بقلم: ابراهيم عسيلي ثورة المؤسسات المشتعلة هذه الايام تشبه المخزن الذي يستبدل كندا اسود بكندا رمان وهما من نفس المصنع يحرك الاصلاحيون عناصرهم في الؤسسة المستهدفة خصوصا اذا كان المسئول فيها مؤتمريا وذلك للمطالبة بأقالته بدعوا الفساد ليفسحوا المجال لانفسهم بتعيين فاسد اخر موافقا لميولهم وعند سؤال المتظاهرين عن السبب لهذا الفعل يرد عليك احدهم نريد ان نبني دولة مدنية حديثة. تجري احد القنوات الفضائية مقابلة مع احد بشمرقة جهال الاحمر وتسأله مالذي دفع بك لترك قريتك و المجي الى الحصبة فيجيب نشتي نبني دولة مدنية حديثة. الشباب في ساحات التغيير يطالبون بغذاء وتخزينه وكندا رمان و دولة مدنية حديثة. الكل اصبح يردد هذا المصطلح الذي يعرف معناه و الذي يردد مع الخيل يا شقراء لكن يبقى السؤال الاهم هل فعلا نستطيع ان نجعل من اليمن الحبيب دولة مدنية حديثة؟ للاجابة على هذا السؤال يجب ان نعرف ماهي الدولة المدنية الحديثة خاصة وان تعبير الدولة المدنية ليس تعبيرا اصطلاحيا في العلوم السياسية بقدر ماهو جزء من خطابات الحرب على الحركات الاسلامية فالدولة المدنية هي نقيض الدولة العسكرية وهذا هو التعريف الاكثر دقة. فالدولة التي تقوم على حكم العسكر لا تعتبر دولة مدنية ويمكن القول بان الدولة المدنية هي الدولة التي تقوم على اساس النظام الديمقراطي وتعتمد على التعددية و التداول السلمي للسلطة فتصبح الدولة المدنية هي الدولة الديمقراطية في مقابل الدولة المستبدة. ان شرط قيام الدولة المدنية هو ان تستمد تلك الدولة مرجعيتها من المرجعية السائدة لدى المجتمع والتي تتفق عليها الاغلبية اتفاقا حرا نزيها وان اي دولة لا تقوم على المرجعية التي يختارها المجتمع بكامل حريته هي دولة غير مدنية. وهذا يعني بان المتواجدين في شارع الستين بصنعاء لا يمكنهم بناء دولة مدنية من دون ان يتحدوا مع اخوانهم في ميدان السبعين وبعد الاتفاق بين الستين و السبعين على بناء الدولة المدنية يجب ان نسأل انفسنا جميعا هل لدينا في اليمن مقومات الدولة المدنية الحديثة؟ ام انه مجرد هدرة قات. سوأل اطرحه على كل يمني ظهر على اي وسيلة اعلامية يقول بانه يريد اليمن ان يصبح دولة مدنية حديثة.