يتم العدوان السعودي على اليمن وشعبها تحت عدة ذرائع واهية، منها، إعادة شرعية الهارب/ الفار "هادي"، وتارة تحت حجة وقف التمدد الإيراني، وتارة أخرى تحت حجة الحفاظ على مصالح أسرة أل سعود، إلى غيرها من الذرائع الواهية. لكن، إذا تناولنا كل ذريعة على حدة، نستطيع أن نستشف الحقيقة، وهي خدمة المصالح الصهيونية المسيطرة على صناعة القرار في أسرة أل سعود. 1/ الحفاظ على شرعية "هادي": لن أخوض في شرعية "هادي"، كونها محسومة عند الشعب اليمني، لكن أقول لآل سعود، هل لديكم شرعية أصلاً لحكم شعب نجد والحجاز، هذا الشعب الذي صادرتم إرادته وحقه في المشاركة في الثروة والسلطة، هل يسمح لشعب المملكة أن يشارك في صناعة القرار الداخلي والخارجي لبلده، هل هناك برلمان منتخب، هل هناك مجالس محلية منتخبة، هل هناك حرية إعلامية وصحفية، هل هناك قوانين تكفل حرية التوجهات السياسية والنقد للأسرة الحاكمة، هل هناك حقوق للمرأة..... المرأة لا يسمح لها أن تقود سيارة، يا أسرة أل سعود فاقد الشيء لا يعطيه. أنتم أسرة مستأثرة بالثروة والسلطة. 2/ وقف التمدد الإيراني: لماذا يا أسرة أل سعود لا تهاجمون إيران الصفوية مباشرة، لماذا لم تُحرروا جُزر طنب الصغرى والكبرى وجزيرة أبو موسى التي تحتلها إيران، أنتم أسرة تحمون حكمكم وفسادكم ودكتاتوريتكم وعمالتكم بجانب ديني "وهابي"، وتسوقون أنفسكم للعالم الإسلامي، كحامي حمى الدين والعقيدة وذلك بمجموعة من الفتاوى الصادرة عن عُلماء سلطتكم الغاشمة، مستغلين سيطرتكم على مقدسات المسلمين. 3/ الحفاظ على مصالح المملكة: أنتم يا أسرة أل سعود لا تستطيعون الحفاظ على مصالح شعبكم المكبوت والمظلوم تحت حكمكم، لماذا؟ لأن القرار الاستراتيجي والأمني ليس بأيديكم، بل بيد إدارة البيت الأبيض في واشنطن، والتي بدورها خاضعة لنفوذ الشركات متعددة الجنسيات، والأخيرة بيد اللوبي الصهيوني، إذاً، من يحرك سياساتكم الداخلية والخارجية، هو الكيان الصهيوني، الذي أنتج الربيع العبري ليُسقط الدولة الوطنية في البلدان العربية التي استهدفها، وذلك باستخدام أبواقكم من قنوات إعلامية وعملائكم داخل بعض القوى السياسية في البلدان المستهدفة، ومنها اليمن، هذه الأخيرة، التي تملك الثروة النفطية والمعدنية، وما إطلاقكم لعناصر القاعدة في حضرموت وعدم استهدافها من قبل طيرانكم اللعين إلا دليل على توجهكم للسيطرة على أبار النفط هناك... خدمة للكيان الصهيوني والشركات العالمية التي تتبعه. فانتشار الإضطراب في اليمن وسقوط دولته الوطنية وتقاتل أبنائه تحت مظلة المذهبية المقرفة التي أنشأتموها، ستجعل الشركات المهتمة بالنفط تسيطر على أماكن إنتاجه بالتعاقد مع شركات أمنية خاصة (مرتزقة)، وبالتالي يا أل سعود أنتم خير عبيد وأجراء عند الكيان الصهيوني، ولا تمثلون شعب نجد والحجاز، أنتم تستخدمون ثقة الناس في علمائكم المأجورين وتهجمون على اليمن تحت شعار الحرب على "الصفوية"، التي لا وجود لها في اليمن ولن يقبلها الشعب اليمني العظيم. 4/ وأخيراً: يا أل سعود أنتم تريدون تحقيق سياساتكم عبر اختلاق صراع مذهبي في اليمن، الشعب اليمني يرفض "الصفوية" كما يرفض "الوهابية"، يا أل سعود، أنتم وأسيادكم بني صهيون لم تستوعبوا انكسار أدواتكم وعملائكم في اليمن وهروبهم منها، لم تستوعبوا أن يكون لليمن قرارها المستقل الخاص بها، لماذا؟ كون اليمن أرض حضارة وتاريخ وشعب شهد له الرسول صل الله عليه وسلم بالإيمان والحكمة، شعب مذكور في القران ووصف بأنه ذو قوة وذو بأس شديد... بينما تاريخ ودولتكم لا يتجاوز السبعين سنة.