د. مقبل أحمد العمري :في ذكرى اليوبيل الذهبي لثورة الشعب اليمني الخالدة والمجيدة 26 سبتمبر 1962 ، نتذكر ، ونذكر الأجيال بمدى عظمة هذه الثورة وجلالها . نعم لا بد أن نتذكر، الشيئ الكثير عن هذه الثورة العظيمة .. والتي ربما نسي البعض ،ولم يدرك البعض الآخر أنها: *ثورة 26ستمبر 1962م الخالدة، و الباقية، والتي لا ثورة سواها إلا ما حملت في رحمها من الأهداف العظيمة ، فحققت أهدافها حين ولدت ابنتها ثورة 14 أكتوبر 1963م الظافرة ، والتي أتت أكلها في 30 نوفمبر1967م، لتطرد آخر مستعمر من جنوب الوطن ، وولدت ابنتها الأخرى في 22 مايو 1992م، حين أعادت للشعب اليمني لحمته ووحدته. *أنها ثورة القيم الإسلامية ، والوطنية ، والشعبية السامية، وثورة المبادئ والأهداف الستة العريضة. * أنها الثورة التي شارك فيها الشعب اليمني بكل فئاته ، شماله وجنوبه، وشرقه وغربه. *أنها ثورة انطلقت من ميدان التحرير ،ولم تنطلق من سفارة ولا من عمارة، وهي الثورة التي وجهت غضبها وحممها إلى دار البشائر ،ولم تستهدف مواطناً ، ولا مؤسسة ، ولم تقطع طريقاً ولم تتوسل بالاغتيالات، والمفخخات، ولا بالأموال المدنسة.. ذلك لأنها ثورة قيم. *أنها الثورة التي لم تدعمها أمريكا ،ولا روسيا ،ولا حلف الناتو. * أنها الثورة التي لم يدفع لها الخارج ريالاً، ولا دولاراً. * أنها الثورة التي قام بها الشرفاء والأحرار، والأبطال ، من أبناء الوطن، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر . * أنها ثورة النخبة من العلماء والقادة المتنورين، منهم الأمير الشهيد/ عبدالله بن يحي حميد الدين طيب الله ثراه ،وسيف الحق إبراهيم رحمه الله ، وغيرهم من شهداء آل هاشم الشرفاء ، والسادة الفضلاء من كل أسرة يمنية كريمة ومن كل بيت ، وثورة القبائل والمدنيين ، كالقردعي ،والثلايا ، واللقية، والهندوانة ، والزبيري ، والسلال ، والعمري ، ولبوزة ، وعشال ، والإرياني ، وصبرة ، وغيرهم، وغيرهم .. من الأسماء اللامعة التي لم يدنس لهم شرف ولم تلوث لهم سمعة. وهي الثورة التي ساندها الله وحده ، وتحمل عبئها الشعب اليمني وحده ، ووقف في صفها جمال عبد الناصر وحده ،وشعب مصر وحده ،وجيش مصر وحده ، مقابل المخاطر التي كانت تحدق بها من الشمال والجنوب، والداخل ،والخارج ، و الأعداء الكثر الذين كانوا يتربصون بها من كل حدب وصوب ، و لكنها مع ذلك نجحت ، لأنها ثورة قيم ومثل ، ثورية ،وحدوية ، يمنية ، وطنية بحتة: ليس منا أبدا من فرقا ليس منا أبدا من مزقا ليس منا أبدا .. من يشعل النار في أزهارنا كي تحرقا!! اليوم تحل الذكرى الخمسين للثورة السبتمبرية الخالدة المجيدة( اليوبيل الذهبي ) ، وقد حققت جل أهدافها العظيمة ، ولا زالت شابة يافعة وشعلتها متقدة دافئة ، وهي في طريقها إن شاء الله إلى تحقيق ما تبقى من أهدافها ، وتصحيح مساراتها التي انحرف بها البعض عن الصواب قاصدين تركيع الشعب اليمني ، واستعباده من جديد . ولقدواجهت هذه الثورة العظيمة العديد من المؤامرات والدسائس والفتن،و لم تزل لليوم، ولكنها لم تثنها عن تحقيق أسمى أهدافها ولن تستطيع : من أول الفجر سرنا فوق عاصفة .. وفتنةٍ إثر أخرى أورثت فتنا وكلما فصلت صنعاء ضاحكةً .. ثوباً من الحسن عادت فارتدت كفنا وعاد وجه \"البردوني\" مكتئباً .. لكي يحدث عنها السل والدرنا لكننا لم نخف للظلم قار عةً .. ولم نخف للأذى فعلا ولا فطنا ومنذ ملحمة السبعين أنطلقت .. خيولنا لا تخاف البدر والحسنا وشب شمسان ناراً ما خبت أبداً.. وذاب تشرين في أيلول واقترنا وشيعت جبهات الشعب غاضبة .. من بين أضلعها مستعمراً عفنا وعند ما جاء مايو كان خاتمة .. وكان فيما بنينا خيرها لبنا وصار وجه الدجى بدراً والتحم .. الشطران بعد انقسام شكّلا بدنا هنا أعاد اليمانيون لحمتهم .. وعانقت روح صنعاء أختها عدنا وعند مايو حصدنا الشمس معجزةً.. ومنجزاً وقهرنا الجهل والإحنا غدا الكفاح الذي كنا نمارسه .. سراً تبوح به أبواقنا علنا ونافست خطط الأحزاب وانصهرت .. في قلب بلقيس حباً خالداً مرنا هناك قال اليمانيون قاطبةً .. كفى قتالاً .. كفى جوعاً .. كفى حزنا ولكنها لم تكن النهاية فعلاً .. فقد عاودت الأحلام المريضة نفوس أصحابها ، وعاد أعداء ثورة 26 سبتمبر للظهور ، معلنين حقدهم وأهدافهم البغيضة ضد هذا الشعب ،وهذا الوطن ،وهذه المرة عاد القتال يدور في الشوارع، تحت دعاوى، ومفاهيم منحرفة،و تحت شعارات ثورية زائفة ، وعاد ت مشاريع الإنقسام ، والانفصال، تعلن عبر مكبرات الصوت، تحت شعار الوحدة والدولة المدنية الحديثة .. !! بيد أن مآل كل تلك المؤامرات ، والدسائس إلى الزوال ما دامت ثورة سبتمبر باقية إن شاء الله ، فلنحافظ عليها ، ولنجسد قيمها ومبادئها قولاً وسلوكاً . عاشت ثورة القيم والمبادئ ،و ثورة الشرفاء والأحرار ، و عاش الشعب اليمني .. وقواته المسلحة ، وعاشت ثورته السبتمبرية الخالدة .. والله أكبر.. ليلة 26 سبتمبر 2012م د. مقبل أحمد العمري استاذ الفقه المقارن كلية الشريعة والقانون جامعة الحديدة عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات العليا أكاديمية الشرطة