيش، فيما لا تزال بعض الجيوب متمركزة في مدينة أم عين حيث تقوم فرق من اللجان الشعبية بتمشيط هذه المنطقة . وأكد أن مقاتلي اللجان الشعبية سطروا بطولات في المواجهات التي دارت الخميس وخصوصا بعد قصف المسلحين محطة انتاج الطاقة الكهربائية وتدميرهم خزانات الوقود ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المدينة، مشيرا إلى أن أبطال اللجان الشعبية يسيطرون حاليا على سائر المناطق بعد تكبيد الإرهابيين خسائر فادحة ومنها أربع دبابات وقطع متنوعة من السلاح الثقيل والمتوسط . لكن قادة ميدانيين في جماعة “أنصار الشريعة” أكدوا مقتل 30 من مقاتلي اللجان الشعبية في الاشتباكات التي دارت بالقرب من محطة انتاج الطاقة الكهربائية في لودر بعدما التف المجاهدون عليهم وباغتوهم بهجوم كبير من الخلف أوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى في اللجان الشعبية، مشيرين إلى مقتل أحد رفاقهم وإصابة آخر . وكانت وزارة الدفاع اليمنية أعلنت أن قوات اللواء 111 بالتعاون مع اللجان الشعبية في مدينة لودر صدت هجمات لمسلحي التنظيم ووجهت ضربات موجعة لهم وكبدتهم خسائر في العملية التي استهدفت تنظيف منطقة المثلث من الإرهابيين، مشيرة إلى أن الجيش طهر هذه المنطقة من فلول العناصر الإرهابية . وأشارت إلى أن القصف الذي شنه مسلحو التنظيم على محطة انتاج الطاقة أدى إلى احتراقها بالكامل واستشهاد اثنين من مقاتلي اللجان الشعبية التي تمكنت من تدمير آلية تابعة للعناصر الإرهابية ما أدى إلى احتراقها ومصرع أربعة إرهابيين كانوا بداخلها . وزار محافظ أبين المعيّن حديثاً جمال العاقل أمس الوحدات العسكرية والأمنية المرابطة في جبل ثرة المطل على مدينة لودر والتقى بقيادات وضباط وأفراد اللواء 111 مشاة وقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي وبحث معهم سير المواجهات الجارية ضد عناصر الإرهاب من تنظيم القاعدة وما حققته قوات الجيش واللجان الشعبية من انتصارات في دحر فلول الجماعات الإرهابية المسلحة . وأكد العاقل أن أولوياته للمرحلة المقبلة تنحصر في إحلال الأمن والاستقرار في محافظة أبين وإعادة النازحين إلى قراهم ومنازلهم وإنهاء هذه المأساة التي طالت أبناء المحافظة وخصوصا أبناء مدن زنجبار وجعار وشقرة واتخاذ التدابير اللازمة مع الجهات العسكرية والشعبية لعودة النازحين لمنازلهم والتفرغ لإعادة إعمار البنى التحتية المدمرة .
