ان الاسلوب الاجرامي الذي يريد من خلاله البعض قتل الكلمة عبر اغتيال قائلها، لهو أمر مدان، ولا يتقبله الشرع ولا العرف ولا يرتضيه المجتمع اليمني ، الرافض جملة وتفصيلا لهذه الجرائم، التي تزيد من التوتر الحاصل في بلادنا. ان اغتيال الزميل الاستاذ عبد الكريم محمد الخيواني الناشط والصحفي المعروف، امام منزله ظهر أمس الاربعاء في العاصمة صنعاء، لهو عمل غادر وجبان، وينم عن ضيق افق في كل من يريد ان يعبر عن رأيه بسلمية، دونما حمل السلاح، فالقلم هو سلاح الصحفي الوحيد، الذي يواجه به الكم الكبير من الاسلحة الموجهة اليه والى بقية المواطنين في جميع المناطق اليمنية. ان هذه الجريمة بلا شك سوف تضاف الى الكم الكبير من جرائم الاغتيالات التي طالت العديد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والحقوقية خلال الفترة الماضية، وهي بذلك لا تستهدف فقط الاشخاص الذي تم اغتيالهم، بل انها تستهدف بنية المجتمع وتماسكه ، ويراد منها ادخال اليمن في اتون الفوضى والعنف ، وذلك من اجل زيادة تأزيم المشهد الوطني، وارباك كل الخيرين الذين يريدون العبور بالبلاد مما هي فيه. رحم الله الخيواني، ورحم الله كل الصحفيين والاعلاميين خاصة وكل اليمنيين من جميع الشرائح الذين اغتالتهم يدر الغدر.. وهنا نطالب الجهات الامنية عدم تقييد هذه الجريمة كسابقاتها ضد مجهول، بل عليهم العمل بجد من اجل تخليص الوطن من هذه الايادي الاثمة. ان ما يحز في النفس ان هناك يد تكتب بالحبر واياد تقتل بالرصاص، وللاسف الشديد يذهب دم كل شهيد في وطني هدر، ولا يجد قصاصا من قاتليه، فلو أن الدولة امسكت بواحد فقط من القتلة وقدمته للمحاكة ونفذت فيه حكم الله، لما وجدنا استمرارا لهذه المسلسل المحزن. نحن ضد استهداف اي صحفي او اعلامي من اي كيان او حزب يمني، فالصحفيون من كل الاحزاب يعبرون عن ارائهم بصورة سلمية، ولا يجوز الاعتداء عليهم او احتجازهم او اغتيالهم، ان ما يحصل اليوم يؤكد ان للكلمة قوتها وتأثيرها، والا لما كانت فوهات البنادق تترك كل الفاسدين والمجرمين في وطني وتتوجه فقط الى اجساد من يحملون الكلمة. من جانبهم على كل من يحمل قلما ان يكون همه توحيد كلمة اليمنيين ، وعدم شق الصف، وتوحد الوطن وعدم تفتيته.. مع ان الاخطاء التي تحدث من قبل بعض الصحفيين والاعلاميين، لا تبرر اطلاقا ان يكون جزاؤهم القتل.. رحم الله كل نفس يمنية قتلت بغير ذنب، وحمى الله اليمن من كيد الكائدين. . نائب عميد كلية التربية والعلوم بجامعة البيضاء