فرحنا أن كلية التربية بصنعاء اتخذت قرارا بإجراء اختبارات قبول للمتقدمين للالتحاق بكلية التربية في النظام العام هذا العام ، وفعلا كنا جادين في إجراء المقابلات وتطبيق الاختبارات التحريرية وكنا مستبشرين أن هذه السنة سيكون التدريس الجامعي جامعيا وستتغير النظرة لكلية التربية وتعود لها مكانتها المرموقة وسيتخرج من الكلية كوادر تربوية متمكنة من تخصصها قادرة على استلام رسالة التعليم العام في المدارس وصناعة أجيال قادرة على تحمل المسئولية ..لكن يا فرحة ما تمت!! فقد فوجئت اليوم بإعلان في الكلية عن عودة نظام التعليم الموازي وفتح باب القبول للطلبة من ذوي التقديرات المتدنية ..هذه نكسة لإعادة تجربة سابقة فاشلة في الكلية ؛ فقد أجريت ورشة علمية عن التعليم الموازي في التجربة السابقة للكلية ووجدنا أن سلبيات التعليم الموازي كثيرة حتى على النظام العام لأن طاقة الكلية وإمكاناتها لا تحتمل التدريس لفترتين فضلا عن ضعف مدخلات التعليم الموازي .. عودة النظام الموازي هذا العام تعد تدميرا لأمل بدأنا نحلم به وبأن مدخلات الكلية ستكون وفق معايير التعليم الجامعي من هذا العام ..فإذا كان ولا بد من تعليم مواز فينبغي أن يخضع المتقدمون للتعليم الموازي لمعايير القبول التي خضع لها طلبة النظام العام على الأقل يُجرى لهم اختبار تحريري في المهارات اللغوية والعقلية اللازمة للدراسة الجامعية ..مالم فإن التعليم الموازي الذي هدفه تحسين دخل الكلية بلا معايير علمية سوف سيكون بابا لاستمرار فشل كلية التربية في تخريج كوادر مؤهلة وسيترتب عليه مشكلات لاحصر لها ...أتمنى أن نضع في الحسبان أن المتخرج من التربية سوف يتولى تعليم ثلاثين جيلا في التعليم العام ، وهي فترة العمر الافتراضي للوظيفة، وسوف يكون التلاميذ نسخة من المعلم أقوياء أو ضعفاء ..فلا تحلوا مشكلات اليوم بصناعة مشكلات للمستقبل ... مخرجات كلية التربية هي السبب في تقدم التعليم العام أو تدهوره ...تذكروا أن التنمية هي في الأساس تربية وتعليم...
