اعلن محمد سالم باسندوه رئيس حكومة الوفاق الوطني عن تبرع جديد باسم حكومته من شأنه أن يثير العديد من الانتقادات لحكومته في وقت لم تهدأ فيه بعد انتقادات بشأن صرف الحكومة مبلغا تمويليا لمصلحة مسجد في جامعة الايمان. واعلن باسندوه الاربعاء بصنعاء عن تبرعه بعشرة ملايين ريال لمصلحة حملة اغاثة تنظمها جمعية الحكمة اليمانية بدعم من جمعية احيا التراث الاسلامي الكويتية ومؤسسة الشيخ عيد آل ثاني الخيرية بدولة قطر وذلك خلال حفل تدشين ما سمي بالمرحلة الرابعة من محملة الاغاثة للمتضررين من الاحداث في عدد من المحافظات. واعرب رئيس الحكومة خلال كلمته في حفل التدشين عن شكره وتقديره لجمعية الحكمة اليمانية ومؤسسة الشيخ عيد آل ثاني الخيرية بدولة قطر الشقيقة، على مبادرتهم الانسانية المباركة وتعاونهم في اغاثة الاسر المتضررة في عدد من مناطق المحافظات اليمنية المستهدفة. ومن شان هذا التمويل ان يثير انتقادات جديدة لباسندوه وحكومته ، خصوصا ان جمعية " احياء التراث الاسلامي" الكويتية تثير جدلا دوليا حولها كونها إحدى الجمعيات المصنفة لدى الولاياتالمتحدة ضكم قائمة " الارهاب". واعلنت واشنطن في يونيو 2008 إدراج جمعية إحياء التراث ضمن ما تصفها بقائمة الارهاب السوداء معلنة تحركها لتجميد الاصول المالية للجمعية بينها تقديم " دعم مالي للقاعدة". وقال ستيوارت ليفي وكيل وزارة الخزانة لشئون الارهاب والاستخبارات المالية آنئذ طبقا لوكالة " رويترز" إن تجميد اصول منظمة منخرطة في اعمال خيرية ليس قرارا يتخذ بسهولة لأن آخر شي نريده هو أن جمعية احياء التراث الاسلامي استخدمت المساعدات الخيرية والانسانية كستار لتمويل انشطة ارهابية وايذا مدنيين ابرياء في مناطق فقيرة وقاحلة في كثير من الأحيان. وكشف أحد تسريبات موقع ويكيليكس بحسب ما نشرته بي بي سي على موقعها الالكتروني في ديسمبر 2010 عن ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كيلنتون نوهت من خلال برقية دبلوماسية حول مكافحة الارهاب يعود تاريخها الى مطلع العام الماضي الى انه على الرغم من ان الكويت قد نجحت في تضييق الخناق على نشاط المشتبهين بدعم الارهاب على ارضها فأنها أي الكويت ما زالت اقل تحمسا بشأن اتخاذ اجراءات ضد ممولي ومسهلي الارهاب الذين يتخذون من الكويت مقرا لهم ويخططون لشن هجمات ارهابية خارج الكويت. وبشكل اكثر تحديدا تشير تلك البرقية الى انه على الرغم من ان واشنطن كانت قد قامت بتسمية جمعية احياء التراث الاسلامي التي تتخذ من الكويت مقرا لها باعتبارها جهة داعمة لجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة فان حكومة الكويت لم تتخذ أي إجراء ملموس للتصدي لتلك الجمعية أو اغلاق مقرها الرئيسي والفروع التابة لها. باسندوه يبكي مجددا وفي الفعالية لم يستطع باسندوه السيطرة على نفسه مجددا إذ دخل في نوبة بكاء وهو يلقي كلمته. وانهمرت دموعه وهو يتحدث عن معاناة اغلب الشعب ان لم يكن جميعه من الجوع والفقر والبطالة التي هي من انتاج فساد الماضي مشيرا الى التركة الثقيلة التي ورثتها الحكومة والمخاطر والتحديات التي تواجهها البلاد. وتعهد باسندوه للحضور " وامام الله ان حكومة الوفاق ستعمل كل ما في وسعها لاجتثاث الة الفساد والمفسدين التي دمرت قيم المجتمع واعادته الى المسار الصحيح . وقال " ثقوا بان مستقبلنا سيكون افضل من حاضرنا وماضينا. وفي خطاب آخر امس الاول قال باسندوه " إن بكائي على وطني ليس نابعا من ضعف ولكن من قوة ايماني وشجاعتي وحبي الشديد لوطني الذي اقدمه على حب اسرتي ونفسي وساعمل كل ما بوسعي حتى ارى وطني آمنا ومستقرا ومزدهرا ويضاهي بتطوره الدول المتقدمة " حسب تعبيره في رد منه على التعليقات الساخرة المستمرة بشأن بكائه في غير خطاب عام.