بعد الفشل الذريع في أداء مهامه الحكومية المناطة به كوزيرا للكهرباء اليمنية – أكثر المؤسسات والقطاعات اليمنية عرضة للانهيار - وبعد انتقادات شديدة ومطالب شعبية واسعة بضرورة تقديم استقالته أو اقالته .. ظهر الدكتور صالح سميع على فضائية اليمن الرسمية كمحللا سياسيا مقززا ، يوزع التهم واللوم ليتحدث عن ما اسماه " دوافع سياسية" تحرك الاشخاص المعتدين على ابراج الكهرباء وخطوط النفط ، متهما " إفرازات السياسات الخاطئة للنظام السابق " على حد قوله ، متناسيا ان تبوأه منصبه جاء بعد تضحيات ووعود رنانة لم تكن تلقي ايما مبالاة بالتحديات. سميع وفي سياق تحليلاته واحاديثه المثيرة للجدل والاشمئزاز معا لا لشي وانما لأننا نعيش في تخمة الظلام الدامس قال ان اليمن تغيرت وعلى من لم يستوعب ذلك عليه ان يستوعب المتغيرات على ارض الواقع ، ولا يبدو ان الشخص المتخم بقضايا الفساد قد استوعب ذلك بنفسه ، أو ان ثمة متغيرات ملموسة عموما قد قدمتها حكومته أو خصوصا قد قام بها هو فيما يشغل منصبه ، قطاع الكهرباء الذي تبوأ مقعدها من حصة حزب الاصلاح في محاصصة "الوفاق " ، ربما يندب " الاصلاح " الفخ الذي وقع به حينما قدمه لهذه الحقيبة وتفاجأ بالجعجعة التي ظل يصدرها بينما لا طحين ، وهو الثائر القادم من جناحات الاحتجاجات ضد النظام السابق الفاسد ، الذي وبرغم فساده قد أقيل منه سميع بتهم فساد انتشرت أخبارها وتفاصيلها امام العامة. في اكثر من مناسبة يزيد سميع حالة السخط الشعبي عليه ناهيك عن انعدام خدمات وزارته ، فبينما كان المواطنون يخرجون الى الشوارع خصوصا في المدن الساحلية يشتكون المعاناة ويحملون الفوانيس تعبيرا عن الاحتجاج من انقطاع الكهرباء ، ظهر وقتها صالح سميع في تصريح اعلامي لاحدى وسائل حزبه الاصلاح ليتحدث عن " هيكلة الجيش" وضرورتها واهميتها وو ... الخ. ، وكأنه يشعر بأن المنصب الذي يشغله اقل بكثير من قدراته ومهاراته الكلامية. وفي سياق التسويف الذي لا يحمل أدنى اعتبارات للحياء والغضب الشعبي المتزايد من تفاقم المآساة التي خلفها الانقطاع السباتي للنور عن العاصمة اليمنية والمدن قال سميع ان حكومة الوفاق ستتجنب الوقوع في خطايا النظام السابق وستعمل على توفير ما لا يقل عن 20ميجا بصورة عاجلة لمحافظة مارب وربط م/مارب بالشبكة الوطنية ، وستتعامل مع مشاكل الكهرباء كقضايا جنائية وستعمل على تامين خطوط الكهرباء مهما كانت التضحيات. قد نلتمس الف عذر للوزير بناء على حجم التحديات ، ولن نطالبه بأكثر من العمل بصمت وبمسئولية ، لكن الشارع اليمني لم يعد يرى في توزيع الاتهامات ورمي الوعود والأماني "شمعة" تنير دروب ليله المظلم ، أو "ثلج" يطفئ به نار وسعير حياته المتفاقمة بالمآسي. الكهرباء تعود "بخجل" .. "لعيون الطلاب" وبعيدا عن شطحات التهم وتسويف الوعود لمعالي الوزير ، عادت الكهرباء الى العاصمة صنعاء خلال النصف ساعة الماضية ، في الوقت الذي قال مصدر في وزارة الكهرباء إنه تم إعادة تشغيل محطة مأرب الغازية لتوليد الطاقة ظهر اليوم الاثنين بعد توقفها لأكثر من أسبوع إثر اعتداءات متكررة على خطوط نقل التيار من مأرب إلى صنعاء. وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لموقع «المصدر اونلاين» إن «الوزارة حرصت على إعادة التيار الكهربائي رغم عدم انتهاء العمليات العسكرية لإلقاء القبض على المتهمين بقطع الكهرباء»، وأكد أن إعادة التيار هو «مراعاة لوضع الطلاب الذين يؤدون امتحانات الشهادة العامة». وتسبب 12 اعتداءً متتاليا على خطوط نقل الكهرباء في توقف كلي للتيار على العاصمة صنعاء وخمس محافظات أخرى على مدى أسبوع كامل، ما أثار استياءً واسعا في الأوساط الشعبية. وجاء إعادة التيار الكهربائي بعد ساعات من اعتداء جديد استهدف خطوط نقل الكهرباء حيث ألقى مجهولون سلكاً معدنياً (خبطة حديدية) على خطوط نقل الكهرباء بين البرجين 258 و259 بمديرية مدغل في محافظة مأرب. وقال أمن محافظة مأرب إن البرجين الذين تعرضا للاعتداء يقعان في منطقة الكسارة بمديرية مدغل وأن الإجراءات مستمرة لضبط المتورطين بهذا العمل التخريبي. وبحسب موقع وزارة الداخلية اليمنية، فإن الحملة الأمنية التي توجهت إلى منطقة الجدعان بمديرية مدغل في المحافظة نفسها لضبط المعتدين على إمدادات كهرباء المحطة الغازية أكدت بأنها ستواصل تواجدها بمنطقة الجدعان إلى أن يتم القبض على جميع المتهمين بالاعتداء على إمدادات الكهرباء وتقديمهم للقضاء. وأشار إلى أنها تبادلت أمس إطلاق النار مع عدد من المتهمين بالاعتداء على الكهرباء أثناء محاولة ضبطهم وقد أسفرت المواجهة المسلحة بين الطرفين إلى مقتل أحد المتهمين واسمه «محسن محمد مدراج» فيما أصيب 4 آخرين من المتهمين وهم عرفج محمد مدراج ومانع ناجي مقشد، وفيصل محمد شرهان، وناجي علي شيبان وجميعهم من قبائل الجدعان.