ان ما شهدته وتشهده البلاد خلال منذ العام 2011م وحتى الآن من صراعات حزبية وسياسية كادت تجر البلاد الى أتون حرب أهلية طاحنة، ولولا عناية الله سبحانه وتعالى بهذا الشعب الطيب، لكان أصحاب مراكز القوى والنفوذ من جميع الأطراف جروا اليمن الى هلاك محقق، تمترسا منهم وراء مطامعهم الحزبية والشخصية دونما النظر إلى مصلحة الوطن العليا وتغليبها على بقية المصالح الضيقة البعد، ولاستمرت الاحتقانات إلى اجل غير مسمى. إلا ان تلك القوى أجمعت على قيادة المشير عبدربه منصور هادي للبلاد ، والإمساك بزمام الأمور، كونه شخصية وطنية، همه الأول والأخير قيادة سفينة البلاد إلى بر الأمان بمن في ذلك السياسيين وأبناء الشعب اليمني. اليوم ها هو المشير عبدربه منصور هادي –رئيس الجمهورية- يقود سفينة الوطن الى بر الأمان مخرجا إياها من الأزمات المتراكمة للعقود الأخيرة المنصرمة، وما علينا كيمنيين مخلصين لوطننا إلا الوقوف إلى جانبه للمضي قدما بالوطن نحو الأمن والاستقرار والتطور والمدنية الحديثة المنشودة، والتنمية والمواطنة المتساوية التي كانت قد بدأت تتآكل وتفقد في الأعوام الأخيرة.. ان أهمية التمديد للرئيس هادي تكمن في إكمال هذه المشاريع الوطنية دون تعثر، وبتعاون كل الوطنيين والشرفاء في هذا الوطن المعطاء، التي لطالما حلمنا بها، وما إجماع كل هذه الإطراف على التمثيل بمؤتمر الحوار الوطني وإنجاحه إلا خير دليل على صدق نوايا القيادة السياسية وكل من يساندها ويقف جنبا الى جنب مع حنكتها وخبراتها المتراكمة، ممثلة بالمشير عبدربه منصور هادي –رئيس الجمهورية. ان المتابع والمراقب عن كثب ليجد هيكلة الجيش والأمن في بلادنا كانا من أصعب المهام التي نصت المبادرة الخليجية على تنفيذها ، والتي وضعت مهمة تنفيذها على رئيس الجمهورية، ولكن ولله الحمد، استطاع الأخ الرئيس ان يقوم بعملية هيكلة الجيش والأمن وبخطى مدروسة وثابتة، أقنعت الجميع، وسهلت أمامه مهمة انتزاع فتيل التوتر تدريجيا حتى استطاعت تنفيذ تلك المهمة بنجاح، وهي المهمة التي كنا كمواطنين وسياسيين وإعلاميين نتوقع وقوعها في فخ العراقيل والمناكفات.. ومن هنا استطاع الرئيس هادي ان يرسي مداميك الإصلاحات الأمنية والعسكرية وبناء وحدات عسكرية على أسس ومعايير وطنية وغير موالية لأي طرف كان، إضافة إلى الإصلاحات الأخرى التي قام بها في معالجة مئات المبعدين والخفيين قسرا، وتشكيل لجنة خاصة بالأراضي التي سبق وان تم صرفها على أسس حزبية او ولاءات او غيرها في بعض المحافظات الجنوبية. كما ان هناك أمور كثيرة مازالت بحاجة الى معالجات ضرورية، كصياغة الدستور وتعديل كشوفات الناخبين وإصلاح بعض الأجهزة مثل القضاء والأمن السياسي والأمن القومي، والإعداد لإنتخابات مجلس النواب والمجالس المحلية، والإشراف على مرحلة ما بعد الحوار وتنفيذ المخرجات، وغيرها وهذا يتطلب الى فترة زمنية لا تقل عن ثلاث سنوات، وهي مرحلة حساسة وحرجة جدا، وبحاجة الى شخصية وسطية لا تميل لأي طرف ومحل إجماع لدى الكثيرين، وغير ذلك، الأمر الذي يستدعي ولما تقتضيه المصلحة الوطنية التمديد لهادي رئيسا للمرحلة القادمة ، خصوصا وان الدخول حاليا في انتخابات رئاسية في ظل عدم توفر أرضية سياسية مناسبة سيدخل البلاد في معمعة جديدة وسيعيدها الى مربع عام 2011م، وسيتكرر في بلادنا سيناريو مصر وخلع الرئيس المصري مرسي من الحكم، الأمر الذي يحتم التمديد لهادي إلى ان يتم تسوية هذه الأرضية السياسية ومن ثم يتم إجراء انتخابات رئاسية.. فلذا استغرب هنا من مساعي البعض وهم قلة قليلة الى عدم التمديد، وأتساءل هنا: ما هي النوايا المبيتة لأولئك من كل هذا التعنت، وما المبرر لعدم التمديد رغم أننا نعرف وندرك ما هي نتائج ما وراء عدم التمديد، والى أي نفق ستدخل البلاد؟
* نقلا عن أسبوعية "حشد" اليمنية، عمود نافذة على الحوار، العدد 346 الموافق 16 نوفمبر 2013م