أفاد موفد قناة العربية الثلاثاء 17-11-2009 الى الحدود السعودية اليمنية باندلاع اشتباكات مسلحة قبل قليل في المنطقة العسكرية الوسطى من الحدود بين القوات السعودية، ومتسللين حوثيين وتحديدا في المنطقة المطلة على جبل دخان في الجانب السعودي من الحدود. وفي اليمن أكد مسؤول عسكري مقتل وأسر عدد من الحوثيين في منطقة العمشية، في حين تشير مصادر أخرى الى مقتل نحو 40 حوثياً خلال مواجهات الأيام الثلاثة الماضية في محافظة صعدة ولوحظ مشاركة قوية لرجال القبائل الى جانب الجيش خصوصاً في محور حرف سفيان. وتدور معارك ضارية بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين في معظم مديريات محافظة صعدة ومنطقة حرف سفيان، في ظل تعزيزات عسكرية لدعم موقف الجيش. وقد بدأت ألوية من قوات الحرس الجمهوري التي وصلت الى منطقة حرف سفيان تتسلم مواقع عدة في أنحاء من منطقة حرف سفيان وتستعد للعمليات العسكرية التي تستهدف فتح طريق صعدة، فيما وصلت تعزيزات عسكرية الى منطقة العمشية والمهاذر ومنطقة الحيرة في شمال سفيان من جهة ساقين وحيدان. وأكد مسؤول عسكري يمني مقتل وأسر عدد من الحوثيين في منطقة العمشية، فيما جرت مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني والحوثيين في جبل وهبان واستولى الجيش على ثلاث مناطق باتجاه دماج، كما تمت السيطرة على ثلاثة مواقع باتجاه وهبان وجبل دماج والاستيلاء على جبل الخزان باتجاه الملاحيط وكذلك جبال غافرة، وهناك محاولات تقدم لوحدات عسكرية باتجاه مدينة الحرف التي مازالت بعض جيوب الحوثيين تتمركز هناك منذ بداية الحرب السادسة. وخلال المعارك الأخيرة لوحظ مشاركة قوية لرجال القبائل الى جانب الجيش بشكل فاعل خصوصاً في محور حرف سفيان، فيما بدأ الحوثيون باتباع تكتيك قتالي جديد لايعتمد على المواجهات الشاملة مع الجيش إنما يقوم على العمليات التكتيكية المتنقلة من منطقة لأخرى. و اكد زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي ان جماعته لم تتلق مساعدات من شخصيات شيعية كويتية ، ونفي وجود أي علاقة بين جماعته وتنظيم القاعدة، فيما رحب شقيقة يحي الحوثي البرلماني السابق والمقيم بالمانيا ب"موقف مجلس الشورى الإسلامي الإيراني من العدوان السعودي."،وزعم يحي الحوثي أن الرياض لم ترد على دعوات تنظيمه للحوار إلا ب"عبارات الاستعلاء والغطرسة،". وفي اول ظهور اعلامي له منذ بداية العمليات العسكرية على الحدود السعودية اليمنية اكد عبدالملك الحوثي ان جماعته لم تتلق مساعدات من شخصيات شيعية كويتية وأن ما يقال في هذا الصدد يعد تصفية حسابات ولأهداف سياسية. وقال عبدالملك القائد الميداني للحوثيين لصحيفة "الوطن" الكويتية:"ان انتماء الحوثيين اسلامي عربي وليس مؤطراً في مذهب او دولة.وفيما يتعلق بمطالب الحوثيين اكد انها تتمثل في وقف العدوان بكافة اشكاله من قتل وتدمير واتاحة حرية الفكر والتعبير معتبراً ان النظام اليمني يوظف الاختلاف المذهبي ويستغله لخدمة اهداف سياسية. وشدد على عدم وجود اي علاقة او تنسيق يربطان الحوثيين وتنظيم القاعدة مشيراً الى ان هناك تباينا ثقافيا وعملياً بين الجانبين. واعتبر ان تنظيم القاعدة ليس سوى اداة استخباراتية للصهيونية. وذكر ان الحرب لا تدور رحاها في صعدة فقط بل طالت جميع ابناء الشعب اليمني في المحافظات الشمالية مشيراً في الوقت ذاته الى ان شراستها تختلف من محافظة لاخرى. من جانبه قال شقيقة الأكبر يحيى الحوثي،: "نرحب بالموقف الإسلامي والإنساني المشرف لمجلس الشورى الذي أدان فيه عدوان السعودية على شعبنا اليمني ووطننا العزيز، ونشكر لهم تلك الوقفة المشرفة التي غابت عن كثير من ذوي القربى العرب، مؤكدين للمجلس الكريم المذكور وللقيادة والشعب الإيراني الكريم أن العدوان السعودي قد جاء كمساعدة للنظام العميل في صنعاء والحفاظ عليه ومنعه من وقف الحرب التي كان أوشك على إيقافها." وزعم الحوثي أن الرياض لم ترد على دعوات تنظيمه للحوار إلا ب"عبارات الاستعلاء والغطرسة،" خاتماً البيان بتوجيه الشكر لمجلس الشورى والشعب الإيراني. في الوقت الذي عاودت الاشتباكات بين الحوثيين اولقوات السعودية اندلاعها مساء اليوم ،أكد مصدر عسكري سعودي أن المتسللين يتبعون نهج الكر والفر في مواجهة القوات السعودية، وتحدثت مصادر عن صد هجوم بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون على مواقع عسكرية سعودية، فيما دخلت 3 أنواع من الطائرات في عمليات القصف والاستطلاع. وقال مصدر عسكري سعودي أن المتسللين يتبعون نهجا محددا في هجماتهم المتكررة ضد القوات السعودية المنتشرة في الشريط الحدودي مع اليمن، موضحا أن هؤلاء المتسللين يلجأون إلى تهدئة هجماتهم أغلب فترات اليوم قبل أن يشنوا هجمات مباغتة على المواقع العسكرية.. ونقلت "الشرق الأوسط" إشارة المصدر العسكري إلى أن هذا النهج دفع القوات السعودية إلى المزيد من الحيطة والحذر لإحباط هذه الهجمات المباغتة. وأوضح المصدر أن الوضع العام للمواجهات مع المتسللين يشهد تراجعا ملحوظا في عدد الهجمات التي يشنونها عبر قصف مواقع القوات السعودية، أو مهاجمتها بالرشاشات ثقيلة العيار، وفي المقابل تواصل الوحدات العسكرية المتمركزة في المنطقة قصف المواقع والبؤر التي يستخدمها المتسللون لشن هجماتهم. وقال المصدر العسكري: إن القوات السعودية استعانت بطائرات ال( F 15)، ومروحيات ال(أباتشي)، والتيرنيدو ،والمدفعية الثقيلة في قصف المواقع التابعة للمتسللين المنتمين إلى حركة التمرد الحوثي. وأضاف:"إن عددا من المتسللين شنوا هجوما اليومين الماضيين على مواقع عسكرية، إلا أن القوات السعودية صدت هذا الهجوم. موضحا أن عمليات التمشيط المتواصلة أسهمت في سقوط عدد من المتسللين أسرى في قبضة القوات المسلحة، مشيرا إلى أن تلك العمليات ساعدت القوات السعودية في تحديد مواقعهم وقصفها. وقالت مصادر إعلامية أخرى أن شريط الحدود السعودي اليمني شرقاً شهد الاثنين تصدي وحدات سعودية لهجمات المتسللين بصواريخ الكاتيوشا المعدلة التي استخدمت من قبلهم لتدمير مواقع حكومية، المتمردون بحسب ما أوردته مصادر مطلعة استخدموا صواريخ "الكاتيوشا" المعدلة في قصف مبنى الدفاع المدني الذي تم إخلاؤة قبل يومين في محافظة الخوبة، وقد تواصلت الإشتباكات والاعتقالات للمتسللين في منطقة العين الحارة، ونتج عن المعارك التي جرت ليلة الأحد اعتقال عدد من المتمردين ومناصريهم وإصابة آخرين تسللوا لداخل الحدود السعودية ليلاً وهي الفترة التي يتسلل فيها الحوثيون لاستخراج الأسلحة المخزنة والمخبأة في عدد من المواقع. إضافة للقبض على متسللين الاثنين اختبئوا في قرية البيضاء الغربية الواقعة خلف مستشفى الخوبة الجديد، وبحوزتهم أسلحة متعددة قبل تنفيذهم لأية عمليات محتملة، واستعانت القوات السعودية في عملية الضبط بالقنابل المضيئة التي سهلت المهمة.
يذكر أن مواجهات ليلة الأحد قد شهدت استخدام المتسللين لأسلحة الهاون بالقرب من مستشفى الخوبة في محيط العين الحارة وأم الدبا. ونقلت "الوطن" عن مدير شرطة جازان قوله:إنه تم الاثنين ضبط أكثر من 155 متسللاً، وهو عدد يقل عن المعتاد، إذ بلغ متوسط الضبط بداية الأحداث من 2000 – 3000 متسلل يومياً، ما يشير إلى تناقص عدد المتسللين. وتساءل تقرير لصحيفة "الوطن" عن صواريخ الكاتيوشا التي ظهرت مع الحوثيين مؤخرا كيف وصلت لهم؟!ومن زودهم بها؟ واصفا الصواريخ بقدرتها التدميرية بعيدة المدى.