ماهي النوايا الحقيقية لتونس بعرضها حق اللجوء وأي لجوء للرئيس السوري بشار الأسد وعائلته للإقامة على أراضيها ، وطبعا يكون هذا في حالة ما اذا رغب بشار الأسد في ذلك ، بعد كل ما ارتكبه بشار الأسد من جرائم في حق شعبه طيلة سنة كاملة والحصيلة التقريبية والمتضارب حولها هي ما يفوق الثمانية آلاف قتيل حتى هذه اللحظة، ذلك ما دفع بالإدارة الأمريكية وعلى لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون تعتبر في احد تصريحاتها المصادفة للنية التونسية باستضافة الأسد ان هذا الأخير يعتبر مجرم حرب في وجهة نظر الإدارة الأمريكية أي انه مطالب مستقبلا إلى الانجرار أمام المحكمة الدولية للمثول أمامها ، هو يعلم ذلك والكل يعلم ذلك لكن هل تونس لا تعلم ذلك ؟ السؤال الذي نطرحه وبإلحاح فهل نية تونس صادقة فعلا وصافية اتجاه رجل دموي وعدواني ؟ أو أن الأمر لا يعدو ان يكون مجرد فتح الطريق أمام كل من له رغبة في استضافة بشار الأسد للجوء لديه او على أراضي بلاده ، كما سعت فنزويلا مع القذافي والنيجر وغيرهم ؟ او انه مجرد استفزاز لبشار الأسد وان كان فالوقت ليس بالمناسب لاستفزاز الأسد الهائج ، او انها بالفعل تريد ذلك نية منها لتخليص الشعب السوري من همجية هذا الحيوان الدموي عفوا ؟ وفي جميع الأحوال كان ذلك موقف وان نختلف ويختلف حوله الكثير قد قامت به تونس الحديثة ربما تعبيرا منها ونيتها رسم ملامح صورة مستقبلية لتونس الديمقراطية والانفتاح وكم نتمنى ذلك ، لكن نحن ضد فتح أي خمارة أمام باب الجار او على ارض مقبرة وفي كل الأحوال هي حرام ، فهل يعلم ساسة تونس الجدد المدعمين بتيار يقال عنه إسلامي ، أقول هذا بالصدفة ، أقول هذا وأريد ان اعرف كيف سيكون موقفهم او ردهم اذا ما فعلا قبل بشار الأسد بهذا العرض ولج|أ فعلا الى تونس ، فكيف سيكون ردهم على مطالب الشعب السوري بتسليم من قتل أبناؤهم ونساؤهم وشردهم فمن حقهم المطالبة به لمحاكمته والقصاص منه ، لنفترض أنهم سيسلمونه فأي مصداقية بعد ذلك تصبح لتونس أمام المجتمع الدولي ، ونحن نعرف ان التعامل مع هكذا قضايا معقد ومحرج للغاية ؟ وهل الوقت مناسب لتونس الحديثة بأن تحشر نفسها في مثل هكذا قضايا ؟ نحن نقول ذلك وبالنهاية هذا أمر يخصها وحدها ، لكن الذكرى تنفع المؤمنيين ، وهنا لا يفوتنا بأن نذكرهم بشيء مهم وهو هل ستطالبون المملكة العربية السعودية ان تسلمكم الرئيس بن علي الهارب الناهب لأموال تونس التي تركها على الحديد ؟ وكيف سيكون موقفكم من موقف المملكة العربية السعودية إذا ما رفضت وقد ترفض تسليمكم الرئيس بن علي الهارب رغم أنها استلمته صدفة وهو يحلق في السماء وإلا ما حدث ذلك أصلا فأي علاقة للسعودية به وأي مصلحة لديها فيه أي انه وصل اليها ضيف طارئ غير مرغوب فيه فوجب عليها استضافته بل وحمايته وموقفها في كل الأحوال يعتبر إنساني بغض النظر عن طبيعة الضيف فذاك شأن آخر ، فهل تعلم تونس ذلك وأتمنى ان تكون تجهله ، فإذا كانت تونس تعلم ذلك وتتمادى بفتح أراضيها او لنقول على الأقل قصر من قصور قرطاج وتجعله إقامة مجانية للأسد ، فهذا يعني انها بدأت تغض البصر وتتراجع عن مطالبها بتسليم الرئيس التونسي الهارب بن علي لمحاكمته ، لأنها إذا ما استمرت في مطالبة المملكة العربية السعودية بتسليمها الرئيس بن علي فقد يعتبر ذلك من "البله" مثل بله الضفدع الذي يهرب من قطرات المطر النقي ويقفز الى ماء البركة العكر ، فكيف لتونس بأن تحتضن وتستضيف دكتاتور وفي نفس الوقت تطالب وتحرج الآخرين بتسليمها دكتاتور أخر لمحاكمته ؟