رويترز, ا ف ب: حددت إيران ما يمكن وصفه ب"الخطوط الحمراء" في شأن المحادثات التي ستجريها مع القوى الكبرى في بغداد في 23 مايو الجاري, بإعلانها أنها لن توقف تخصيب اليورانيوم أبداً ولن تغلق موقع فوردو المحصن تحت الأرض قرب مدينة قم. وجاءت هذه المواقف رداً ضمنياً على ما كشفه مسؤول أميركي, قبل أسبوعين, ومفاده أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها سيطلبون من إيران, خلال المحادثات, أن توقف تخصيب اليورانيوم وأن تغلق فوراً موقع فوردو. وقال سفير ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية, أمس, انه لا يرى "مبرراً" لاغلاق فوردو, مشيراً إلى أن الموقع خاضع لإشراف الوكالة. وأضاف "حين يكون لديك مكان آمن ومؤمن تحت سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية فلماذا تطلب مني أن أغلقه?". وأوضح سلطانية أن ايران بنت الموقع لتوفر حماية أفضل لنشاطها النووي من أي هجمات تشنها اسرائيل أو الولاياتالمتحدة عليها, مضيفاً ان "فوردو مكان آمن .. أنفقنا الكثير من المال والوقت حتى يكون لدينا مكان آمن". وبشأن وقف تخصيب اليورانيوم لدرجة عالية, قال سلطانية جازماً: "هناك أمر واضح وهو أنه لن يتم تعليق التخصيب في ايران أبداً", لكنه أحجم رغم ذلك عن التعليق على مطالب الغرب بشأن وقف التخصيب لدرجة اعلى بلغت 20 في المئة وهو ما بدأته ايران العام 2010 وسرعت من انتاجه منذ ذلك الحين, وهو ما يقلص الوقت الذي تحتاجه الى صنع سلاح نووي إذا قررت ذلك. وأكد سلطانية أن ايران لن تتراجع أمام العقوبات والتهديدات قائلاً: "لا العقوبات ولا الأعمال العسكرية ولا الإرهاب الذي يمارس ضد علمائنا سيوقف التخصيب". في المقابل, أكدت وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون, أمس, أنه إذا تم تخفيف الضغوط على طهران فلن يكون لديها دوافع كافية للتفاوض بشأن برنامجها النووي. ودعت الصين الى اتخاذ موقف موحد في مواجهة ايران مع اقتراب موعد فرض عقوبات اميركية على صادرات الجمهورية الاسلامية من النفط. وأكدت كلينتون, اثناء زيارتها بكين, ان الولاياتالمتحدة والصين تشتركان في هدف واحد وهو منع ايران من امتلاك سلاح نووي, مجددة تأكيدها على ان الولاياتالمتحدة تريد نتيجة سلمية للازمة. وقالت كلينتون لمسؤولين صينيين بارزين خلال محادثات سنوية ان "افضل طريقة للتوصل الى الحل الديبلوماسي الذي نسعى اليه جميعا هو ان نبقى اقوياء وموحدين", مضيفة "إذا خففنا الضغوط او ضعف عزمنا, فان ايران سيكون لها حافز اقل للتفاوض بنية حسنة او اتخاذ الخطوات الضرورية لتبديد المخاوف الدولية بشأن برنامجها النووي". وبموجب قانون اميركي يهدف الى الضغط على ايران للتوصل الى حل, فإن الولاياتالمتحدة ستفرض عقوبات تبدأ في 28 يونيو المقبل على المؤسسات المالية من اية دولة تواصل شراء النفط الايراني الذي يشكل الصادرات الرئيسية للجمهورية الاسلامية. ومنحت وزارة الخارجية اعفاءات لدول الاتحاد الاوروبي واليابان, مؤكدة في الوقت نفسه انها تبذل جهودا كبيرة لخفض مشتريات النفط الايراني. واعربت كل من الصين والهند اللتين تعتمدان بشكل كبير على النفط الايراني, عن معارضتهما للقانون الاميركي, الا انهما خفضتا مشترياتهما من النفط الايراني تدريجيا مع اقتراب الموعد النهائي للقرار الاميركي بشان فرض عقوبات. من جهته, دعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيله الاسرة الدولية الى منع ايران من الحصول على السلاح النووي, مؤكدا دعم بلاده الثابت لإسرائيل. وقال أمام المؤتمر العالمي للمجلس اليهودي - الاميركي في واشنطن ان "البرنامج النووي الايراني الحالي يشكل خطرا جسيما, ليس على اسرائيل فحسب بل على المنطقة ككل".