قال سلطان البركاني خلال جلسة للبرلمان اليمني اليوم إن دور الأمن غائب واختطاف العوبلي مقدمة لحرب، مطالبا بتكليف لجنة الدفاع والأمن بتقدم تقرير بشأن الحادثة قال الشيخ القبلي المتطرف إبراهيم أبو صلاح، رئيس فرع التجمع اليمني للإصلاح في خولان، إنه لم يقم باختطاف العميد مراد العوبلي قائد اللواء 62 حرس جمهوري، قائلا إنه يقوم ب"استضافته" في منزله فقط. وقال أبو صلاح في بلاغ صحفي، أمس السبت: "أنفي مسؤوليتي عن توقيف العميد العوبلي، وأؤكد بأن جنود الحرس الجمهوري هم من قاموا بتوقيفه واحتجازه في منطقتنا، وكان ما قمت به أنا هو استضافة العوبلي وإكرامه حسب ما تمليه عليّ الأعراف والعادات القبلية باعتباري شيخاً، والعميد العوبلي يعرف هذا الأمر جيداً". ويعد هذا التأكيد الأول من قبل الخاطفين لما نشرته وسائل الإعلام بشأن وقوف قيادات في الإصلاح خلف اختطاف العميد العوبلي، في سياق الصراع المستمر بين الحزب والفرقة الأولى مدرع من جهة، وبين الحرس الجمهوري والموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح من الجهة المقابلة. من جانب آخر، لايزال التوتر مخيماً على مناطق خولان وسنحان لليوم الثالث على التوالي على خلفية اختطاف العميد العوبلي واثنين من مرافقيه، حيث قالت مصادر محلية بمديرية جحانة بخولان إن الأهالي في منطقة قروى وبيت الحيسة اللتين ينتمي إليهما الخاطفون، انقسموا بين مؤيد ومعارض لعملية اختطاف العوبلي، الأمر الذي دفع بعض المعارضين إلى التهديد باستخدام السلاح ضد بيت صلاح المنتمين لقرية بيت الحيسة، وتمترسوا في مناطق مواجهة للقرية. وقالت المصادر إن العديد من الوسطات القبلية فشلت أمس في محاولة احتواء القضية والإفراج عن العميد العوبلي واثنين من مرافقيه. وأشارت المصادر إلى عقد اجتماع قبلي ضم قبائل خولان أمس السبت، لتحديد موقف من قضية اختطاف العوبلي ومرافقيه، حيث قال مصدر قبلي كان حاضراً في اجتماع لمشائخ خولان أمس في جحانة: إن القيادي الإصلاحي الشيخ إبراهيم أبو صلاح طلب من اللجنة أن لا يحرجوه في مسألة الإسراع بالإفراج عن العميد العوبلي، مؤكداً لهم أن الأمر ليس بيده. من جهة أخرى ذكرت مصادر مطلعة ل"الأولى" أن قطاعاً قبلياً ضد قبيلة خولان نفذه عشرات من الأهالي وسط الطريق العام في منطقة يريم، وآخر في منطقة آنس رداً على اختطاف مرافقي العوبلي، احمد السعيدي الذي ينتمي لمنطقة القفر واحمد الشامي من أهالي منطقة آنس، كنوع من رد الفعل على الحادثة. من جانب آخر دان الشيخ علي بن علي شعلان – شيخ مشائخ بني سحام بخولان حادثة اختطاف قائد اللواء 62 حرس جمهوري المرابط بمنطقة الصمع بأرحب. واستنكر الشيخ شعلان "جميع الاختطافات التي تتم في خولان سواء كانت المطالب حقيقية أو ذات دوافع سياسية". ودعا الشيخ علي بن علي شعلان في تصريح ل"الأولى" أمس، الخاطفين إلى سرعة إطلاق سراح العميد العوبلي، لافتاً أن ظاهرة الاختطافات "تسئ الى سمعة خولان وأهلها"، الذين وصفهم بالشجعان والكرماء. وأشار شعلان أن من لديهم مطالب عليهم أن يطالبوا بها بطرق سلمية وقانونية دون اللجوء الى الخطف. وبين الشيخ شعلان أن هناك اجتماعات متواصلة يقوم بها مشائخ قروة بصورة خاصة ومشائخ خولان بصورة عامة للعمل على اطلاق سراح العميد العوبلي. الى ذلك قال الكاتب اليمني فيصل الصوفي في مقال بعنوان " فتنة خولان " ان مشايخ خولان لم يفلحوا في اقناع رئيس حزب (الإصلاح) في المديرية بإطلاق مراد العوبلي قائد اللواء 62 حرس جمهوري المختطف هناك منذ يوم الخميس من قبل مسلحين تابعين لحزب(الإصلاح) وعسكريين موالين اللواء محسن قائد الفرقة الأولى مدرع.. مضيفا : رئيس حزب الإصلاح الشيخ إبراهيم أبو صلاح الذي يتزعم الخاطفين يتذرع بأن هناك عسكراً انقطعوا عن الخدمة سابقا لكي يلتحقوا بما يسمى الثورة الشبابية الشعبية، يريدون من وزارة الدفاع أن تعيدهم للخدمة وتسوي أوضاعهم وتصرف مرتباتهم مقابل إطلاق القائد المختطف. في حين أن العوبلي هو قائد اللواء 62 حرس جمهوري بأرحب ولا علاقة له برواتب وتسويات لسبب بسيط هو أن من يتم التذرع بهم ليسوا من جنود اللواء. ولأن الذين يقفون ضد حادثة الاختطاف هم من خولان ويحاولون التوسط لدى رئيس حزب (الإصلاح) لإطلاق سراحه، يتهرب الرجل من هذا الضغط القبلي عن طريق الإدعاء أن الأمر لم يعد بيده بل بيد اللواء علي محسن وقيادة حزب(الإصلاح) في العاصمة.. وهذا كله يؤكد أن عملية الاختطاف دبرت بقصد وعناية لتحقيق أهداف سياسية، وفي مقدمتها ابتزاز رئيس الجمهورية من قبل الأطراف التي تورطت في عملية الاختطاف هذه. حيث تعمل منذ انتخاب الرئيس على تحقيق مطالب غير مشروعة من بينها الحصول على اعتماد مالي لتجنيد 70 ألف عنصر من جامعة الإيمان والمجاميع المسلحة لأولاد الأحمر ومليشيات الإصلاح وضمهم للفرقة الأولى مدرع.. وقال الصوفي : إن الذين تورطوا في هذا السلوك الإجرامي قد صنعوا أزمة جديدة تضاف إلى الأزمة الأصلية التي تعاني منها البلاد، وخاصة أن مكان تنفيذ جريمة الاختطاف هو خولان والمختطف من سنحان، ولهذا مغزاه بالنظر إلى حساسية العلاقة بين القبيلتين. ورغم أن عملية الاختطاف نفذت قبل يومين فقط فإن التداعيات التي خلقتها خلال هذا الوقت القصير كثيرة وخطيرة. فهناك اليوم حالة استنفار قبلي متبادل تنذر بفتنة حقيقية.. هناك اختطافات متبادلة وطرق تقطع ومدارس تغلق بينما الطلاب والطالبات في الاختبار النهائي، وما سيأتي سيكون أسوأ إذا استمرت عملية اختطاف العوبلي. مختتما : وفي اعتقادي أنه سواء اطلق سراح العوبلي اليوم أو غدا، فإن قضية الاختطاف لاينبغي النظر اليها بوصفها تتعلق بشخصه، بل ينبغي النظر اليها كونها تستهدف صناعة أزمة.. وتكشف عن توجه لعرقلة جهود رئيس الجمهورية وضرب التسوية السياسية. وليس هذا من قبيل التضخيم، بل لأن الاطراف التي تورطت في هذه العملية هي نفسها التي تمثل جبهة الممانعة ضد المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتعمل على تقويض الوفاق الوطني.