معركة الثوار في مصر ليست إسقاط مرسي .. وإلا كانوا اقتحموا قصر الاتحادية في اليوم الأول لحصاره أو اليوم .. وأعلنوا إسقاط مرسي وتكليف جبهة الإنقاذ أو اللجنة الدستورية لإدارة البلاد .
المعارضة المصرية تفهم ان إسقاط مرسي في هذه الفترة تعني عودة الجيش للحكم .. وهي تتجنب هذا السيناريو اعتقادا منها ان الجيش لن يترك الحكم هذه المرة لرئيس مدني "منتخب" وستعيد العملية السياسية خطوة للوراء.
لذلك ،،
فالمعارضة المصرية لم تكن تطالب قبل موقعة "الاتحادية" إلا بإلغاء الإعلان الدستوري .. وإيقاف الاستفتاء على الدستور ..
وبعد موقعة "الاتحادية" صعدت مطالبها ل إسقاط النظام .. وهو تصعيد سياسي للمناورة فقط لا تهدف لتنفيذه على الأرض وستستعيض عنه ب "محاكمة المتسببين بأحداث موقعة "الاتحادية" وفي مقدمتهم عدد من قيادات حركة الإخوان" .
أما لماذا لم يذعن مرسي للشعب المصري الذي خرج بالملايين يطالبه بإلغاء الإعلان الدستوري ..
فلأن تنظيم الإخوان المسلمين يعلم جيدا أن التراجع عن الإعلان الدستوري يعني سقوط التنظيم في أول جولة انتخابية قادمة بعد إقرار الدستور .. بعد أن كشر الإخوان عن أنيابهم وكشفوا عن قناعهم وعن رغباتهم التسلطية وضيقهم بالشراكة السياسية وسعيهم الاستفراد بالسلطة والقرار والدستور وكل شيء .. تمهيدا لإقامة دولة دينية وإعلان الخلافة الراشدة
ولهذا فإن الإخوان خسروا المعركة مهما كانت نتيجة الأحداث الحالية .. وهم بين خيارين إما الاستمرار بالموقف المتعنت الرافض للمطالب الشعبية ومواجهة الزحف الشعبي الذي سيقوض سلطة الإخوان (عاجلا) بالإطاحة بممثلهم في قصر الاتحادية ..
أو التسليم بتلك الدعوات وتأجيل السقوط حتى موعد أول انتخابات "برلمانية ، رئاسية" ستصطف فيها كل القوى المدنية بالضرورة لإسقاط شبح الدولة الدينية الذي يكاد يخيم على المصريين .