منذ ان كنا لا نعرف الف باء السياسة بقدر ما نعرف "ابجد هوز حطي كلمن" جرجرونا اعفاط السياسة العائدون من "واق الواق وبولاق الدكرور للانضمام الى فرقهم وفرشوا لنا الدنيا زهور وفل وكاذي، ولم يقولوا لنا لماذا لفلفونا.. كنا نسمع منهم بان ساعة اقتراب القضاء على الرجعية والامبريالية العالمية لم يبق منه سوى "حول او حولين" ونحن لا نعرف من الرجعية سوى قرية "الرجع" بالحجرية، ولا من الامبريالية العالمية سوى "قهوجي وهمفري تريفليان" عندما كانت تنشب مظاريب "داحس والغبراء" في قريتنا او اي قرية اخرى يعجز اولئك الساسة عن حلها ومتى ما يتدخل "حراس البوابات" يحلونها بجلسة تتخللها الرمي او الطرح لاكوام السماطات. كان يومها الاستقطاب لحوزات الساسة مرده التأثر بشخصية يطلق عليها سبيع" اي شجاع وخدوم، مر الحول والحولين ومضاعفاتهما ولم يتم القضاء سوى على العلاقات الحميمة داخل القرية والقرى المجاورة، بل والبيوت حيث تناثرت الاحزاب هنا وهناك واصبح لكل شيخ طريقته وكثرت الصور والشعارات والمفاهيم وحلقات البرع وتوحدنا في الخلاف وكل يدعو للوحدة من المحيط الهادي الى الخليج الفاتري، والانقسامات في قرانا على "وذنها" فشتت شملنا وردد كل منا ومنهم "اللهم اجعل تفرقنا تفرقا مباركا معصوما" وصار كل مندوب فريق يوشي بالاخر لدى مندوبي العسس والحريب وهو لا يعلم بانه "يحتقر" وكانت المهمات الملقاة على عاتقنا تتمثل بتوزيع المنشورات الهيروينية بالظلام الدامس وحظور الاجتماعات الاسبوعية لنردد فيها الشعارات التي لا نفقه مدلولاتها وابعادها وتلخيص كتيبات لا يفقه معانيها ومصطلحاتها سوى الراسخون في علم "الحكولة" ولما ساقتنا الاقدار للدخول الى المدن هالنا ما شاهدنا ، تمايزات فارقة بين المهاجرين والانصار، بعضنا يمشي حافي القدمين ويلبس"زنة مقلم" والبعض الاخر ينتظر الى ما قبل زوال الظهر لكي يذهب الى رفيق رقيق ليسد رمقه "بلقمة عصيد"، بينما بالمقابل، حدث ولا حرج، كبارنا من القيادات الوسطية والعليا يسكنون في قصر يبهرك عتبة بابه، فما بالك فيما داخله ، وما هو محزن يومها ان اولئك الساسة الكبار تسلقوا على اكتافنا وصارت المجالس الوتيرة هي لهم ، والكراتين هي لنا، ضيعونا عقودا وتمتعوا بما لذ وطاب، عملوا لدنياهم وكانهم لم يموتوا، وعملوا لاخرتهم وكانهم لن يحاسبوا.. كالوا الاتهامات على الفاسدين والانتهازيين وحملة المباخر ومن على شاكلتهم وهم قياسا بانماط حياتهم واشكال ترفهم غارقين بمثل تلك الاتهامات حتى النخاع، ولكن على حساب الامانة والشرف والنزاهة والاخلاص والنقاء التي ظلوا يتشدقون بها، وتلك الصفات منهم برا..