أدخل تجاهل الرئيس المصري محمد مرسي لمطالب القوى السياسية والثورية، بإلغاء الإعلان الدستوري، وحل الجمعية التأسيسية، وتمسكه بمواصلة إجراءات الاستفتاء على الدستور، مصر في نفق مظلم، وحاول أمس المناورة على مطالب المعارضة باستعداده لتأجيل الاستفتاء في الخارج إلى الأربعاء بدل اليوم (السبت) مقابل شروط، وزاد من تعقيد الأزمة السياسية الناشبة أصلاً، لتنفجر غضباً شعبياً عارماً وحشوداً غاضبة حاصرت، أمس، مقر قصر "الاتحادية" الرئاسي في القاهرة، استجابة لدعوة أطلقتها "جبهة الإنقاذ الوطني" تحت اسم "مليونية الكارت الأحمر"، وطالبت برحيل الرئيس مرسي وإسقاط نظامه، وسط دعوات للاعتصام مجدداً قبالة القصر، ومحاولات لاقتحامه بعد تجاوز الأسلاك الشائكة في محيطه . وتزامنت هذه الحشود مع تظاهرات عدة شهدتها العديد من المحافظات، لم تخل من اشتباكات مع أنصار جماعة الإخوان المسلمين، وقد بلغت ذروتها في محافظة كفر الشيخ، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، ودلتا النيل حيث استخدمت الأسلحة النارية والحجارة والأسلحة البيضاء، في الوقت الذي سابقت فيه مجموعة إدارة الأزمات التابعة لمجلس الوزراء الوقت، بهدف التوصل إلى اتفاق مع ممثلين للقوى السياسية، لتلبية دعوة الرئيس للحوار بهدف التوصل إلى حل للأزمة السياسية الحالية . ورفضت قوى المعارضة رسمياً، أمس، المشاركة في الحوار الذي دعا إليه الرئيس مرسي اليوم (السبت) في القصر الرئاسي، مؤكدة أنها ستستمر في تصعيد نضالها السلمي، من أجل إسقاط الإعلان الدستوري، وإلغاء الاستفتاء على الدستور، وحل الجمعية التأسيسية، وإعادة تشكيلها بما يضمن تمثيلاً لكافة طوائف الشعب" . إلى ذلك أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء الخميس عن "قلقه العميق" بعد المظاهرات التي أوقعت سبعة قتلى في مصر خلال الساعات الماضية وذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس المصري محمد مرسي . وبحسب بيان للبيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي لمرسي أيضاً إنه "من الضروري أن تضع جميع القيادات المصرية ومن كل الاتجاهات خلافاتها جانباً والتفاهم معاً على الوسائل الكفيلة بتقدم مصر" . وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في البيان أن "الرئيس أوباما اتصل بالرئيس مرسي (الخميس) وأعرب له عن (قلقه العميق) حيال سقوط قتلى وجرحى في المظاهرات بمصر" . وشجع أوباما الدعوة إلى الحوار التي وجهها محمد مرسي الذي اقترح لقاء جميع الأحزاب السياسية اليوم (السبت)، ولكنه أضاف ان هذه الاجتماعات "يجب أن تعقد بدون شروط مسبقة" كما يجب أن يشارك فيها قادة أحزاب المعارضة . وجدد الرئيس الأمريكي "دعم الولاياتالمتحدة للشعب المصري وبذل جهودها من أجل التوصل إلى مرحلة انتقالية نحو ديمقراطية تحترم حقوق جميع المصريين" .