وكالات : قالت السلطات السورية إن سبعة وعشرين شخصا قتلوا واصيب مائة و أربعين بجراح في هجومين بسيارتين مفخختين بالعاصمة السورية دمشق. وقد نفى العقيد مصطفي عبد الكريم الناطق الرسمي باسم "الجيش السوري الحر" في مقابلة مع راديو بي بي سي مسؤولية الجيش عن هجومي دمشق. واتهم عبد الكريم السلطات بتدبير هذين التفجيرين بهدف "خلق حالة من الفوضى قبيل وصول الفريق التابع لكوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا يوم الأحد. وقال مراسل بي بي سي عساف عبود إن الإنفجار الأول استهدف مقر المخابرات الجوية في حي القصاع و إنه أحدث أضرارا كبيرة في المبنى و المباني المجاورة له. واستهدف الانفجار الثاني إدارة الامن الجنائي قرب البوابة الخلفية لمبنى الاذاعة والتلفزيون السوري من جهة دوار الجمارك في ساحة الامويين. واعلن التلفزيون السوري الحكومي أن دمشق تعرضت لهجومين "ارهابيين بسيارتين مفخختين" أسفرا عن "استشهاد عدد من المدنيين وعناصر حفظ النظام". وبث التلفزيون السوري في وقت لاحق صورا لاشلاء وسيارات محترقة والدمار الكبير في الأبنية، كما تصاعد الدخان من محيط موقعي الانفجارين. وقال إن هناك قتلى داخل بيوتهم فى المنطقة المجاورة لمسرح الهجومين. كما بث مشاهد من مستشفى الهلال الحمر يظهر فيه جرحى مدنيون اصيبوا في الانفجار. وقال احد الاطباء للتلفزيون "تلقينا نحو اربعين اصابة بين جروح وكسور ورضوض"، وأكد احد المصابين ان "الانفجار كان قويا جدا جدا كل شىء سقط في البيت على الأرض والزجاج سقط علي وعلى زوجتي". ويقول مراسلون إن التفجيرين يمثلان اختراقا جديدا للإجراءت الأمنية المشددة في العاصمة دمشق. و أن كل مقار أجهزة الأمن محاطة بحواجز تمنع الوصول بسهولة إليها إلا أن السلطات تحدثت عن تفجير سيارتين مفخختين. ووقع التفجيران في ساعة مبكرة من الصباح في يوم عطلة أسبوعية حيث تخلو الشوارع تقريبا من المارة. وفي وقت لاحق أفاد مراسلنا عساف عبود بانفجار سيارة مفخخة ثالثة في شارع الثلاثين بمنطقة مخيم اليرموك جنوبدمشق. واستهدف الانفجار حافلة نقل عسكرية كبيرة وسيارة عسكرية صغيرة تقل عميدا وسائقه. وقال سكان ان شخصين مدنيين تصادف مرورهما لحظة الإنفجار قتلا على الفور، بينما أصيب ضابط سوري برتبة عميد وسائقه بجروح وكذلك سائق الحافلة العسكرية والمرافق. بينما قالت المصادر الرسمية السورية إن "إرهابيين قتلا، هما سائقا السيارة المفخخة التي انفجرت بهما". وكانت العاصمة السورية قد شهدت ثلاثة تفجيرات "انتحارية" في شهري ديسمبر / كانون الاول ويناير / كانون الثاني الماضيين اسفرت عن مقتل العشرات. وفي الثالث من الشهر الجاري، وقع هجوم انتحاري في مدينة درعا اسفر عن مقتل شخصين واصابة 20 بضمنهم عدد من رجال الامن. كما وقع انفجاران انتحاريان في مدينة حلب شمالي البلاد في العاشر من فبراير / شباط خلفا 28 قتيلا واصابا 235 بجروح. يذكر ان ثمة مخاوف من قيام "تنظيم القاعدة" باستغلال الانتفاضة السورية التي دخلت عامها الثاني للقيام بهجمات داخل سوريا. وكان زعيم التنظيم ايمن الظواهري قد اعلن دعمه "للثوار" السوريين في رسالة مسجلة بثتها مواقع "جهادية" الشهر الماضي. جاء ذلك بينمات تسعد بعثة من الاممالمتحدة و منظمة التعاون الاسلامي الدخول الى سوريا لتقييم الموقف في المناطق التي عانت من أعمال العنف. وقد أبدت السلطات السورية استعداها للتعاون مع تلك البعثة بعد معارضتها السابقة. ومن المقرر أن يصل إلى سوريا فريق فنى تابع لكوفى أنان المبعوث الأممى العربى إلى سوريا يوم الاثنين لبحث تشكيل فريق مراقبين دوليين إلى سوريا.