في مشاركاته السابقة ببطولات كأس الخليج كان يخرج منتخبنا الوطني من كل بطولة بنقطة وحيدة حتى استحق عن جدارة لقب (منتخب أبو نقطة) ، ولا غرو فبلدنا تتميز بالمنتجات التي تحمل مثل هذه الألقاب ، فلدينا موز (أبو نقطة) ، وبرتقال (أبو سرة) ، وسمينا أحد موديلات سيارة اللاند كروزر (أبو دبة) ، فلا ضير أن يكون منتخبنا حاملاً للقب (أبو نقطة) طالما وقد عجز عن الفوز بلقب البطولة . أما في هذه البطولة فلم يستطع منتخبنا الوطني الاحتفاظ بهذا اللقب الذي كان يتطلب منه أن يحقق التعادل أمام المنتخب الكويتي بل فقده بخسارة ثقيلة خاصة . وسواءً احتفظ منتخبنا الوطني بهذا اللقب أم فقده فإن خروجه مبكراً من البطولة يكشف من وجهة نظر الكثير من المراقبين صورة جديدة من صور الفساد التي صاحبت الإعداد لبطولة خليجي 20 ، وهذا من وجهة نظري ليس غريباً على النظام الذي أدمن الفساد وأصبح من الصعب عليه التخلي عنه حتى في أصعب الظروف التي تمر بها البلاد . حيث بدأت سلسلة فضائح الفساد المصاحب لخليجي 20 بكشف الصحوة نت عن وثائق رسمية لقضايا فساد وعبث واسع بالمال العام بلغت أكثر من نصف مليار ريال ذهبت معظمها لصالح شخصيات بارزة في قيادة محافظة عدن وتحت مسمى صرفيات خاصة ببطولة خليجي 20. والآن وبعد الخروج المهين للمنتخب الوطني من البطولة رغم الدعم الكبير والتشجيع منقطع النظير من الجمهور اليمني تنكشف فضيحة فساد أخرى حيث رصدت الحكومة اليمنية لمرحلةإعداد المنتخب 12 مليون دولار منذ أن تعاقد مع المدرب الكرواتي ستريشكو بمبلغ 1.2مليون يورو راتباً سنوياً، وهو ما لم يحظ به أي منتخب يمني سابق من حيث التهيئةوطول مرحلة الإعداد التي بدأها قبل نحو عام وثلاثة أشهر خاض خلالها المنتخب العديدمن المباريات الودية الدولية. هذا الإنفاق الخرافي على مدرب براتب شهري قدره (مائة ألف يورو شهرياً) أي ما يعادل خمسة وثلاثين مليون ريال يمني شهرياً ، وهذا باختصار يعادل رواتب (مائة وستين أستاذ في جامعة صنعاء) ، أو (ثمانمائة معلم في مدارس التعليم العام) . هذا الإنفاق السفيه جعلنا نتقدم حتى على دول الخليج حيث رصدت عمان لمدرب منتخبها الوطني فقط (ثمانمائة ألف يورو سنوياً) ، بينما رصدت الكويت لمدرب منتخبها الوطني فقط (أربعمائة ألف يورو سنوياً) وشتان بين مستوى الفريقين ، وشتان بين النظامين ، وشتان بين المستوى المعيشي للشعبين !! إنه السفه الذي يجب أن يضع له الشعب حداً ، حيث لا يعقل أن تنفق بلد بلغ عدد الأسر المدرجة فيها تحت خط الفقر إلى أكثر من عشرة مليون أسرة أن تنفق على مدرب فاشل ولاعبين أغبياء خلال عام واحد فقط أكثر من ثلاثة مليار ريال ، ثم تبحث بعد ذلك عن برامج لمكافحة الإرهاب !! ولا أدري أين الهيئة العليا لمكافحة الفساد من هذا العبث ؟