بالرغم من أن مباراة الكلاسيكو التي تجمع بين عملاقي الكرة الأسبانية دائما ما تتميز بالندية والمنافسة غير العادية، إلا أن قدوم المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو أشعل حرب التصريحات بين الكبيرين. فمنذ تولي مورينيو مسؤولية تدريب الفريق الملكي، زادت حدة التوترات بين اللاعبين من جانب، وبين مورينيو وجوزيب غوارديولا المدير الفني لبرشلونة من جانب آخر. الافتتاح .. غوارديولا خمسة – مورينيو "صفر" في الكلاسيكو الأول الذي يخوضه المدرب الاستثنائي على رأس القيادة الفنية في الفريق الملكي، حدث ما لم يتوقعه أشد المتفائلين من مشجعي البارسا، وأشد المتشائمين من مشجعي الريال. نعم .. لقد خسر مورينيو أمام غوارديولا بخمسة أهداف نظيفة بالتمام والكمال في مباراة الدور الأول من الليغا يوم 29 من تشرين الثاني/نوفمبر 2010. خسر مورينيو بعدما ملأ الدنيا ضجيجا بقدرة الريال على هزيمة البارسا في عقر داره، وأعاد إلى الأذهان الهزيمة الساحقة التي مني بها الفريق الملكي بنتيجة 6-2 على ملعبه سانتياغو برنابيو في موسم 2009 حينما كان الأسباني خواندي راموس مدربا للريال في ذلك الوقت.
مورينيو يتعلّم من أخطائه.. ويفوز وفي الكلاسيكو الثاني بين المدربين اللدودين، نجح مورينيو في التعلم من أخطائه وتجنب الخسارة على ملعبه أمام الفريق الكتالوني لتنتهي المباراة بالتعادل بهدف لمثله حيث تقدم ميسي للبارسا من ركلة جزاء في بداية الشوط الثاني قبل أن يرد عليه غريمه كريستيانور رونالدو بركلة جزاء مماثلة قبل نهاية المباراة بثمانية دقائق. ولم تتوقف استفاقة المدرب البرتغالي عن حد التعادل فحسب، بل نجح في قيادة الريال للتتويج ببطولة كأس ملك أسبانيا على حساب البارسا في المباراة النهائية. واستخدم مورينيو أسلوب وطريقة لعب مماثلة كالتي طبقها مع انترناسيونالي عندما واجه البارسا في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ونجح في إقصائه، وهي طريقة دفاعية بحتة تعتمد على الهجمات المرتدة الخاطفة عن طريق استغلال سرعة جناحي الفريق. وبالفعل تُوج الفريق الملكي بطلا لكأس الملك، بهدف من نجمه الأول رونالدو في الدقيقة 103 من الشوط الإضافي الثاني، ورفع مورينيو الكأس في ملعب المستايا يوم 20 نيسان/ابريل.
غوارديولا يرد .. ويضرب بقوة مرتين لكن غوارديولا لم يرض بالوقوف مكتوف الأيدي أمام هزيمته على يد غريمه، ونجح في رد الصاع صاعين. ففي الكلاسيكو الرابع بين المدربين، تواجه الفريقان في ذهاب الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا على ملعب البرنابيو، ورغم أن الترشيحات كانت تميل نسبيا إلى تفوق الريال مستفيدا من دعم جمهوره على ملعبه أولا، ومن الدفعة المعنوية التي اكتسبها من فوزه على البارسا في الكأس ثانيا، إلا أن النتيجة جاءت خلاف ذلك تماما. لقد فعلها البلوغرانا مجددا، وهزم الفريق الأبيض أمام جماهيره بهدفين نظيفين أحرزهما أفضل لاعب في العالم .. ليونيل ميسي. ولم يستطع مورينيو في الكلاسيكو الخامس أمام غوارديولا الخروج بنتيجة أفضل من التعادل بهدف لمثله على ملعب الكامب نو ليغادر الفريق الملكي بطولة دوري الأبطال، ويفسح الطريق إلى البارسا ليتوج بها في المباراة النهائية على حساب مانشستر يونايتد الإنكليزي.
الضربة الثانية ولم يكتف غوارديولا بصدمة دوري الأبطال، وسدد لغريمه ضربة أخرى موجعة حيث توج ببطولة كأس السوبر الأسبانية على حساب الريال مرة أخرى. فبالرغم من أن انتهاء مباراة الذهاب - الكلاسيكو السادس – بين الفريقين في ملعب البرنابيو بالتعادل بهدفين لكل فريق قد حافظ على آمال الريال في الفوز بكأس السوبر، إلا أن ميسي ورفاقه بقيادة غوارديولا لم يسمحوا بهذا، وهزموا الريال مجددا بثلاثة أهداف لهدفين في مباراة شهدت طرد لاعبين من الريال (اوزيل ومارسيلو)، ولاعب من البارسا (ديفيد فيا)، وهو الكلاسيكو الأخير بين الفريقين الذي أقيم في 17 آب/أغسطس 2011، ليحصد برشلونة لقبه الخامس في عهد مورينيو مقابل لقب وحيد للملكي.
النتيجة حتى الآن في الكلاسيكو غوارديولا 3 مورينيو 1 تعادل 3 من محمد راضي Eurosport
