لن أتحدث عن فاجعتنا ولا عن حزننا و ألمنا و وجعنا لما حدث فهو أكبر من من يوصف وأعظم من ان تحتويه كلمات مهما كانت منمقة و مهما امتلك كاتبها من مهارة الكتابة و الصياغة سيقف بل سيخر على قدميه عاجزا أمام هول المصاب و فداحة الفاجعة ، لكني هنا سأقف استصرخ فيكم ما بقي في عروقكم من دماء مسلمة عربية يمنية ، ساقف استصرخ فيكم الخوف و الحياء من الله عندما تقفون بين يديه و تسألون ماذا قلتم وماذا فعلتم و ماذا قدمتم وهل نهيتم الظالم عن ظلمة وهل نصرتم المظلوم و اعنتم أخاكم على مصابه ، استصرخ فيكم الخشية من لقاء و جه جبار السموات و الأرض و انتم تحملون وزر السكوت عن قول الحق و قبول الظلم و السكوت عليه و الوقوف متفرجين كأن الأمر لا يعنيكم كأن هذه الدماء ليست دماءكم.. من قتل أولادنا و رجالنا في السبعين ؟ من سفك دمائهم و ناثر اشلائهم الطاهرة الزكية على أسفلت السبعين ؟ هل هي فعلا الفئة الضالة التي تسمي نفسها انصار الشريعة و التي نعلم و يعلم العالم كله انها جزء من إرهاب القاعدة و التي بدورها تمثل الجناح العسكري لحزب الإصلاح في اليمن الذي يجمع لها الدعم المادي و المالي منذ سنين و يمدها بالرجال و العتاد و السلاح رغم فلسفة و تزييف الحقائق التي يمارسها الملحلحين السياسيين على مختلف قنوات الكذب و الزيف أمثال (سعيد عبيد الجمحي) الخبير المخضرم في أمور القاعدة ؟ هل هي فعلا القاعدة المسؤول الأول عن ازهاق أرواح 100 رجل وشاب من خيرة رجالنا و شبابنا و ابنائنا ؟؟ انت يا من تقف خلف شاشات التلفاز منذ عام و نصف و انت تتابع و تسمع قنوات الكذب و الخداع و محللي سهيل و الجزيرة ومراسليهم هل فعلا تصدق ان القاعدة هي المسؤول الوحيد عن هذه الفاجعة ؟ وانت يا من تقرأ صحف الإصلاح و مواقعهم الإلكترونية أمثال مأرب برس و المصدر و الأهالي و غيرها منذ أكثر من عام ونصف ، و تتابع نباح كتاب الدفع المسبق في الداخل و الخارج أمثال الماوري ومن على شاكلته ، هل فعلا تصدق ان القاعدة هي المسؤول الوحيد عن قتل ابنائنا؟ هل عمت قلوبكم لهذا الحد ام جبنتم و كتب الله عليكم الذل والمسكنة فلم تعودا تروا الشمس الساطعة في كبد السماء ؟ قد يكون الإرهابي الذي فجر نفسه من القاعدة لكنه مجرد منفذ ومترجم لمخططات و مؤامرات و تعبئة خاطئة وتحريض ودفع من أطراف أخرى انتم جميعا تعرفونها. من قتل اولادنا ورجالنا و شبابنا و سفك دمائهم و ناثر اشلائهم الطاهرة على الاسفلت في السبعين ومن قبلهم اخوانهم في الكود هم اولئك الذين جحدوا بفضل و مجد هؤلاء الأبطال كجنود وحماة للوطن ودرع حامي له و مضوا يدندنون على نغمة ( الأمن العائلي) و (الحرس العائلي) طوال عام ونصف على مختلف القنوات الفضائية و الصحف و المواقع الإلكترونية من مذيعين و محللين و مراسلين و سياسيين و غيرهم من المنتفعين والمأجورين. نعم انتم تعرفونهم جيداً ، أمثال الشلفي و غراب و حيدره و الزكري ومذيعي قناة سهيل والجزيرة و القائمين عليها و قيادات الإصلاح و المشترك و جهال الأحمر و مشايخ الدقون المخضبة بدماء ابنائنا و خطبائهم و كتابهم و شعرائهم و كل من غنى و دندن على نغمة ( الأمن العائلي ) و (الحرس العائلي ) هؤلاء هم القتله الحقيقيون . فانظروا يا أهل اليمن ماذا أنتم فاعلون. كل من قالوا و رددوا و كتبوا و اطلقوا عبارات و شعارات الأمن العائلي و الحرس العائلي على جنودنا و رجالنا الابطال العظماء الشرفاء لتحقير دمائهم و إباحه أرواحهم هم من قتلوهم ، ليس فقط في السبعين بل وفي أرحب و نهم و بني حشيش و بني جرموز و أبين و مأرب و غيرها من المناطق و المدن اليمنية ..فانظروا يا أهل اليمن ماذا انتم فاعلون ؟ هؤلاء هم القتلة الحقيقيون ومن ورائهم كبيرهم الذي علمهم السحر ، من افتى لهم وأباح لهم قتل الجنود الأبرياء .. فانظروا يا رجال اليمن ماذا انتم فاعلون . من استشهد في السبيعين ليسوا يمنيين وليسوا مسلمين وليسوا موحدين بالله و ليسوا بشر مثلنا و ليسوا ابناء لهم امهات تفجع فيهم و ليس البعض منهم أباء لابناء تيتموا من بعدهم . ليسوا ذو قيمة طالما هم يرتدون اللباس العسكري للأمن المركزي و للحرس الجمهوري وطالما هناك من يلصق فيهم عبارة (أمن عائلي و حرس عائلي) بفتوى الدقون الملونة و غربان القنوات و دود الصحف و المواقع الإلكترونية . و ستظل دمائهم مباحة و أرواحهم مباحه بل و أعراضهم و نسائهم طالما سكتنا عن من يرددوا (الامن العائلي و الحرس العائلي) فانظروا يا رجال اليمن ماذا انتم فاعلون . كل الناس أطهار مطهرين كلهم ثوار وطنيين ، كلهم مسلمين و يمنيين دمائهم و أرواحهم غالية و مصانة ، من قتل اهلنا في الحصبة هم حماة الثورة ، ومن قتل الشباب في الساحات و هم بالزي العسكري للفرقة هم حماة الثوار ، و من باع و اشتري في اليمن في الداخل و الخارج لاجل الكراسي والوزارات هم الصوت السياسي للثورة ، ومن جحد الجنود فدائهم والصق بهم عبارة الأمن و الحرس العائلي على صفحات الصحف و المواقع الإلكتروينة والقنوات الفضائية المختلفة مبيحين بذلك دمائهم و أرواحهم هم مفكري و مثقفي ومحللي الثورة ، و من صفق و غنى و طبل و رقص لسفك الدماء و تدمير الوطن و صاح (كلما زدنا شهيد) ثم ركض مختفياً في البدرون هم فدائيي الثورة ! و من راحت و جت و ازبدت و أرعدت و هددت و توعدت وما عندها هم إلا علي صالح و أولاده و فلوسهم ، من تتهم ابنائنا و رجالنا الأبطال وتقول عنهم أمن عائلي و حرس عائلي فقط لان القادة من اقرباء علي عبدالله صالح ، فاجازت بذلك قتلهم و حرضت على إزهاق أرواحهم و ارخصت دمائهم محلياً و عالمياً بلا تردد هي نوبلية الثورة. ومن يقتل ابنائنا من الجنود و المواطنيين من اللجان الشعبية في زنجبار و دوفس و شقرة و جعار و يهجرون أهاليها و يشردوهم في أصقاع الأرض هم مجاهدين في سبيل الله . كل هؤلاء أبطال و وطنيين ثوريين و يمنيين و مسلمين ومجاهدين .. ما عدا الذين يرتدون زي الأمن المركزي و الحرس الجمهوري .. فقد حكم عليهم الظالمون بأنهم أمن وحرس عائلي مقيت يجب ان يقتل و ينكل به لا لشيء إلا لانهم رفضوا تقسيم و تفتيت القوات المسلحة و الأمن ، وهي الدرع الحامي للوطن من الاعداء في الداخل والخارج حكم عليهم بالموت لانهم رفضوا ان يميلوا لهذا الحزب او ذاك و تمسكوا بالقسم الذي اقسموه بان يكونوا حماة للوطن ولا شيء إلا الوطن. حكم عليهم بالقتل والتنكيل لانهم رفضوا المزايدات و الصراعات السياسية و رفضوا الانفلات الأمني و الفوضى. حكم عليهم بالقتل و تمزيق اجسادهم و سفك دمائهم و نثر اشلائهم الطاهرة لانهم آثروا الذود و الدفاع عن اليمن ضد اعدائها في الداخل و الخارج مقدمين أرواحهم رخيصة في معارك مفتوحه وجبهات تشتعل ناراً هنا و هناك مع الإرهابيين والقتلة بدلا من الخوض في متاهات الاحزاب و الصراع على الكراسي ، فانظروا يا أهل اليمن ماذا انتم فاعلون. حكم عليهم بالموت شيوخ وقادة و مذيعي و كتاب و محللي و مزمري الإصلاح والمشترك و من ورائهم جهال الأحمر و رعاعهم ، و علي محسن و عبيده فقط لانهم لم يوافقوهم على مشروعهم الخبيث لتدمير و تشطير و تفتيت اليمن و تقاسمها فيما بينهم ، ما بين إمارة افغانية يحكمنا فيها ذوي الدقون الملونة غصباً عن اللي خلفونا بما شاؤوا وكيفما شاؤوا – و يدفعونا فيها الجزية بحكم اننا في نظرهم غير مسلمين ، وبين إقطاعية او جربة يتقاسمها علي محسن و جهال الأحمر كأنها من بقايا ورث ابوهم و جدهم .. لقد قتل أبنائنا من كانوا يدعون لمجرمي القاعدة بعد صلاة الجمعة في ساحاتهم ومن على المنابر بالرحمة و المغفرة ، وفي المقابل ينزلون اللعنات و دعوات الويل و الثبور على أبطالنا في أبين أمثال صعترة و الحازمي و الحميري و غيرهم . فانظروا يا أهل اليمن ماذا أنتم فاعلون. قتلهم من تركهم غارقين في دمائهم و فر بجلده وكأنهم لا يعنونه في شيء ، قتلهم من استخسر في أرواحهم الطاهرة ساعة حداد واحدة على القنوات الرسمية ، قتلهم من ترك الحكومة تنعم بمقاعدها الوزارية وكأنها قرآن منزل من السماء لا يجوز تغييره ، و بارك لهم جلوسهم على الكراسي و كأن شيئا لم يكن. قتلهم من لم يقر قانون او عقوبة يقطع بها لسان كل من قال عنهم أمن عائلي و حرس عائلي ، قتلهم من يراقبون في صمت مطبق حصار معسكراتهم في أرحب ونهم و استهدافها منذ أكثر من عام ، قتلهم كل من سمع او قرأ عبارة ( أمن عائلي و حرس عائلي) ولم يتخذ موقف مشرف لردع من تجرأ على قول او كتابه هذه العبارة التي أباحت دمائهم و أرواحهم الزكية .. فانظروا يا أهل اليمن ماذا انتم فاعلون. أم صلاح الحاشدي – جدة