سببت ايران حالة قلق في الأوساط الدولية بازالتها الأختام عن منشات أبحاث الوقود النووي، ولكن الخبراء يقولون ان ايران بحاجة الى عدة سنوات قبل وصولها مرحلة انتاج اسلحة نووية. وهناك طريقتان لانتاج سلاح ذري: اما باستخدام اليورانيوم الشديد التخصيب أو باستخدام البلوتونيوم المفصول، وبامكان ايران استخدام أي من هذين الأسلوبين أو كليهما. أما بالنسبة لليورانيوم فقد ابتدأت ايران المرحلة الأولى من عملية التنقية اللازمة في النهاية لانتاج المواد التي تستخدم في انتاج الأسلحة النووية. وقد أنتجت ايران ما يعرف "بالكعكة الصفراء" في منشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان. ولكن معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن قال في تقرير نشر في شهر سبتمبر/أيلول الماضي ان "الكعكة الصفراء" التي أنتجتها ايران كانت ملوثة وليست صالحة للاستعمال. واذا استطاعت ايران حل هذه المشكلة فانها بحاجة الى البدء في عملية تخصيب اليورانيوم.
ومن أجل استخدام اليورانيوم في مفاعل نووي هناك حاجة الى درجة بسيطة من التخصيب، اما اذا أريد استعماله في انتاج أسلحة نووية فهناك حاجة الى درجة عالية من التخصيب. التخصيب باستخدام الطرد المركزي ويمكن تخصيب اليورانيوم باستخدام عملية الطرد المركزي، حيث تمتلك ايران حاليا 164 جهازا للطرد المركزي موضوعة في منشأة الطرد المركزي في "ناتانز"، ولكن هذا العدد لا يتجاوز خمس المطلوب . وتشير بعض التقديرات ان المنشأة المذكورة تتسع لخمسين الف جهاز للطرد المركزي. ويقول مارك فيتزباتريك الخبير بشؤوون الحد من انتشار الأسلحة النووية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان ايران تمتلك الف جهاز اخر للطرد المركزي يعود تاريخها الى ما قبل تجميدها المؤقت لعمليات التخصيب عام 2003، ، ولكن لم يجر فحص هذه الأجهزة للتأكد من صلاحيتها للعمل. أما فرانك بارنابي مستشار مجموعة أكسفورد للأبحاث فيؤكد ان ايران لا تملك العدد الكافي من أجهزة الطرد المركزي بعد. وحتى اذا كانت المنشأة النووية في حالة قابلة للعمل فان تجهيزها الحالي سيمكنها من اجراء درجة منخفضة من التخصيب لليورانيوم فقط. بناء على كل ذلك يعتقد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان ايران ستحتاج الى الى عقد من الزمن على الأقل حتى تكون قادرة على انتاج اليورانيوم عالي التخصيب اللازم لانتاج سلاح نووي واحد. وبامكان ايران استخدام البلوتونيوم ، ولكن هذا الطريق ليس خاليا من العوائق كما يقول المحللون