يحبس اللبنانيون أنفاسهم في انتظار نتائج الانتخابات بعد أن أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة بالتوقيت المحلي (الرابعة بتوقيت غرينتش). وقال موفد الجزيرة نت إن عمليات فرز الأصوات بدأت حيث ستنقل صناديق الاقتراع بعد الانتهاء من الفرز والموافقة عليها من ممثلي المرشحين إلى وزارة الداخلية. وأعلن وزير الداخلية زياد بارود أن نسبة التصويت بلغت 52.35%، وهي أعلى من تلك التي سجلت عام 2005. وأضاف الوزير أن الانتخابات جرت في جو هادئ وخلت تقريبا من أي حوادث. وقال بارود إن الانتخابات شهدت إقبالا كثيفا واعتبر ذلك "دليل عافية". وعبرت عن هذا الموقف طوابير الناخبين في كثير من المناطق خاصة في بيروت وصيدا وجزين وبعض أقضية الشمال والبقاع. وأضاف أن نتائج الانتخابات ستبدأ بالظهور مع منتصف الليلة واوئل ساعات الصباح. ونقل موفد الجزيرة إلى بيروت عبد الله آدم أن النتائج الرسمية ينتظر أن تعلن اعتبارا من بعد ظهر الاثنين. علما بأنها المرة الأولى في تاريخ لبنان التي تجري فيها الانتخابات في كل المناطق اللبنانية في يوم واحد. ويتنافس في هذه الانتخابات ائتلاف المعارضة وأبرز قواه حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون ضد قوى الموالاة المؤلفة من تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري, والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط، وحزبي الكتائب والقوات اللبنانية.
إشكالات نادرة وقد جرت العملية الانتخابية ومضت بسلام ودون إشكالات إلا في حالات نادرة كما أوضحت وزارة الداخلية. ونَشر الجيش اللبناني وقوى الأمن أكثر من خمسين ألفا من أفرادهما لحفظ الأمن خلال عملية الاقتراع. ومن الحوادث التي وقعت، أطلق مسلحون يستغلون سيارة النار على واجهة مبنى تلفزيون المستقبل الذي يملكه سعد الحريري زعيم تيار المستقبل، ولم يسفر الحادث عن وقوع إصابات، إلا أن قوات من الجيش اللبناني سارعت إلى الانتشار في المنطقة وعثر على السيارة التي تركها المسلحون بعد استخدامهما في إطلاق النار وقد انتقد العماد عون عقب تصويته في حارة حريك بقضاء بعبدا غياب أي تدبير وقائي لمنع ما أسماه الوضع الشاذ في مكاتب الاقتراع. وقال إن التدابير التي اتخذتها السلطة فيما يتعلق بسير العملية الانتخابية غير مقبولة. ميشال ينفي أما الرئيس اللبناني ميشال سليمان فقال لدى إدلائه بصوته في مسقط رأسه ببلدة عمشيت التابعة لجبيل شمال بيروت إن الديمقراطية نعمة يجب أن يحافظ عليها اللبنانيون. ونفى ما تردد من أنه تدخل في الانتخابات لصالح فريق دون آخر. من جهته دعا زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بعد الإدلاء بصوته ببيروت اللبنانيين إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وأشاد بأجواء الهدوء التي تجرى فيها هذه الانتخابات. في المقابل اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد إدلائه بصوته بتبنين جنوبي لبنان التصويت "استفتاء على خط المقاومة".
وفي مدينة صيدا بجنوب لبنان دعا رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الذي أدلى بصوته جميع اللبنانيين إلى التصويت بكثافة، وأكد أن هذا اليوم يجب أن يكون رسالة للداخل والخارج بأن لبنان بلد ديمقراطي. وفي رأي يلخص موقف المراقبين الأجانب من الاقتراع قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر بعد تفقده مركزا للاقتراع بالأشرفية ببيروت إنه لا يخشى "نتائج الانتخابات وإنما يخشى احتمال عدم قبول الشعب نتائجها بروح ودية". وبلغ عدد من يحق لهم التصويت حوالي 3.257 ملايين ناخب يتوزعون على 26 دائرة انتخابية. ويجري التنافس على 125 مقعدا في البرلمان اللبناني من أصل 128 مقعدا بعدما فاز ثلاثة مرشحين بالتزكية. وشارك أكثر من 2000 مراقب محلي وما يفوق 200 مراقب دولي على رأسهم مؤسسة كارتر والاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية غير حكومية أخرى.