البعض من قادة الاحزاب الإسلامية يرجعون الانقسام الحاصل في مصر بعد طوفان 30يونيو باعتباره خلافأً بين الكفر والإيمان..وهي نظرة دونية او ماتسمى بالنرجسية السياسية.. وحسبي ان استمرار تلك النظرة"الاخوانية" للاحداث الدائرة الان في مصر الكنانة يكرس عزلة الاخوان المسلمين وتجعلهم يواجهون بقية الشعب المصري.. كان الأستاذ محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا للإصلاح اعتبره كذلك حين أشار في صفحته إلى أن الجيش المصري يكرر نفس تجربة الجيش التركي حين وقف حجر عثرة أمام المد الإسلامي لعشرات السنين ولم يفلح ولن يفلح بإذن الله عز وجل،وان المشروع الاسلامي ,حدقوله ,لم يتوقف في مصر, وأن الإسلام قادم .. قادم لأن حقائق الإسلام تؤكد هذا .وختم اليدومي حديثه بما بدأ به مذّكراً بقوله تعالى " ويأبى الله إلاّ أن يتم نوره".. لغة التحريض وصعود وتصعيد منابر التحريض الديني الذي غذته دعوات قيادات الاخوان المتأسلمين في مصر, خلال اليومين الماضيين و حالة التعطش لاراقة الدماء لدى الفصيل الارهابي الذي استقدم من دول أخرى, وتهديداتهم بانهم سيتحولون الى انتحاريين .. الى قنابل موقوته تتفجر في كل شارع من أجل استعادة شرعيته "الساقطة"..كانت مؤشرات بارقة لحالة التذبذب والانزواء التي تعانيها هذه الحركة... وتأتي فتوى القرضاوي الذي نشرها الموقع الرسمي لحزب "الحرية والعدالة" في هذا السياق حيث تنص على وجوب "تأييد" الرئيس المعزول محمد مرسي وإبقاء الدستور مع ضرورة اتمامه، ودعوة قائد القوات المسلحة "ومن معه" إلى "الانسحاب حفاظا على الشرعية والديمقراطية."باعتبار أن عزله نقض للبيعة وهو مايتعدى احتكار الإخوان لتمثيل الإسلام إلى عدم الاعتراف بعلماء آخرين مغايرين لموقفهم ومنهم شيخ الأزهر وحزب النور السلفي وووووو غيرهم.. مايعني انكار واقصاء ورفض للاخر والأديان الأخرى...فضلاً عن الاستقواء بالفتاوى واتهام الآخرين في عقائدهم.. وحسبي ان الأصل أن يتم مناقشة أمر خلع" مرسي"في اطار الإخفاق في إدارة الدولة لا بالإسلام وادخاله طرفاً اساسياً في الصراع ,وان المسألة كفر بواح وعدم ايمان بشرعية غبية خرقاء... وفي تصوري ان الخوض مع الإخوان" المفلسين" ومناصريهم في السياسة أمر مقلق جدا ، فلامانع لديه أن يقتلك او يعتدي عليك او يخطط لإستهدافك ، كونهم يظنون أنهم يدافعون عن فكر رباني مقدس غير قابل للنقاش ، ومن يعارض يتم قمعه بأي الطرق ، فهذا مايثيره اليوم" إخوان اليمن" في ممارستهم الديمقراطية..!!