الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني – رحمه الله –عاش عزيزاً.. ومات شهيداً.. ولقد كان هامة وطنية كبيرة يخسرها الوطن اليوم والسبب ان أيادي الغدر والخيانة اغتالت الوطن واغتاله حرمة الله وفي الشهر الحرام.. اعتدت هذه الأيادي الجبانة على مسجد يذكر فيه اسم الله وترفع شعائره.. تلك الأيادي التي لازالت حرة طليقة لم تنل جزاءها الرادع والعادل تلك الايادي التي حاولت بداً اغتيال رئيس الجمهورية ومروراً بكبار قادة الدولة.. تلك الجريمة التي لازالت جراحها لم تندمل وتجف.. تلك الجريمة التي كان ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى والمعوقين كان آخر شهدائها استاذنا القدير والقامة الوطنية العملاقة الأستاذ عبد العزيز عبد الغني تلك الشخصية المحبوبة من جميع افراد الشعب والمحترمة من قبل الجميع.. تلك الشخصية التي قدمت الكثير لهذا الوطن منذ فجر الثورة الى اليوم هذه الهامة التي كان لها بصمات واضحة في مختلف نواحي الحياة لقد خدمت الوطن بصدق ووفاء وإخلاص تلك الهامة التي كان جل همها الوطن لاغير .. لم تضر احداً لم تستغل مناصبها ومكانتها في مصالحها الشخصية او تلهث وراء المكايدات الحزبية والمصالح الضيقة بل كانت شخصية معتدلة ومتزنة.. أرادوا لهم الموت وأراد الله لهم الحياة.. فالشهداء احياء عند ربهم يرزقون... فلا نامت اعين الجبناء. فما ذنبهم واية جرم او ذنب ارتكبوه وخاصةً.. تلك الهامة وغيرها ممن استشهدوا وجرحوا في الحادث فلن تروح دماؤهم هدراً والله لن يرضى بذلك.. ضحية ايدي الغدر والخيانة التي تخلت عن مبادئها وثوابتها بل وديانتها شارون لم يفعلها.. لم يفعلها اليهود والنصارى.. جريمة تستهدف من ..؟ رجالاً قدموا الكثير وضحوا لهذا الوطن بالغالي والرخيص.. لماذا وما السبب ؟؟ هل هو حب السلطة..؟!! والانقلاب على الشرعية..؟! بالاعتداء بمختلف أنواع الأسلحة وبطريقة الغدر والخيانة.. بالدم ..؟ ام هي العداوة والبغضاء.. ام الانتقام على مواقف وطنية لأنه لم تنجر وراء أطماعها او تسرب بسربها ..؟! ام لأنها كانت هي حجرة العثرة والحصن الحصين التي تقف امام أطماعهم وأهدافهم وتفشل مخططاتهم ..؟! ايصل بنا الحال الى هذا الحد .. ليفكر بعض من قومنا بعقلية همجية وغوغائية وعدائية .. ان تتآمر على الوطن وأهله ولا تفكر بشيء سوى بكيفية الانقضاض والانقلاب على السلطة والوصول الى كرسي الحكم بشتى الطرق اللا اخلاقية وتستبيح المحرمات وتعتدي على القوانين والدساتير وعلى إرادة الشعب بطرق غير شريفة وغير اخلاقية وبشتى أنواع الأساليب المحرمة دينياً ودولياً واخلاقياً واجتماعياً وسياسياً.. غير آبهه بالنتيجة او بما قد تلحقه بهذا الوطن من دمار شامل وخسائر فادحة لا يسلم منها احد.. اليس الشعب هو من اختار طريقة حكمه ومن يحكمه..؟ الم نرتضي جميعاً بالديمقراطية نهجاً وخياراً .. وتعهدنا والتزمنا بأن لاتراجع عنها.. الم نوافق جميعاً على مشاركة مختلف القوى السياسية والاجتماعية والثقافية وتشريع القوانين والدساتير المنظمة لكيفية التداول السلمي للسلطة وشاركنا استفتينا عليها بطرق ديمقراطية حديثة .. فما الذي حدث .. وما استجد .. لننقلب على مبادئنا وثوابتنا الوطنية.. وان ننجر وراء الأطماع والمخططات والفتن التي تستهدف شعبنا ووطننا.. جراح جريمة النهدين لم تندمل بعد ولن نرضى بأن تمر مرور الكرام .. لأنها جريمة ٍلم يشهدها الوطن في تاريخه ولا العالم .. لأنها جريمة اغتالت الوطن ولم تغتال الأشخاص كما يظن البعض.. إنما اغتالت سيادتنا ومبادئنا وثوابتنا وتاريخنا.. الوطن دفع وسيدفع ثمنها غالياً وسيظل يدفع آجلا أم عاجلاً.. سواء بالأرواح الزكية والطاهرة التي استشهدت او تلك التي جُرحت ولازالت تعاني من آلامها.. او من تعوق وشوه.. او بما نتج عنها من اثار ونتائج على مختلف الأصعدة سواءٍ السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية او ما تسببت فيه من جرح للوطن لن يندمل أبداً.. ما كنا نأمل ونتطلع إليه من جميع ابناء شعبنا وبمختلف انتماءاتهم وبصرف النظر عن اختلافنا في الآراء ووجهات النظر ان ندين ونستنكر تلك الجريمة ونطالب بمحاكمة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة.. حتى لو كانوا أخوة لنا .. وان لا نتستر عليهم او نبرر ذلك.. بل نتبرأ منهم.. وان كنا قد أخطأنا فلسنا معصويون من الخطأ وخير الخطائين التوابين والعيب ليس في الخطأ بل بأن نكرر أخطاءنا .. وان نجتمع على كلمةً سواء بيننا ونعود الى رشدنا ونكون مع الحق وأنصاره.. فهل نحن فاعلون.. لعل الله يجعل لنا مخرجاً مما نحن فيها ويسراً بعد عسر وفرجاً بعد ضيق وهم.. يا رب اجمع بيننا وبين قومنا بالحق.. يا رب افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين. وفي الأخير-نسأل المولى القدير ان يتغمد روح الأستاذ القدير عبد العزيز عبد الغني بواسع رحمته وان يسكنه هو وجميع شهداء الوطن فسيح جناته وان يلهم الوطن واهلهم وذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان -إنا لله وإنا إليه راجعون-..