'القدس العربي': تحت شعار 'جمعة تقرير المصير واحياء الثورة' شهدت مصر الجمعة اكبر مظاهرات مؤيدة للثورة، اذ خرج نحو مليوني شخص في القاهرة والمحافظات مطالبين المجلس العسكري بتسليم السلطة في التاريخ المحدد وهو نهاية شهر حزيران/ يونيو المقبل، اقرار قانون العزل السياسي وتطبيقه على المرشحين عمرو موسى واحمد شفيق، والغاء المادة 28 من الاعلان الدستوري التي تمنح حصانة قضائية للجنة الانتخابية العليا. وشارك في مليونية ميدان التحرير سبعون حركة وجماعة وحزبا، وجمعت لاول مرة منذ شهور بين الاخوان والسلفيين وشباب الثورة والليبراليين. ورغم الاتفاق على الاهداف المعلنة ظهرت الانقسامات واضحة بين التيارات السياسية المختلفة. وبدت كل من الحركات او التيارات السياسية حريصة على تحقيق اجندتها الخاصة، وظهرت شعارات فئوية وصور لمرشحين رئاسيين في خرق للاتفاق على ان تكون المليونية فوق الاحزاب والحملات الانتخابية. وعلى منصة أقامها أنصار القيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل الذي استبعدته لجنة الانتخابات الرئاسية من الترشح قائلة إن والدته تحمل الجنسية الأمريكية كتبت عبارات 'إسقاط حكم العسكر وإنشاء محاكم ثورية وتفعيل قانون العزل السياسي'. ودعا ابو اسماعيل الذي غاب عن المليونية انصاره للاعتصام بالميدان الى حين الاستجابة لطلباتهم. وردد عشرات من النشطاء هتافات ضد الإسلاميين في ميدان طلعت حرب القريب. وتعرض الدكتور محمد البلتاجي، عضو مجلس الشعب وأمين عام حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، لإلقاء الأحذية في وجهة فور صعوده لمنصة الجمعية الوطنية للتغيير في ميدان التحرير بجمعة 'تقرير المصير'. وكانت مجموعة من الحاضرين قاموا بطريقة منظمة برشق البلتاجي بالأحذية بعد دقائق من إلقائه لكلمته للحاضرين أمام المنصة، فيما يبدو انه لم يعجبهم ما قاله، وذلك وفق ما قاله التلفزيون المصري الجمعة. وقال العضو القيادي الإخواني سابقا كمال الهلباوي من إحدى منصات الميدان إن من تركوا الميدان في الأوقات الصعبة خلال الفترة الماضية يتعين أن يعودوا إليه ولا يتركوه إلا بعد تحقيق أهداف الثورة. واستقال الهلباوي من الجماعة احتجاجا على قيامها بالترشح لمنصب رئيس الدولة على خلاف وعد قطعته على نفسها في السابق. فى السياق نفسه، أعلنت جماعة الاخوان المسلمين إنتهاء فعاليات التظاهر في ميدان التحرير. ورفعت على منصة لحركة شباب (6 ابريل) التي برزت خلال الدعوة لانتفاضة العام الماضي لافتة تضمنت المطالبة بإصدار 'قوانين ثورية للقصاص' من مساعدي مبارك والمتهمين بقتل متظاهري الانتفاضة. وهتف متظاهرون 'الشعب يريد إعدام المشير' في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة. ويقول المجلس العسكري إنه حقق الكثير من أهداف الثورة ومن بينها إجراء أول انتخابات تشريعية حرة ونزيهة في البلاد منذ نحو 60 عاما. ويشدد المجلس أيضا على أنه سيسلم السلطة للرئيس المنتخب في موعد غايته نهاية شهر حزيران/ يونيو، لكن الإسلاميين يتخوفون من قدوم رئيس من رجال مبارك يمكن أن يضيع مكاسبهم السياسية إذا أصدر قرارا بحل البرلمان. ويواجه البرلمان إمكانية حله أيضا إذا قالت المحكمة الدستورية العليا في قضية معروضة أمامها إن قانون الانتخاب لم يكن دستوريا لأنه لم يطبق مبدأ المساواة بين المستقلين والحزبيين. وفي مسيرة من مسجد الاستقامة بمدينة الجيزة عاصمة محافظة الجيزة المجاورة للقاهرة إلى ميدان التحرير رفع المتظاهرون لافتة عليها صورة لشفيق وصورة لموسى وكتبت عليها عبارة 'لا للفلول' ورفعوا لافتة عليها عبارة 'شرعية الثورة = شرعية الميدان + شرعية البرلمان'. ومنذ إسقاط مبارك قتل نحو مئة متظاهر في مواجهات مع قوات ارتدى بعضها زي الجيش لكن المجلس العسكري قال إن القوات لم تستخدم ذخيرة حية وإن طرفا ثالثا يمكن أن يكون استغل المواجهات ليطلق النار على نشطاء. وشارك ألوف المتظاهرين في مسيرة توجهت إلى ميدان التحرير من مسجد مصطفى محمود في الجيزة أيضا رافعين لافتات كتبت على إحداها عبارة 'لا خوف ولا رعب كل السلطة للشعب' و'مطلوب رئيس ثوري مش فلول'. وفي مدينة الإسكندرية شارك ألوف في مسيرة من مسجد القائد إبراهيم إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بالمدينة رافعين لافتات كتبت عليها عبارات تقول 'لا للفلول' و'لا للحكم العسكري'. ورددوا هتافات تقول 'الشعب يريد إسقاط المشير' و'يسقط يسقط حكم العسكر' و'يلا (هيا) يا ثائر اهتف قول عمرو موسى من الفلول'. وكتب عمرو موسى في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر يقول 'فوضى الميدان أصبح مهددا للثورة وكرامتها. استغلال البعض للميدان لأهداف انتخابية ضيقة والتهجم على بعض المرشحين ظاهرة سلبية يجب متابعتها'. وتظاهر الجمعة مئات في مدن بشمال البلاد وجنوبها بينها السويس ودمنهور والمنيا والإسماعيلية وكفر الشيخ ودمياط والمنصورة وأسيوط مرددين هتافات مناوئة للمجلس العسكري.