بدأت أمس الأول الاثنين حملة أمنية في المكلا عاصمة محافظة حضرموت اتساقاً مع الحملة الأمنية الكبرى التي دُشّنت السبت الماضي في العاصمة صنعاء ومختلف محافظات الجمهورية اليمنية التي تستهدف الحد من ظاهرة انتشار السلاح وتنظيم الدراجات النارية والقبض على المخالف منها وكذلك السيارات المخالفة في جميع المحافظات. في المكلا لم نلمس تلك الحملة إلا أمس الأول الاثنين الموافق 28 أكتوبر الجاري وهناك تفتيش دقيق على السلاح وحيازته ومنع التجوّل به في المدن الرئيسة، وكذلك إزالة العاكس من أبواب السيارات ورحبنا نحن كمواطنين بهذه الإجراءات التي تشعر الإنسان بوجود الأمن والأمان وطالبنا من الناس أن يصبروا على هكذا إجراءات أمنية تستهدف في المقام الأول والأخير أمن المواطن وسكينته. ونأمل أن تتعزّز بشكل أكثر إيجابية هذه الحملة في مدينتي الشحر وغيل باوزير ويُعَاد فتح أبواب مقرّات الأمن في مديرية غيل باوزير وكذلك الشحر بحاجة إلى تعزيزه أكثر مما هو متوافر حالياً. الحملة الأمنية يجب أن تستمر على مدار ال (24) ساعةً وتستهدف الأسواق العامة والشوارع الداخلية للمدينة، لا أن تكتفي بالجولات وعند الساعة الحادية عشرة ظهراً يغادرون مواقعهم كذلك في نظري غير مُجدٍ على الإطلاق إذا كان الهدف فعلاً تثبت الأمن والاستقرار، لأننا نشاهد في الأسواق العامة أفراد وشباب يحملون السلاح وعندها يذهب بحثك عبثاً عن رجل الأمن الذي لم تجده إلا الصباح فقط خاصة أنه في المساء تظهر صور وأشكال ناس غرباء يحملون السلاح والسيارات المجهولة ولا أحد يسألهم من أين؟! وإلى أين؟! ومن أنتم؟! حملة أمنية لا تقدر على كبح جماح الدراجة النارية والقاتل الملثم الخفي..!! أحسن من ذلك توفير مخصصاتها وعدم تبذيرها بدون نتائج فعلية، أعتقد أن أسر الضحايا والأيتام والأرامل في حضرموت يتطلعون لنتائج هذه الحملة لعل وعسى أن يتم القبض على أحد المشتبهين بقتل واغتيال أحد الشهداء ال (57) خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، وما يزال الطيبون يتابعون الشاشة الفضية وأخبار الحملة الأمنية التي رُوّج لها في الإعلام الرسمي ولا نجدها في الواقع إلا على بعض الأمور اليسيرة كإزالة العاكس الأسود من على زجاج السيارات لا غير. ماذا نقول عن حملة الداخلية التي أتت متأخرة جداً وبعد أن خطف الموت أرواح العشرات في حضرموت وغيرها من المحافظات المستهدفة وإن كانت حضرموت تأتي في المقدمة استهدافاً من قبل القاتل المجهول والدراجة الحمراء؟