عنوان هذا المقال هو مثل شعبي يتداوله اليمنيين بشكل واسع وكبير، وهو يعبر عن مبدأ من مبادئ الحياة العامة التي تقتضي فيها الضرورة ان تستعين بجارك في أوقات الضرورة او عند الشدائد والحاجات الملحة والفورية التي تستدعي تحرك سريع ولا تحتمل الانتظار كون الوقت لا يسمح بتأجيل او ارجاء التنفيذ، وهنا يكون الجار القريب افضل من الأخ البعيد، لان الجار القريب يمكنه تقديم المساعدة المطلوبة وانقاذ الموقف، بينما الأخ البعيد أي الذي يكون بعيدا جغرافيا عن أخيه فلا يمكنه عمل أي شيء بسبب بعد المسافة التي قد تتطلب وقتا طويلا حتى يصل الى أخيه ومن ثم مساعدته. هذا هو لسان حال اليمن بالنسبة الى جارتنا وشقيقتنا المملكة العربية السعودية التي تعد اقرب بلد عربي واسلامي الى بلادنا اليمن جغرافيا وثقافيا ودينيا ومصالح مشتركة، حيث يقيم ما يقارب مليونين من اليمنيين في المملكة العربية السعودية ويعملون فيها ويعيلون ما يقارب ستة او ثمانية ملايين نسمة في اليمن ان لم يكن اكثر من ذلك بكثير، ولذا فانه من الواجب علينا كشعب يمني مراعاة تلك المصالح التي تربطنا بجارتنا السعودية، فلا داعي للمجاهرة بالعداوة للملكة او استفزاز مشاعر صناع القرار بالسعودية كون ذلك يعد حماقة منا وعدم تقدير ما قد يترتب على ذلك من اضرار اقتصادية كبيرة ان توترت العلاقات فيما بيننا لان اليمن هي من ستخسر من المقاطعة والعداوة. ان التحويلات الهائلة التي تتدفق من المملكة الى اليمن تساهم مساهمة كبيرة في انعاش الاقتصاد الوطني اليمني وتعد رافدا كبيرا من روافد الاقتصاد التي يعول عليها كثيرا في انعاش الوضع الاقتصادي المتدهور، كما يجب ان لا ننسى وقفات المملكة العربية السعودية الى جانب اليمن في احلك الظروف العصيبة ودعمها السخي لليمن عبر السنين الماضية، ولذا فانه من العيب والنكران للجميل ان تحاول بعض القوى السياسية اليمنية رفض الاستجابة لحضور مؤتمر الرياض للحوار والمصالحة الوطنية بين الأطراف السياسية اليمنية لإنهاء الازمة الراهنة وتجنيب البلاد شبح الحرب الاهلية المخيمة على رؤوس اليمنيين في الوقت الراهن، وخلاصة القول ان مؤتمر الرياض المزمع عقده قريبا للتوفيق بين الأطراف السياسية هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ الموقف وتجنيب البلاد شبح الحرب الاهلية.