إنه من المؤسف والمخزي والمشين أن يكون بعض أبناء اليمن الموصوفون بالحكمة والمعروفون بالحنكة ,ومع ذلك نجد بينهم أناسا بلغ بهم الغباء مبلغة, واستحوذ عليهم الطمع حتى لايدرون مايقولون,, ويفعلون مايؤمرون.. لنرجع بتفكيرنا إلى الوراء قليلا أي قبل عشرة أشهر ونتذكر المبادرات والتنازلات التي قدمها نبراس الأمة العربية وحكيمها المشير علي عبدالله صالح .. ألم يقل لهم بأنه سيتنازل عن السلطة وأنها مغرما لامغنما? ألم يشر عليهم بأن تدار انتخابات رئاسية مبكرة وأنه مستعد للتنازل عن السلطة في غضون ستة أشهر? ألم يقل لهم بأن يأتوا لكي نتقاسم السلطة وتشكل حكومة وحدة وطنية من المؤتمر وحلفائه والمشترك وعملائه? هاهم اليوم يذهبون إلى الرياض واضعين عقولهم في حقائبهم غير متذكرين لتنازلات والدي الرئيس ولا لمبادراته.. ليسألوا أنفسهم ماالجديد الذي أضافته المبادرة الخليجية لكي يحسب لصالحهم ,أو يعدوه انتصارا وهميا يتشدقون به في وسائل دجلهم وزيفهم? نفس المبادرة الخليجية قد وضعها فخامة المشير في بداية الأزمة بل هنالك نقاط مهمة في المبادرة الخليجية أضافت له دفعة في رصيده الوطني الحافل بالإنتصارات والمليئ بالشهرة.. من ضمن تلك النقاط: أن المبادرة جعلته رئيسا للدولة إلى أن يتم إجراء انتخابات رئاسية.. وجعلته محط أنظار الداخل والخارج,,فهناك الكثير من المحاسن التي أظهرها المشترك في الأب القائد كنا نجهلها قبل الأزمة بسبب إعلامهم المغلوط كالصبر والسماحة والوفاء والصدق والوطنية.. انطبق عليهم بذلك قول أبي تمام: وإذا أراد الله نشر فضيلة :: طويت أتاح لها لسان حسود.. لولا اشتعال النار فيما جاورت :: ماكان يعرف طيب عرف العود.. فقد لمعوه إذ أرادوا ضرره..وقد جملوه إذ شوهوا صوره. ها أنتم بعد عشرة أشهر ,بعد أن حطمتم البلاد ودمرتم إقتصادها, وغرستم الحقد لدى أحفادها ,وفرقتم بين محافظاتها ,وزعزتم أمنها واستقرارها ,وتسببتم في إذكاء فكرة الإنفصال بين أبنائها.. ها أنتم توقعون على المبادرة التي بح صوت الرئيس وهو يتذلل لكم بأفضل منها.. هانحن بعدعامين ستقام انتخابات فتذهب أحلامكم أدراج الرياح لأن الأسدالنائم_ المؤتمر وحلفائه_ قد اسيقضوا .وبدلا من أن كان عملهم عشوائيا سيكون عملهم من الآن منظما ولن تجدوا لكم قيد أنملة أوموطأ قدم في يمن الإيمان والحكمة وسيكون للمؤتمر وحلفائه جميع مقاعد الحكومة بعد أن كان الرئيس يعرضها عليكم مناصفة مرارا وتكرارا. ومن حب الله لحزب المؤتمر وحلفائه أن لفظ الفاسدين منه وأخرجهم لينضموا إليكم ليظل صافيا نقيا من شبهاتكم وترويجكم.. بالله عليكم ألستم بذلك قد صنفتم أنفسكم بأغبى معارضة عرفها التاريخ. لا أرى لكم مثلا إلا كمثل جحا حينما سألوه : أين أذنك ياجحا? فأتعب نفسه وأدار يده اليمنى ليشير إلى أذنه اليسرى? وكان الأولى به أن يشير إلى أذنه اليمنى لقربها ودنوها. لكنه الغباء!! وقد فاق غباءكم غباءه لأنه أتعب يده فقط, بينما أنتم أتعبتم وحطمتم ودمرتم آمال خمسةوعشرون مليون يمنيا.. سيظل التاريخ يصب عليكم لعناته, وتشوه أخباركم صفحاته,ويعلم جحا بخسارته بعد وفاته.. [email protected]