قد تتغير وتتبدل الأوضاع السياسية وتلعب السياسة دورا هاما في بناء الشعوب وقد تلعب دورا عكسيا في تدمير الشعوب وفي كلا الحالتين يطلق عليها سياسة . فقد تكون السياسة بناء وتنمية واقتصاد وديمقراطية وحكم وشورى وعدالة واستراتيجيات وفي هذه الحالة فهي سياسة بناء الوطن والمحافظة عليه والتفاني في العمل والإخلاص وتسخير كل هذا من أجل الوطن وخدمته ولذالك نطلق عليها سياسة بناء الوطن وفي هذه الحالة يعنى تجرد السياسيين من سياسة الزيف والتضليل والإقصاء . أما الحالة الثانية فقد تكون سياسة التلاعب و التحاذق وتغيير مصطلحات البناء والشورى والديمقراطية وأستبدلها بأسماء وهمية وهذا يعنى تدمير الوطن وأضاعف المنظومة الاقتصادية والعسكرية باسم السياسة وفي هذه الحالة فالسياسة ترجع إلى من يدفع الأكثر على حساب الوطن والأرض والإنسان . فكلا الحالتين سياسة لكن ما هي سياسة ؟ سياسة اليوم هي سياسة النوع الثاني ولذالك دعوني ألعن سياسة اليوم . ولذالك لا بد على الساسة المفكرين أن يبتعدوا عن سياسة الأحقاد ويرجعوا إلى سياسة بناء الوطن دون إقصاء ولا ممارسات قمعية ولا عنصرية ولا تدمير , وفي هذه المرحلة تحتاج المنظومة السياسية في اليمن إلى ساسة عقلاء يبتعدوا عن جراجات الحاضر والمضي قدما في بناء المستقبل وأن يبتعدوا على سياسة الحمقاء وسياسة تدمير الأوطان والارتهان إلى الخارج أيا كان نوع الخارج عربي أو دولي فلا يمكن أن نصلح منظومتنا السياسية إلا من الداخل من داخلهم ومن داخل البلاد . وبصفتي مواطن بسيط أدعوا كل السياسيين إلى التعقل والبعد عن سياسة الإقصاء والغوغائية والتمسك بسياسة بناء الوطن و التكاتف والتعاضد وتحمل المسئولية الوطنية و الإنسانية والأخلاقية والدينية في بناء الوطن بعيدا عن الزيف والتضليل والكذب والافتراء واستباحة بني البشر باسم الدين لتحقيق مكاسب زائفة وباطلة لا ترقى إلى مكاسب الوطن