بقلم/ قاسم الخطيب يوم القدس العالمي هو يوم ليقضة الشعوب الإسلامية يتوحد فيه أبناءها على إحياء قضية لها محوريتها في الصراع مع العدو الإسرائيلي ومن يقف مسانداً لكيانه الإستعماري الغاصب : يوم تقدم فيه الشعوب رسالة للعالم تؤكد فيها على مركزية القدس والقضية الفلسطينية التي تتعرض في هذه المرحلة للتصفية أكثر من أي وقت مضى . هذه المرحلة التي يسعى فيها الأعداء ويبذلون الجهد الجهيد في سبيل حرف مسار الشعوب الصحيح وتوجهاتهم الصحيحة الى قضية صنعها الأمريكيون والإسرائيليون بسوريا,ليستفرغوا فيها السخط الشعبي والشعور بالمسؤولية تجاه القدس كخطوة من الخطوات التي تمهد لنسيان القضية الفلسطينية ليسهل بعد ذلك تصفيتها والى الأبد فما نسمعه عبر قنوات أبواق الغرب من تباكٍ على الشعب السوري وتحريض على نظام الأسد يأتي في هذا السياق , من دول خليجية كقطر والسعودية ودول تدعي الإسلام كتركيا التي يعرف الفلسطينيون موقفهم منهم طوال ستة عقود من الزمن ويعرفون جيداً أين كان موقع هذه الدول طوال هذه الفترة من الصراع التي طال تهديد العدو فيها القدس وسعى الى تهويده دون أن تثور لهذه الدول حفيظة أو يحدث ذلك ألماً في قلوبهم أو يهز مشاعرهم ستة عقود والقدس رهن الإحتلال وأبناء فلسطين يقتلون بأفتك آلة القتل وتدمر منازلهم وتجرف مزارعهم ويهجرون عن أرضهم وينتهك عرضهم في ظل صمت رسمي وشعبي مطبق وغياب إعلامي لقنوات هذه الدول التي تجاوزت المعايير المهنية والإعلامية في سوريا اليوم لم نسمع بجهادي سعودي أو قطري أو تركي أو حتى إسلامي ذهب عبر هذه الدول للجهاد ضد العدو الإسرائيلي كما هو حاصل اليوم بسوريا التي تجيش المجاميع اليها ضد النظام السوري من كل قطر إسلامي حتى من اليمن وممن خرجوا في ثورات الربيع العربي إبعاداً للشعوب عن الوجهة الصحيحة والعدو الأساسي لهذه الإمة. واستهلاكاً لحماسهم الثوري الذي دفعهم إليه الحرمان ومصادرة الحقوق والكرامة ونهب الثروات وإفساد الحياة على يد حكام عملاء اكتوت الشعوب بصلفهم ليُستفرغ في بؤرة أراد العدو لها أن تكون سوريا وللفصل أيضاً بين المقاومة الفلسطينية وركائزها الأساسية كسوريا وإيران التي كانتا الرئة التي تتنفس بها حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان والسند الداعم لها منذ يومها الأول فيأتي يوم القدس ليزيح الضبابية التي خلقتها سياسة العدو ومن يدور بفلكه والغيوم الكثيفة عن الحقيقة ويعيد الشعوب الى القضية الجوهرية والعدو الفعلي لهذه الإمة ومن عمق الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي والصوم الذي يحدث التقوى في النفوس وبينات الهدى والفرقان التي تفرق بين الحق والباطل . من عمق هذه المقتضيات العبادية التي يقطع المؤمن معها بوجود فحشاء أكبر من وجود اليهود في بلاد المسلمين ومقدساتهم . ومنكر أفضع مما يمارسه الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني وبغي يفوق البغي الأمريكي والإسرائيلي , لننهى عنه ونقف ضده ونجاهده أيتها الأمة الصائمة القائمة والتالية للقرآن ؟؟؟ فكيف يكون الصيام والقيام والعيد وإخواننا في القطاع وفي كل فلسطين تسفك دماؤهم كل يوم وتهدم منازلهم كل ليلة ..... إن ليلي شهر رمضان حجة على أمة الإسلام وهي تشاهد أفضع منكر وفحشاء وبغي ثم لا تحرك ساكناً ولا تعد عدة ولا تشحذ سلاحاً . وموائد إفطارنا شاهدة على جوع إخواننا وعد استشعارنا لذلك وشاهدة على عدم تذكرنا في غمرة أفراحنا بؤس قلوب تراكم الحزن عليها ستة عقود وأكثر, فأي إسلام ندعيه وأي ضمائر نحملها في مرحلة يعد فيها من يحمل الدقيق والدواء للفلسطينيين أثناء حرب أو حصار مجرماً تعاقبه قوانين مكافحة الإرهاب, وتفرض العقوبات على الدول التي تساند القضية الفلسطينية وتؤلب عليها الشعوب الإسلامية قبل الغربية أو الإوربية فإحيائنا لهذه المناسبة هو إحياء لقضية أماتتها أنظمة الإستسلام والخنوع العربية وأرادت فرض خيارها المذل على شعوبها ولنعرف الأسباب التي أوصلت المسلمين شعوباً وأنظمة الى واقع يُذلون فيه بمن ضرب الله عليهم الذلة ويستكينون تحت رحمة من ضربت عليهم المسكنة ويتفرقون على يد من فرق الله شملهم وأغرى بينهم العداوة والبغضاء أبداً وقطعهم في الأرض أمما لنعود بعد دراسة الأسباب بحصيلة معرفية تأريخية تحتم علينا جميعاً كمسلمين العودة الى كتاب الله لنسترشد به ونتحرك على أساسه ونحصل من خلاله على اللوازم التي لابد منها لننتصر وفي مقدمتها القيادة الربانية المحبة لله من آل بيت رسوله , وتَمَثُل الإسلام قولاً وعملاً وسلوكاً حيث لايمكن بحال أن يسمى الصراع القائم اليوم بالصراع الإسلامي الإسرائيلي لأن الإسلام بقداسته وصفاءه وعظمته لوكان هو الذي يصارع اليهود لما وقفوا أمامه أياما , فالصراع في جوهره صراع بين مسلمين صرعوا الإسلام في داخلهم وبين يهود يمتلكون من الخبث والمكر والخداع ما تزول منه الجبال فنحن في يوم القدس نلتقي على قضية واحدة ونجتمع لهدف واحد ونقيم بإقامتنا لهذه المناسبة قيامة يهود عاثوا في الأرض فساداً يقلقهم إحياء مثل هذه المناسبة وقيامة أنظمة عميلة حالة بين الشعوب وبين أعداءها وألهتها بقضايا ثانوية أسهمة في تمزيقها وتفريق صفها وإهدار مقدراتها