من الناحية السياسية، كان المأمول من نظام هادي الاْنتقالي أن سعيه سيكون سريعا نحو إعادة بناء النظم والمؤسسات، وإدارة عملية التحول الديمقراطي كجزء من عملية إعادة بناء الدولة اليمنية ، في إطار من التوحد الوطني والرضا الشعبي المستند إلى حكم القانون، أي بناء الدولة الديمقراطية الحديثة، وتحقيق نهضة اْقتصادية واْن كانت بسيطة، الأمر الذي يؤدى إلى تحسين الأحوال المعيشية للشعب اليمني، وتخفيف وطأة الفقر، وتحقيق العدالة الاجتماعية. مجمل القول: كان المأمول أن تستجيب الفترة الاْنتقالية -ولو نسبيا- لمطالب الشباب المشروعة التي اوصلت هادي الى سدة الحكم . لكن هادي صار على أرض الواقع على نحو يخالف المأمول، بالرغم من السمة الرئيسية التي أسهمت في وصوله الى الرئاسة "حالة التوحد" التي جمعت بين كافة الفرقاء من ابناء الشعب اليمني النتيجة هي تدمير الجمهورية اليمنية ، فليس لدينا دولة تبسط اي سيطره اْمنية، اْوتنفذ اْي سياسة، وانما حالة من الجدل المستمر بين لجنة الحوار الاْ وطني، الأمر الذي يزيد الطين بلة حيث تشير جلسات لجنة الحوار انها لم تتجاوز حالة المراوحة في المكان. حيث اْن المشهد السياسي العام في هذه اللجنة ينحصر في طغيان الصراع الداخلي، وسيادة حالة العجز في إدارة اْي تحول يخرج الشعب اليمني من اْزمته التي تكبر كل يوم . عجزت حكومة النفاق اليمنية عن إيجاد حل لاْي مشكلة في اليمن ، أو إحداث إصلاحات في اْي مجال من مجالات العمل او القوانين ، أو حتى اعادة اي خدمة من الخدمات العامة ولذا فلا مجال للحديث عن التمديد لهادي ، بعد أن أصبح البحث عن لقمة العيش في حكمه جزاء من الصراع علي الموت.ويبدو أن هناك غيابا للرؤية الاقتصادية الشاملة للرئيس هادي حول المجالات التي تهم المواطن اليمني حتى الآن. الخلاصة، في هذا الحديث، أن شباب اليمن كما يزعمون انهم نجحوا في إحداث التحول الكبير بإسقاط الرئيس السابق ، علقوا في نفق مظلم من الاختلاف والتنازع السياسي، وداروا في حلقة مفرغة اكثر من ذي قبل . وربما من المفيد اليوم ، لتجاوز هذا النفق، هي ثورة تدعوا الى توافق وطني، أو "اْئتلاف وطني" لتجاوز تحديات هذه المرحلة، وصولا باليمن الى بر الأمان ومواجهة عدم الاستقرار الداخلي لليمن إلذي تراجع كل شيء فيه حتى أصبحنا الشعب الوحيد في العالم بلا سيادة ولا كرامة ولقمة سهلة للقوي الإقليمية، خاصة إيران والسعودية وتركيا . إيران بدعمها للحوثيين، تحاول نشر نفوذها في المنطقة والسعودية تغذي كل سالب في اليمن وتركيا تدعم اْلاْخوان المسلمين ، في إطار توظيفها لمصادر قوتها الناعمة، ورغبتها في استعادة نفوذها السابق في اليمن احدى مناطق الخلافة العثمانية. رغم التطور الإيجابي الكبير الذي أحدثوه شباب اليمن، متمثلا بصحوة الشعب اليمني، وكسره لحاجز الخوف، وتزايد قدرة الرأي العام علي توجيه الأحداث وغيرها، فإن التساؤل يظل مطروحا: لماذا اصبح الحصاد هزيلا؟ من الصعوبة بمكان تحديد أسباب ذلك في هذا الإطار، ولكن يمكن الإشارة لبعض من هذه الأسباب، منها اختلاف الاْسياد. فإذا كان إسقاط النظام هو الهدف الذي وحدهم في ميدان الجامعة اْو في الساحات الاْخرى من ساحات اليمن ، فإن الحقيقة اْن لكل مجموعة من الشباب كما نعرف كان لها سيدها الثابت والمختلف مع سيد المجموعة الاْخرى ، وقد لاحظ كل من اْولئك الاْسياد أنه إزاء فرصة تاريخية لتحقيق أهدافه، وتطبيق مايريده على السيد الاْخر باْسم الشباب على أرض الواقع، مع إصرار الجميع على أن تكون المعادلة صفرية تخدم اعداء اليمن، مع أنه يمكن الوصول لمعادلة الحل اليوم اْن سيد الجميع هو الوطن . ومواجهة كل الاْسياد،وكل الاْطراف الخارجية التي لديها مصالح خاصة في استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي في اليمن حتى يظل اليمن أسير لقرارها الخارجي. حيث لا يخفي على أحد ما تقوم به هذه القوى من جهود كثيفة لتأزيم كل التطورات السلبية، وإفشال تجربة التغيير السلمي في اليمن وأخيرا، فقد مضي ثلاثة اعوام فقط علي ثورة ربيعنا اليمني ياشباب الثورة وانتم لاْ زلتم احياء وشباب ، وهذه الفترة في عمر الثورات تكاد تكون قصيرة جدا، ولكنها في ذاكرة الشعب اليمني تبدو وكأنها الدهر، قياسا بما يتكبده هذه الشعب المضحوك عليه من خسائر وتضحيات واقل ماتقدموه له هو رفض التمديد لهادي مهما كانت النتائج وعيشو أحلامكم بدلاً من العيش في المخاوف وكونوا في الاْنتخابات اوفيا لذاتكم فهي انطلاقة الوفاء لشعبكم !!!!