بلغني ان "جلسة مقيل" تحولت الى جلسة "استجواب وتحقيق" من قبل خطيب أحد الجوامع في العاصمة صنعاء مع أحد أنصار النظام "السابق" أو لنقول المؤتمر الشعبي العام ، والتهمة التي وجهها صاحبنا "الخطيب" ل"مناصر" المؤتمر هي (لماذا يدافع عن النظام) وبأي حق وصفة ؟!! تعجبت ولم أندهش ان حرية التعبير والرأي والفكر والتوجه والاختيار بات يلزمها صفة في نظر أو في حوار "صاحبنا الخطيب" لكل من أراد ان يعبر عن حق مشروع كفلته الشرائع الموضوعة والسماوية ! ان طريقة سؤاله او طرحه لا تعدوا عن كونها "تهكم وتعصب أجوف" ناتج عن قصور في مدى استيعاب قاعدة أسمها (حرية الرأي والرأي الأخر) أو شي اسمه حرية الفكر أو حرية الانتماء الحزبي والسياسي، شريطة عدم تعارض هذه الحرية، مع الثوابت الوطنية والمعتقدات الدينية المقدسة التي حولها إخوان اليمن (حزب الإصلاح ) الى سلعة تجاريه خاصة بهم وماركة حصرية بأسم تنظيمهم، ومن خرج عن إؤطرها وخالف معاييرهم، فهم ملحدين وكفار وزنادقة وبلاطجة ومندسين وعملاء وخونة ولا صفة لهم ، وهم بقايا انسان لا بقايا "نظام سابق" فحسب ! ان تحامل خطيبنا الإخواني نحو مناصر الشعبي العام لا يحتاج الى تفسير أو شرح عن الدوافع، فنهج الإخوان (حزب الإصلاح) في اليمن شعارهم "من لم يكن معي فهو ضدي " أو "من يخالفني الرأي لا رأي له وإقصاءه فرض عين" .. فالإقصاء نهجهم وعورتهم لا تحتاج لمن يفتش عنها فتعاملهم مع الأخر وسلوكهم خلال فترة الأزمة باتت محل ازدراء واستهجان و مذموم ولا قبول لها و بشهادة رفقائهم في مسيرة اللهث نحو السلطة من مكونات تحالفهم المسمى ب(اللقاء المشترك) .. الا ان بدوري أتسائل بأي "صفة " يتخاطب صاحبنا الخطيب مع مناصر الشعبي العام بتلك الطريقة الفجة مطالباً إياه ب"الصفة" .. ان سلمنا جدلاً ان حرية الرأي و الدفاع عن النظام السابق أو حزب المؤتمر تحتاج الى (صفة رسمية) ؟!! هل صدق ووثق صاحبنا إنهم وكلاء الله على أرضه .. وقوامون على عباده ..وهم الأصح وغيرهم الخطاء.. ويحق لهم ما لا يحق لغيرهم .. وهم من يُخطب وغيرهم مستمع .. لهم مطلق الحرية وكامل الحقوق وميزات لا حصر لها وغيرهم حريتهم منقوصة غير كاملة ومحرم عليهم أشياء كُثر .! لا أعيب الخطيب في حدته وإقصاءه بنقاشه اللغير بناء في نظري كما روي لي مع مناصر الشعبي العام فمن اتبع خطى حزبه والتزم بأدبياته الإنطوائية المصادرة لحق الفرد اللغير تابع لهم ، ما ظلم .. فنسأل الله لهم الهداية وبترك التدثر بعباءة الدين لتحقيق مكاسب آنية ودنيوية .. وكذا التشدق باسم الحق وأهله، نأمل إقلاعهم عن هذه العادة التي أضرت بصورة الإسلام والمسلمين ولا زال الضرر قائم. ومن بين ما دار في تلك الجلسة (المقيل) التطرق الى مجزرة السبعين التي ذُبح فيها جنودنا فيها ذبح النعاج وقد أجزم "صاحبنا الخطيب" ان من أرتكب هذه المذبحة هم "صالح وأنصاره" وبراء القاعدة وأخرجها من براثن الجريمة كما تُخرج الشعرة من وسط العجين حتى بعد ان أعلنت القاعدة مسؤوليتها عن العملية..! ولو ان القاعدة تبنت العملية كما وجه لها أو أوحي إليها من قبل أطراف تدير عملياتها الإرهابية في اليمن وهي أطراف معروفة للمتابع للشأن اليمني ونشاط إرهاب القاعدة . لقد زاد عجبي منكم يا خطيبنا وتوجب ان نذكركم ان : قاعدة صالح قد ذبحت جنود صالح في ميدان السبعين.. وقاعدة صالح وهي التي تقاتل حرس وأمن عائلة صالح في ابين وغير ابين ..وقاعدة صالح هي من تهاجم معسكرات صالح في نهم وأرحب وبني جرموز .. ..ألا يردد إعلام تنظيمكم الإخواني هذه التهمة ويفرط في ترويجها بإستغباء للعقول دو حياء ، تهمة ان القاعدة هي من إنتاج صالح وصالح هو من يديرها!! فكيف لقاعدته ان تُضر بجزء من قوته وتلحق فيها الخسائر !!. كم أنت بمنطقكم مثيرين للشفقة حين ترددوا ما كما يملئ عليكم.. وفي هذه الحالة ..لا فرق بينكم وبين بوق الفتنة سهيل .. لا فرق، سوى انكم انسان له سمع وبصر وعقل يستطيع ان يميز بين الغث والسمين، وتلك قناة دخيلة على عالم الإعلام وجدت لتخدم توجه معين لانسان فاسد وتحقيق مصالحه المادية وإفراغ شحنات كراهية وحقد نحو شرائح معينه!! وفي نهاية حديثي و تساؤلاتي أذكر خطيبنا الصالح بالوسطية والاعتدال، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ولا يشترط لهُ طلب كالذي طلبته (الصفة) فلست بموكل ولا أمير ولا والي كي تسأل انسان الصفة أثناء ممارسته حق من حقوقه، لمجرد ان هذا الإنسان خالفك برأيه أو ان توجهه لا يروق لك ولا يتفق مع ما تؤمن به .. قليلاً من الصبر وفساحة الصدر أثاباكم الله، فالتعصب والغلو لا ثمرة لهما .. همسة : هل سنصل الى مرحلة تطالب فيها ب "صفة رسمية" لمجرد التعبير عن الرأي ..